[التدليس و التلبيس من الصوفية وعباد القبور لفهم أحاديث الرسول.]
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[20 - 09 - 09, 06:29 م]ـ
[التدليس و التلبيس من الصوفية وعباد القبور لفهم أحاديث الرسول.]
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان ـ الباب الثالث عشر ـ في مكايد الشيطان التي يكيد بها ابن آدم:
قال شيخ الإسلام ـ قدس الله روحه ـ: «ووجه الدلالة: أن قبر رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ أفضل قبر على وجه الأرض، وقد نهى عن اتخاذه عيداً، فقبر غيره أولى بالنهى كائناً من كان، ثم إنه قرن ذلك بقوله «ولا تتخذوا بيوتكم قبوراً» أى لا تعطلوها من الصلاة فيها، والدعاء والقراءة، فتكون بمنزلة القبور. فأمر بتحرى النافلة فى البيوت، ونهى عن تحرى العبادة عند القبور، وهذا ضد ما عليه المشركون من النصارى وأشباههم، ثم إنه عقب النهى عن اتخاذه عيداً بقوله: «وصلوا على فإن صلاتكم تبلغنى حيث كنتم» يشير بذلك إلى أن ما ينالنى منكم من الصلاة والسلام تحصل مع قربكم من قبرى وبعدكم، فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيداً».
وقد حرف هذه الأحاديث بعض من أخذ شبها من النصارى بالشرك، وشبها من اليهود بالتحريف، فقال: هذا أمر بملازمة قبره، والعكوف عنده، واعتياد قصده وانتيابه، ونهى أن يجعل كالعيد الذى إنما يكون فى العام مرة أو مرتين، فكأنه قال: لا تجعلوه بمنزلة العيد الذى يكون من الحول إلى الحول، واقصدوه كل ساعة وكل وقت.
وهذا مراغمة ومحادة لله ومناقضة لما قصده الرسول ـ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ وقلب للحقائق، ونسبة الرسول ـ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ إلى التدليس والتلبيس، بعد التناقض.
فقاتل الله أهل الباطل أنى يؤفكون.
ولا ريب أن من أمر الناس باعتياد أمر ملازمة إتيانه بقوله: «لا تجعلوا عيداً» فهو إلى التلبيس وضد البيان أقرب منه إلى الدلالة والبيان.
فإن لم يكن هذا تنقيصاً فليس للتنقيص حقيقة فينا، كمن يرمى أنصار الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحزبه بدائه ومصابه وينسل كأنه برئ، ولا ريب أن ارتكاب كل كبيرة، بعد الشرك، أسهل إثما، وأخف عقوبة من تعاطى مثل ذلك فى دينه وسنته. وهكذا غيرت ديانات الرسل.
ولولا أن الله أقام لدينه الأنصار والأعوان الذابين عنه، لجرى عليه ما جرى على الأديان قبله.
ولو أراد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ما قاله هؤلاء الضلال لم ينه عن اتخاذ قبور الأنبياء مساجد، ويلعن فاعل ذلك.
فإنه إذا لعن من اتخذها مساجد يعبد الله فيها، فكيف يأمر بملازمتها والعكوف عندها، وأن يعتاد قصدها واتيانها، ولا تجعل كالعيد الذى يجىء من الحول إلى الحول؟ وكيف يسأل ربه أن لا يجعل قبره وثنا يعبد؟ وكيف يقول أعلم الخلق بذلك: «ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن خشى أن يتخذ مسجداً»؟ وكيف يقول: «لا تجعلوا قبرى عيداً، وصلوا على حيثما كنتم»؟ وكيف لم يفهم أصحابه وأهل بيته من ذلك ما فهمه هؤلاء الضلال، الذين جمعوا بين الشرك والتحريف؟
وهذا أفضل التابعين من أهل بيته على بن الحسين ـ رضى الله عنهما ـ نهى ذلك الرجل أن يتحرى الدعاء عند قبره ـ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ، واستدل بالحديث.
وهو الذى رواه وسمعه من أبيه الحسين، عن جده على ـ رضى الله عنه ـ، وهو أعلم بمعناه من هؤلاء الضلال.
وكذلك ابن عمه الحسن بن الحسن، شيخ أهل بيته، كره أن يقصد الرجل القبر إذا لم يكن يريد المسجد، ورأى أن ذلك من اتخاذه عيداً.
قال شيخنا: فانظر هذه السنة كيف مخرجها من أهل المدينة وأهل البيت، الذين لهم من رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قرب النسب، وقرب الدار؟ لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم، فكانوا له أضبط ".
ـ[أحمد سكر]ــــــــ[26 - 03 - 10, 02:58 م]ـ
بارك الله لك أخي الكريم فضيلة الشيخ ضيدان، ووفقك لكل خير
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[26 - 03 - 10, 03:00 م]ـ
وهناك فوائد عظيمة في كتاب تلبيس إبليس
والصوفية في الميزان الشرعي
والكثير من الكتب التي تحمل الفائدة في بيان
تدليس وتلبيس الصوفية ومن عقائدهم الباطلة ,,
بارك الله تعالى فيك أخي الكريم ,,