ـ[ابو الحسن الشرقي]ــــــــ[18 - 03 - 06, 09:49 م]ـ
الأخ الكريم، أبا زكريا. وفيك بارك الله .. قول المقرئ هذا خطأ وليس بقرآن؛ يدخل القراءة تحت دائرة التحريم إن كان ملما بالقراءة التي يتكلم عنها، أو يعلم بأنها غير صحيحة. كذلك إن قال - أي القارئ - تأثم إن قرأتها هكذا وقصد القراءة الخطأ فهو كما قال ..
واستنباط الأحكام في المسائل الفقهية للفقهاء بلا نزاع. والقراء الذين لا يعلمون عن الاستنباط في الأحكام لا يخرجون عن قراءاتهم التي تلقوها .. وليس لهم في الفقه ..
بالمقابل فإني قصدت الفقهاء الذين ليست لديهم إجازة أعني لم يتلقوا القراءة بالأسانيد .. هل نأخذ أقوالهم بدون مناقشة أدلتهم .. وعلى كل فلننتظر ما يجود به علينا أخونا عبد القادر لعل الأمر يتضح .. أرجو المعذرة لركاكة ردي هنا ..
---
الأخ الفاضل، أبا هداية، حكمك بأنها الأقرب للصواب من جهة المعنى، لأنها أعم؛ غير مسلم، إذ أن قول ابن الجزري - رحمه الله -: من لم يجود القرآن آثم، نسخة معتمدة وهي التي عليها الإجازة، كما أن عليها شرح الأئمة الكبار المتقدمين كشرح ابن الناظم وشرح المشايخ كخالد الأزهري و زكريا الأنصاري وملا علي القاري.
كما أن شروحهم في رواية: من لم يصحح القرآن آثمُ .. يصححُ: يعني يصححه مجوداً كما في شرح المتقدمين كالشيخ زكريا الأنصاري ..
ثم تأمل قوله في صدر البيت الذي لم يختلف فيه: والأخذ بالتجويد حتم لازمُ .. إذ ذكر (التجويد) ..
جزاك الله خيراً على إضافتك ..
ـ[نجيب أبو عبد الرحمن]ــــــــ[19 - 03 - 06, 12:44 ص]ـ
أما الجزري رحمه الله تعالى فقد ثبت أنه قال من لم يجود القرآن آثم فلامجال لردها بناءا على النتيجة ولكن على الطالب أن يناقش هذه المسألة علميا لا بالعطفة أو التقليد
ولكن أريد أن أنبه على أمور وهي
1 - أن كلام محمد بن الجزري فليس وحيا حتى نتاحكم إليه ولهذا فالأولى أخي أبي الحسن أنك تستدل على مخالفيك بقوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا)
2 - وقفة عند قوله لم يجود القرآن فقد يكون المراد والله أعلم ماجاء في الآية (ورتل القرآن) أي تغن به لقوله صلى الله عليه وسلم (من لم يتغن بالقرآن فليس منا) وقوله (زينوا القآن بأصواتكم)
3 - وقفة أخرى عند قوله واجب فقد اختلف أهل العلم في مسألة الوجوب على قولين بين قائل بالوجوب العيني وقائل بالوجوب الكفائي
4 - إن الإمام ابن الجزري شافعي المذهب فقهيا والشافعية رجحوا الوجوب العيني فأخذ بالمذهب
5 - لابد أن لايهدر الخلاف في مثل هذه المسائل فتبقى المسألة بين قولين ولايجزم بأحدها
6 - أن المفرط الذي تمكن من تعلم الأحكام ولم يتعلم لا شك أنه قد جانب الصواب وهو على غلط أما الذي لم يتيسر له ذلك فيدخل في قوله صلى الله عليه وسلم (000 ومن قرأ القرآن وهو يتتعتع في فله أجران)
والعلم عند ربي (وقل رب زدني علما)
ـ[ابو الحسن الشرقي]ــــــــ[19 - 03 - 06, 06:32 م]ـ
أخي الكريم، أبا عبدالرحمن حفظك الله. أحسنت بارك الله فيك. فكلام ابن الجزري - رحمه الله رحمة واسعة - ليس قرآناً يحتكم إليه. ولكن الأدلة كما تعلم نقلية وعقلية. وأنا لم استدل بقوله: (من لم يجود القرآن آثم)، على وجوب التجويد ولكني ذكرت البيت الذي يليه وقلت: فدليله على وجوب التجويد: أنّه أنزل مجوداً بالصورة المعروفة في القراءات ... ثم أنه وصل إلينا عن طريق أئمة القراءة على الصورة التي أنزل عليها .. وهذا دليل قوي يحتاج إلى رد مناسب لمن لا يرى وجوب تجويد القرآن.
فكما ترى، أني أخذت بدليله لقوة حجته ولم أر رداً مناسباً.
وقد ذكرت قوله تعالى (ورتل القرآن تلاتيلا)، قلت: والأمر يقتضي الوجوب .. ومعرفة الترتيل وكفيته لا يتوصل إليه باجتهاد بل بالمشافهة .. وقد ورد إلينا القرآن بالتواتر مجوداً كما هو معلوم.
أما قولك في الآية: والمراد والله أعلم ... تعنّ به!! فيردُ عليه سؤال: كيف يتغنّى به؟ هل يتغنّى به كيف شاء؟ أم أنّ هناك قواعد معروفة نقلت إلينا تواتراً .. والجواب: أن هناك قواعد نقلت بالتواتر. بقي هل يجب التقيد بها أم له الخروج عنها؟ وهذا لب موضوعنا رحمك الله.
أما قولك عن الوجوب العيني والكفائي فقد أجاب عليه مشايخ القراءة - رحمهم الله - إذ أنهم قد صرحوا بأن تعلم التجويد ودراسته نظرياً؛ على الكفاية. أما تطبيقه (التجويد) لمن أراد قراءة القرآن فعلى الوجوب .. ولنا أن نناقش أدلتهم!!
ثم أن الإمام ابن الجزري وإن أخذ بالمذهب فقد أورد الدليل ولم يكتف بالتقليد ... وقولك بعدم الجزم بأحدهما لا أدري كيف نطبقه؟ إذ أن التجويد إما أن يكون واجب يؤثم تاركه أو مستحب .. ولا يكون الاستحباب وجوبا.
ولي تعليق على قولك الأخير في النقطة رقم 6 إن بسر الله أعود له .. وجزاك الله خيراً على مأفدتنا به زادني الله وإياك علماً نافعاً.
¥