روى عن: أبي بن كعب وعمر بن الخطاب وابن عباس وعلي وأبي ذر وعائشة وغيرهم.
وروى عنه: ابنه عبد الله وقيل لم يلقه ولم يسمع منه وابن أبي مليكة وعطاء بن أبي رباح وأبو الزبير المكي وغيرهم
وثقه يحيي بن معين وأبو زرعة وذكره في التهذيب وقال: قال ابن معين وأبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. وعن العجلي: مكي، تابعي، ثقة، من كبار التابعين وفي التقريب: مجمع على ثقته
هذا طريق رجاله موثقون غير أن الذي رواه عنهم وانفرد بذلك يحيي بن راشد البصري. وهو قد ذكر في الجرح والتعديل وقال فيه: البصري المازني سئل عنه يحيي بن معين فقال: ليس بشيء. وعن أبيه: إنه ضعيف الحديث، في حديثه إنكار، وأرجو أن لا يكون ممن يكذب. وعن أبي زرعة: شيخ لين الحديث. وذكره ابن الجوزي وقال: قال يحيي: ليس بشيء. وقال النسائي: ضعيف، وقال الدار قطني يعتبر به، صويلح وفي التقريب: ضعيف
وبالجملة فهذا طريق ضعيف لا تقوم به حجة وإذا كان الأمر على ذلك فإن المرء يعجب حين يقرأ للسيوطي في الإتقان قوله: إنه روي عن عائشة في ذلك – وذكر الحديث – وقال: وهو على شرط الشيخين!! إذ كيف يكون هكذا ويقال على شرط الشيخين، وهو بجميع طرقه كما رأينا لا يصلح للاحتجاج أصلا.
ومن العجيب أن يصر السيوطي على صحة هذه الأحاديث المروية عن عائشة إصراراً شديدا.
الطريق الثالث: طريق عطاء وهذه دراسة رواته:
مندل: ابن علي العنزي.
روى عن: أسيد بن عطاء وحميد الطويل والأعمش وعبد الملك بن جريح ومطرف وغيرهم. روى عنه: أبو نعيم الفضل بن دكين والمنذر بن عمار وأبو الوليد الطيالسي ويحيى بن آدم والفراء وغيرهم.
عن أحمد بن حنبل: ضعيف، وعن يحيي بن معين: ليس به بأس، يكتب حديثه، وقال يحيي بن معين مرة أخرى: ضعيف، وعن يعقوب بن شيبة: ضعيف، وعن أبي زرعة: لين الحديث، وقال النسائي: ضعيف وقد ضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال الجوزجاني: مندل وحبان واهيا الحديث وفي التقريب: ضعيف
عبد الملك: ابن عبد العزيز بن جريح
روى عن أبان بن صالح وإسماعيل بن أمية وابن عليه وحميد الطويل وابن كثير القارئ وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم خلق كثير.
وروى عنه: إسماعيل بن علية وحجاج المصيصي وعبد الوهاب الخفاف وعلي بن مسهر ومندل بن علي والنضر ابن شميل وغيرهم.
وابن جريح هذا من الثقات المدلسين وكان حديثه مقبولاً إذا قال أخبرنا أو حدثنا. هذه خلاصة ما في تهذيب الكمال وقال الذهبي: أحد الأعلام الثقات، يدلس، وقال عبد الله بن أحمد: قال أبي: بعض الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريح أحاديث موضوعة. كان ابن جريح لا يبالي من أين يأخذها
عطاء: ابن أبي رباح
روى عن: زيد بن أرقم وابن الزبير وابن عباس وكعب الأحبار وعائشة وأم سلمة وغيرهم.
وروى عنه: الحجاج بن أرطأة ورباح المكي والأوزاعي وعبد العزيز المكي وغيرهم.
كان ثقة كثير الحديث.
وبالجملة فهذا الطريق مردود من جهتين اثنتين:
الأولى: أنه من رواية مندل بن علي وهو ضعيف
الثانية: أن ابن جريح لم يصرح بالسماع من عطاء
وبهذين السببين يكون هذا الأثر ساقط الاعتبار ولا تقوم به حجة. والله أعلم.
المبحث الثالث: القيمة العلمية لهذه الآثار
لا ريب في أهمية القرآن العظيم لدى المسلمين جميعاً، ومن صور هذه الأهمية أنهم لم يحفلوا بشيء لم تتواتر قرآنيته ليكون قرآناً متعبداً به. ولذلك أسقطوا من الاعتبار التعبدي كل ما كان غير متواتر.
ولا ريب أيضاً أن عناية الصحابة بالقرآن الكريم كانت عناية فائقة ولذلك اهتموا بكتابة القرآن الكريم على النحو الذي حذقوه من الإملاء والخط. فلذلك كانت طريقة الكتابة القرآنية في ذلك الزمن هي أوثق طريقة كانت موجودة لدى ذلك الجيل دون ريب. إذ إن هذا يعكس اهتمامهم بالقرآن الكريم حفظاً وكتابة.
ولا ريب أن مثل هذه الآثار التي تعارض ما سبق ذكره تمثل نمطاً غريباً من الإشكالات القائم أمرها على دفع التعارض بين ما هو معلوم ومعروف من ذلك الاهتمام وتلك العناية، وبين فحوى تلك الآثار التي تخالف ذلك.
¥