[أول من قدم النقل على العقل]
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[31 - 07 - 09, 01:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول من قدم النقل على العقل هو أبوبكر الصديق رضي الله عنه وذلك عندما شاع خبر الأسراء والمعراج فذهب كفار قريش إلى أبي بكر يزفون، فلما أن رأوه قالوا له شامتين: انظر ماذا يقول صاحبك! وقصَّوا عليه الخبر، وبكل هدوء ودون طويل وقت ـ ولماذا؟ ووعيه حاضر معه ـ أجابهم رضي الله عنه: "والله لئن كان قد قاله فقد صدق. إنَّه ليخبرني أنَّ الخبر يأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه. فهذا أبعد مما تعجبون منه".
لذلك سمي صديقاً فلو كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقدم العقل على النقل لذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وناقش وإستفسر وجادل لأن ذلك لا يستسيغه العقل
ولكنه رضي الله عنه قال قولته الشهيرة "والله لئن كان قد قاله فقد صدق" من غير تفسير ولا تأويل أو حتى محاولة عرض ذلك على العقل.
ـ[أبو عبيدة الجزائري]ــــــــ[03 - 08 - 09, 02:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخ ناصر، لو غيرت العنوان من "أول من قدم النقل على العقل"إلى "أول من قدم النقل على الرأي" لكان أولى. لأنه لا تعارض بين النقل و العقل حتى يقدم أحدهما على الآخر. و القصد بالنقل هنا النقل الصحيح الذي هو الإسلام، و القصد بالعقل العقل الصريح والذي لم يأتي إلا ممدوحا في الإسلام. قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
ولو تأملت الكلام الذي نقلته عن الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لوجدته عين العقل حين أجابهم بقوله: "والله لئن كان قد قاله فقد صدق. إنَّه ليخبرني أنَّ الخبر يأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه. فهذا أبعد مما تعجبون منه". ففيه استدلال بدليل الأولى العقلي.
ـ[مسدد2]ــــــــ[03 - 08 - 09, 05:32 م]ـ
تعقيب متين ..
وليس مرادي أن أدفع ما أراده الاخ ناصر ولا أن أدافع عنه و انما الاشارة الى ان الدليل الذي أراده الاخ الكريم غير متماسك ولا مؤد للمراد. حيث ان العقل دل كذلك على كون الرسول صلى الله عليه وسلم قد اتى بمعجزة القرآن فإنه ليس من المستحيل ولا المستبعد ان يأتي - او ان يؤيده الله بتعبير آخر - بمعجزة غيرها، هذا من منظور أبي بكر وغيره من المؤمنين.
مع التنبيه الى ان الاخ ناصر لم يتطرق الى ما يلي، لكنها تبقى نقطة لصيقة بالموضوع. فإنه من غير الممكن الشرعي ان يمتحن الله الناس بما يخالف العقل (هذا بالنسبة للمسلمين والكافرين على السواء). فسواء الاسراء او غيرها من المعجزات، فإن مشركي قريش لم يكونوا ينكرون قدرة الله وانما كذبوا ان يكون هذا الشخص بذاته (محمد صلى الله عليه وسلم) هو الرسول، او شق عليهم ترك ما كان يعبد آباؤهم. ولم يكن مطلوباً منهم اما ان يؤمنوا و يعارضوا العقل، او ان يبقوا كفاراً و يحافظوا على ما يرونه موافقاً للعقل.
وينبغي التدقيق في العبارة للتمييز بين ما يرّده العقل وما لا يقبله العقل لأنه لا يحصل "عادة ً".
وجزى الله الاخوين خيراً.
والله اعلم
وهو من وراء القصد
مسدد2
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 08:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخ ناصر، لو غيرت العنوان من "أول من قدم النقل على العقل"إلى "أول من قدم النقل على الرأي" لكان أولى. لأنه لا تعارض بين النقل و العقل حتى يقدم أحدهما على الآخر. و القصد بالنقل هنا النقل الصحيح الذي هو الإسلام، و القصد بالعقل العقل الصريح والذي لم يأتي إلا ممدوحا في الإسلام. قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
ولو تأملت الكلام الذي نقلته عن الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لوجدته عين العقل حين أجابهم بقوله: "والله لئن كان قد قاله فقد صدق. إنَّه ليخبرني أنَّ الخبر يأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه. فهذا أبعد مما تعجبون منه". ففيه استدلال بدليل الأولى العقلي.
اخي الحبيب
يبدو ان التعبير بالعقل احكم حتى لا يتخذ المخالفون هذا ذريعة فيفرقون بين الراي والعقل المجرد , وقد قال العلامة المحدث المجدد محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله ان العقل قسمان عقل شرعي وعقل مجرد فالذي كان عند ابي بكر هو العقل الشرعي اما الذي هو ياتي في معرض الذم على لسان اهل السنة والجماعة فهو العقل المجرد
والله اعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 04:48 م]ـ
العقل والنقل لا يمكن أن يتناقضا، وهذا أمر متفق عليه بين جميع الطوائف في الجملة.
حتى فلاسفة الإسلام يصرح من يصرح من كبرائهم ومتقدميهم كالكندي أن العقل والنقل لا يمكن أن يحصل بينهما تعارض.
وقد زعم بعض المعاصرين أنه لا يوجد نص عن أحد من السلف يفيد أن العقل والنقل لا يتعارضان، وهذا سبب مشاركتي.
قال العلاء بن الحضرمي للمنذر بن ساوى لما جاءه برسالة النبي صلى الله عليه وسلم:
(( ... النبي الأمي الذي والله لا يستطيع ذو عقل أن يقول: ليت ما أمر به نهى عنه، أو ما نهى عنه أمر به، أو ليته زاد في عفوه أو نقص من عقابه، إن كل ذلك منه على أمنية أهل العقل وفكر أهل البصر))
والنصوص كثيرة عن السلف في ذلك، ولكن هذا النص أعجبها إلي.
وكل زعم للتعارض بين العقل والنقل إنما يكون موجها إلى كذب الناقل أو خطئه.
قال شيخ الإسلام في التسعينية:
((ولو فرض على سبيل التقدير أن العقل الصريح الذي لا يكذب يناقض بعض الأخبار للزم أحد الأمرين: إما تكذيب الناقل، أو تأويل المنقول، لكن ولله الحمد هذا لم يقع ولا ينبغي أن يقع قط، فإن حفظ الله تعالى لما أنزله من الكتاب والحكمة يأبى ذلك)).