البطاقةُ، فلا يثقُلُ مع اسم الله شيء" أخرجه الترمذي (2639) وحسَّنه، والحاكم (1/ 6) وصحَّحه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وانظر: السلسلة الصحيحة للألباني (135).
ويكون الوزنُ أيضاً للعامل لقوله صلى الله عليه وسلم عن ساقَي ابن مسعود رضي الله عنه: "والذي نفسي بيده لَهما أثقلُ في الميزان من أُحُد"، وهو حديث حسن، أخرجه أحمد (3991) وغيرُه.
11 - الفائدة الحادية عشر ((عدد الشفاعات)) قال حفظه الله ص53:54:ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالشَّفاعات التي وردت في الكتاب والسنَّة، منها الشفاعة العظمى الخاصَّة بنبيِّنا صلى الله عليه وسلم في تخليص أهل الموقف مِمَّا هم فيه، وهي المقام المحمود الذي يحمده عليه الأوَّلون والآخرون، من لَدن آدم عليه السلام إلى الذين قامت عليهم الساعة، وقد مرَّت الإشارةُ إليها قريباً في كلام الإمام ابن كثير رحمه الله.
ومنها الشفاعة فيمَن استحقَّ النارَ ألاَّ يدخلها، ويدلُّ لذلك قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء على الصراط: "اللَّهمَّ سلِّم سلِّم"، وقد مرَّ الحديثان في ذلك قريباً عند المرور على الصراط.
ومنها الشفاعة في رفع درجات مَن يدخل الجنَّة فيها فوق ما كانيقتضيه ثواب أعمالهم، ويدلُّ لذلك قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}، ومنه رفع درجات زوجاته صلى الله عليه وسلم إلى درجته.
ومنها الشفاعة لدخول الجنَّة بغير حساب، ويدلُّ له دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعكاشة بن محصن ليكون من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنَّة بغير حساب، رواه البخاري (5811) ومسلم (216).
ومنها شفاعته صلى الله عليه وسلم في تخفيف العذاب عن عمِّه أبي طالب حتى جُعل في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه، أخرجه البخاري (3883) ومسلم (209)، وهذا التخفيف مخصِّصٌ لقول الله عزَّ وجلَّ: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}.
ومنها شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول الجنَّة، ويدلُّ له قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا أوَّل الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثرُ الأنبياء تَبَعاً" رواه مسلم (196)، وفي لفظ له: "أنا أكثر الأنبياء تَبَعاً يوم القيامة، وأنا أوَّلُ مَن يقرعُ بابَ الجنَّة"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "آتي باب الجنَّة يوم القيامة فأستفتح، فيقول الخازن: مَن أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أُمرتُ لا أفتح لأحد قبلك" رواه مسلم (197).
ومنها الشفاعة في إخراج أهل الكبائر من النار، وقد تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ذكره شارح الطحاوية (ص:290)، ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكلِّ نبيٍّ دعوةٌ مستجابةٌ، فتعجَّل كلُّ نبيٍّ دعوتَه، وإنِّي اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمَّتي يوم القيامة، فهي نائلةٌ إن شاء الله مَن مات من أمَّتي لا يشركُ بالله شيئاً" رواه البخاري (6304) ومسلم (199)، واللفظ لمسلم. وهذه الشفاعة تحصلُ من الملائكة والنَّبيِّين والمؤمنين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد في صحيح مسلم (183): "فيقول الله عزَّ وجلَّ: شفعت الملائكة، وشفع النَّبيُّون، وشفع المؤمنون، ولَم يبق إلاَّ أرحمُ الرَّاحمين ... " الحديث.
12 – الفائدة الثانية عشر ((المراد بقوله تعالى (يمحو الله ما يشاء ويثبت): قال حفظه الله ص:65:64: وأمَّا قول الله عزَّ وجلَّ: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}، فقد فُسِّر بأنَّ ذلك يتعلَّق بالشرائع، فينسخ اللهُ منها ما يشاء ويُثبتُ ما يشاء، حتى خُتمت برسالة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، التي نَسخت جميع الشرائع قبلها، ويدلُّ لذلك قوله في الآية التي قبلها {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ}، وفُسِّر بالأقدار التي هي في غير اللَّوح المحفوظ، كالذي يكون بأيدي الملائكة، وانظر: شفاء العليل لابن القيم، في الأبواب: الثاني والرابع والخامس والسادس، فقد ذكر في كلِّ باب تقديراً خاصًّا بعد التقدير في اللَّوح
¥