الكلمة الطيبة: وتشمل: تشميت العاطس: والبدء بالسلام ورده، والباقيات الصالحات: {إليه يصعدُ الكَلِمُ الطِّيبُ والعملُ الصالحُ يرفعه} [فاطر: 10] وحسن الكلام مع الناس، لأنه مما يفرح به قلب المؤمن، ويدخل فيه السرور، هو من أعظم الأجر.
والكلمة الطيبة بالتالي تشمل الذكر والدعاء، والثناء على المسلم بحق، والشفاعة له عند حاكم، والنصح والإرشاد على الطريق، وكل ما يسر السامع ويجمع القلوب ويؤلفها.
المشي إلى الصلاة: وفي ذلك مزيد الحث والتأكيد على حضور صلاة الجماعة والمشي إليها لإعمار المساجد بالصلوات والطاعات، كالاعتكاف والطواف، وحضور دروس العلم والوعظ.
إماطة الأذى عن الطريق: وهي تنحية كل ما يؤذي المسلمين في طريقهم من حجر أو شوك أو نجاسة، وهذه الصدقة أقل مما قبلها من الصدقات في الأجر والثواب، ولو التزم كل مسلم بهذا الإرشاد النبوي، فلم يرم القمامة والأوساخ في غير مكانها المخصص لها، وأزال من طريق المسلمين ما يؤذيهم، لأصبحت البلاد الإسلامية أنظف بقاع الأرض وأجملها على الإطلاق.
صلاة الضحى تجزئ في شكر سلامة الإعضاء: روى مسلم عن النبي_صلى الله عليه_وسلم قال: " يُصبح على كل سُلامى أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئُ من ذلك ركعتا الضحى يركعهما"، وأقلُّ صلاة الضحى ركعتان، وأكثرها ثمان، ويسن أن يسلم من كل ركعتين، ووقتها يبتدئ بارتفاع الشمس قدر رمح، وينتهي حين الزوال.
حمد الله تعالى على نعمه شكر: روى أبو داود والنسائي، عن رسول الله صلى الله عليه سلم قال: "من قال حين يُصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر. فقد أدى شكر ذلك اليوم، ومن قال حين يُمسي، فقد أدَّى شكرَ ليلته".
إخلاص النية لله تعالى في جميع الصدقات: إن خلوص النية لله تعالى وحده في جميع أعمال البر والصدقات المذكورة في هذا الحديث وغيره شرط في الأجر والثواب عليها، قال الله تعالى:
{لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114].
ليس المراد من الحديث حصر أنواع الصدقة بالمعنى الأعم فيما ذكر فيه، بل التنبيه على ما بقي منها، ويجمعها كل ما فيه نفع للنفس أو غيرها من خَلْقِ الله.
وختاماً فإن هذا الحديث يُفيد إنعام الله تعالى على الإنسان بصحة بدنه وتمام أعضائه، وأن عليه شكر الله كل يوم على كل عضو منها، وأن من الشكر: عمل المعروف، وإشاعة الإحسان، ومعاونة المضطر، وحسن المعاملة، وإسداء البر، ودفع الأذى، وبذل كل خير إلى كل إنسان، بل إلى كل مخلوق، وهذا كله من الصدقات المتعدية.
ومن الصدقات القاصرة: أنواع الذكر والتسبيح والتكبير والتحميد والتهليل والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وتلاوة القرآن، والمشي إلى المساجد، والجلوس فيها لانتظار الصلاة أو لاستماع العلم والذكر، ومن ذلك: اكتساب الحلال والتحري فيه، ومحاسبة النفس على ما سلف من أعمالها، والندم والتوبة من الذنوب السالفة، والحزن عليها، والبكاء من خشية الله عز وجل، والتفكير في ملكوت السماوات والأرض، وفي أمور الآخرة وما فيها من الجنة والنار والوعد والوعيد
صلاة الضحى تجزئ في شكر سلامة الإعضاء
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[27 - 08 - 2003, 11:22 ص]ـ
بارك الله فيك