هذا هو حديث أبي معاوية وعلي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وقد تبين لنا ما يلي:-
أولاً: أن هذا الحديث مروي بلفظ (أبي معاوية عن هشام) في جميع طرقه إلا طريق سعيد بن منصور فإنه بلفظ (حدثنا أو أخبرنا) وقد مضى في ترجمة سعيد أنه كان يرى الخطأ في كتابه ويصر عليه. فهذا أحد أوجه الطعن في هذا الحديث.
ثانياً: إن أبا معاوية كان موصوفاً بالتدليس وإن أحاديثه عن هشام فيها اضطراب كما مر بيانه في ترجمته. وهذه علة ثانية في الحديث.
ثالثاً: هذا الحديث مروي من طرق العراقيين عن هشام بن عروة (أبو معاوية وعلي بن مسهر) ورواية هذين الكوفيين عن هشام فيها اضطراب؛ لأن أحاديث الكوفيين عن هشام فيها اضطراب كما مر بيانه. وهذه علة ثالثة في الحديث.
وبالجملة فإن هذا الحديث لم يسلم من الطعن ولا يصلح مثله أن يستشهد به على أمر خطير كهذا الأمر. وبناء عليه لا تقوم بهذا الحديث حجة. وأنا أرى أن هذا الحديث ضعيف من حيث الإسناد للعلل السابقة. وأعجب كيف ينسب لأم المؤمنين مثل هذا القول وهي من هي فصاحة وبلاغة. وأنا أجزم بناءاً على هذه الدراسة أن أم المؤمنين رضي الله عنها لم تقل مثل هذا القول ألبتة.
ثانيا: الأثر الثاني:
وهذا الأثر كما هو بين مروي عن طريق أبي خلف عن عائشة ومن طريق عبيد بن عمير ومن طريق عطاء.
والطريق الأول مروي من أطراف متعددة كما في الشكل والطريق الثاني ليس له إلا وجه واحد، وكذا الثالث.
وها هي دراسة رواة هذا الأثر من طريق أبي خلف:
عفان بن مسلم: الصفار، أبو عبد الله البصري.
روى عن: إسماعيل بن عليه وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وسلام أبي المنذر القارئ وشعبة وصخر بن جويرية ويحيى بن سعيد وغيرهم.
وروى عنه: البخاري وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهوية وأبو خيثمة وعباس الدوري وأبو بكر بن أبي شيبة وابن المديني وأبو حاتم الرازي وغيرهم.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: عفان إمام ثقة متقن متين وذكره الذهبي في الميزان وأثنى عليه كثيراً ونعى على ابن عدي وضعه إياه في الكامل وذكره في التهذيب من رجال الستة وأثنى عليه كثيراً وأنه من الثقات الكبار وفي التقريب: ثقة ثبت، قال ابن المديني: كان إذا شك في حرف من الحديث تركه، وربما وهم
يزيد بن هارون: أبو خالد الواسطي
روى عن خلق كثير منهم أبان بن عياش وإسماعيل المكي وبقية بن الوليد وجرير ين حازم وحجاج بن أرطأة والحمادين وحميد الطويل وسفيان الثوري وغيرهم.
روى عنه خلق كثير منهم: إبراهيم الجوزجاني وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهوية ووكيع بن الجراح ويحيي بن معين وغيرهم.
قال أحمد بن حنبل: كان حافظاً متقناً للحديث. وثقه يحيي بن معين وعلي بن المديني والعجلي وأبو حاتم. وذكره ابن القيسراني في تذكرته وأثنى عليه جداً وفي التقريب: ثقة متقن عابد
عبد الوهاب بن عطاء الخفاف: أبو نصر العجلي
روى عن إسماعيل المكي وحميد الطويل وصخر بن جويرية وطلحة بن عمرو المكي وابن جريح ومالك بن أنس وغيرهم.
روى عنه: أحمد بن حنبل وإسحق بن راهوية وعباس الدوري وابن لهيعة وعمر بن شبة النمري ويحيي بن معين.
قال المرُوذي، قلت لأبي عبد الله: عبد الوهاب ثقة؟ قال: تدري ما تقول إنما الثقة يحيي القطان.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كان الخفاف يقرأ عند سعيد التفسير. وقال الأثرم عن أحمد: كان عالماً بسعيد بن أبي عروبة.
وعن يحيي بن معين: ليس به بأس، وقال مرة أخرى: يكتب حديثه، وقال مرة ثالثة: ثقة.
وقال الساجي: صدوق ليس بالقوي عندهم، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم، وهو يحتمل. وقال النسائي: ليس بالقوي.
وعن ابن أبي حاتم قال: سألت أبي عنه فقال: يكتب حديثه، محله الصدق. وقال أيضاً: ليس عندهم بقوي الحديث وذكره النسائي في الضعفاء وذكره البخاري في الضعفاء وذكره ابن حجر في المدلسين وقال: قال البخاري: كان يدلس عن ثور الحمصي وأقوام أحاديث مناكير
وذكره العقيلي وقال فيه: عن أحمد: ضعيف الحديث مضطرب وفي التقريب: صدوق. ربما أخطأ
صخر بن جويرية: أبو نافع البصري
روى عن حميد بن نافع ونافع مولى ابن عمر وهشام بن عروة وأبي رجاء وغيرهم.
¥