[عقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية وثناء الأئمة عليه وموقف ابن حجر منه]
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 06:20 م]ـ
[عقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية وثناء الأئمة عليه وموقف ابن حجر منه]
رجاءً الإجابة على سؤالي عن عقيدة الشيخ ابن تيمية، حيث قرأت أنه انحرف عن العقيدة الصحيحة، وأنه وصف الله بصفات البشر، أيضاً قرأت أن علماء مثل ابن حجر العسقلانى لا يقدرونه، هل يمكنكم توضيح هذه المسألة لي؟. شكراً لكم، والسلام عليكم.
الحمد لله
أولاً:
يُعدُّ شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية من المجددين البارزين في الإسلام، وقد وُلد – رحمه الله – عام 661 هـ وتوفي عام 728 هـ، وإذا كان أثر المجدد عادة في زمانه وقرنه فإن أثر شيخ الإسلام ابتدأ في زمانه ولا يزال أثره إلى الآن على العلماء وطلاب العلم والجماعات الإسلامية التي تنتسب للسنَّة، ولا يزال أهل العلم ينهلون من علمه في الرد على أعداء الدين من اليهود والنصارى، والفرق المنسبة للإسلام كالرافضة والحلولية والجهمية، والفرق المبتدعة كالأشعرية والمرجئة.
وتحقيقاته في مسائل الفقه والحديث والتفسير والسلوك أشهر من أن نذكر نماذج لها، فكتبه ومؤلفاته شاهدة عليها، وليس هو – رحمه الله – بحاجة لمن يزكيه من أمثالنا، بل علمه وفقهه حاضر شاهد لا ينكره إلا جاهل أو جاحد.
ثانياً:
وشهادات الأئمة في عصره، وبعد عصره تبين للمنصف كذب الادعاءات التي يفتريها أعداء الملة، وأعداء السنَّة على هذا الإمام العلَم، وفي ثنايا هذه التزكيات بيان علم وفقه وقوة حجة هذا الإمام، وبه يُعرف السبب الذي حاربه من أجله أهل الكفر والبدعة، وهو أنه هدم أصولهم فخرَّ عليهم السقف من فوقهم، وسنذكر في بعض هذه الشهادات صحة اعتقاد شيخ الإسلام ابن تيمية، ونصرته للسنَّة، ورده على أهل البدع والخرافات.
وهذه التزكيات والشهادات لهذا الإمام لم تكن من تلامذته وأصحابه فحسب، بل شهد له حتى مخالفوه بالإمامة والتقدم في العلم والفقه، وقوة الحجة، بل وشهدوا له بالشجاعة والسخاء والجهاد في سبيل الله لنصرة الإسلام، وهذه بعض الشهادات والتزكيات:
1. قال الإمام الذهبي – رحمه الله - في " معجم شيوخه ":
هو شيخنا، وشيخ الإسلام، وفريد العصر، علماً، ومعرفة، وشجاعة، وذكاء، وتنويراً إلهيّاً ً، وكرماً، ونصحاً للأمَّة، وأمراً بالمعروف، ونهياً عن المنكر، سمع الحديث، وأكثر بنفسه من طلبه وكتابته، وخرج، ونظر في الرجال، والطبقات، وحصَّل ما لم يحصله غيره.
برَع في تفسير القرآن، وغاص في دقيق معانيه، بطبع سيَّال، وخاطر إلى مواقع الإِشكال ميَّال، واستنبط منه أشياء لم يسبق إليها، وبرع في الحديث، وحفِظه، فقلَّ من يحفظ ما يحفظه من الحديث، معزوّاً إلى أصوله وصحابته، مع شدة استحضاره له وقت إقامة الدليل، وفاق الناس في معرفة الفقه، واختلاف المذاهب، وفتاوى الصحابة والتابعين، بحيث إنه إذا أفتى لم يلتزم بمذهب، بل يقوم بما دليله عنده، وأتقن العربيَّة أصولاً وفروعاً، وتعليلاً واختلافاً، ونظر في العقليات، وعرف أقوال المتكلمين، وَرَدَّ عليهم، وَنبَّه على خطئهم، وحذَّر منهم، ونصر السنَّة بأوضح حجج وأبهر براهين، وأُوذي في ذات اللّه من المخالفين، وأُخيف في نصر السنَّة المحضة، حتى أعلى الله مناره، وجمع قلوب أهل التقوى على محبته والدعاء له، وَكَبَتَ أعداءه، وهدى به رجالاً من أهل الملل والنحل، وجبل قلوب الملوك والأمراء على الانقياد له غالباً، وعلى طاعته، أحيى به الشام، بل والإسلام، بعد أن كاد ينثلم بتثبيت أولى الأمر لما أقبل حزب التتر والبغي في خيلائهم، فظُنت بالله الظنون، وزلزل المؤمنون، واشْرَأَب النفاق وأبدى صفحته.
ومحاسنه كثيرة، وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي، فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت: إني ما رأيت بعيني مثله، وأنه ما رأى مثل نفسه.
انظر " ذيل طبقات الحنابلة " لابن رجب الحنبلي (4/ 390).
2. وقال الحافظ عماد الدين الواسطي – رحمه الله -:
¥