[الإشكال في الخلاف في مسألة المجاز]
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[10 - 09 - 09, 03:14 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين.
رب يسر و أعن يا كريم.
ظهر لي رأي في موضوع المجاز أحب للإخوة الكرام أن يبدوا رأيهم فيه، وانا شاكر لهم.
الإشكال الذي ظهر لي في موضوع إنكار المجاز هو
بسبب تعريفه وجعله قسيما للحقيقة، وفي قولهم أيضا في ضابطه أنه يصح نفيه.
فالذي يقسم الكلام إلى حقيقة ومجاز، يجعل السامع لأول وهلة يقع في قلبه أن هذا كلام الله تعالى منزه عن هذا الشيء ولن يكون فيه تعالى و ولا في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن كلام الله تعالى حق وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم حق، فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
وكذلك قولهم إن ضابط المجاز هو أنه يصح نفيه، فهذا أيضا يسبب شبهة قوية، إذ الذهن يأبى إباء شديدا أن يرفض لأول وهلة أن ينفى معنى من معاني كلام الله تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
لذلك أرادوا الخروج من هذا المزلق الخطير - بزعمهم - بالتخلص من المجاز نهائيا لأنه في عدوة و الحقيقة في عدوة الوحي المعصوم.
لكن،
لو تخلصنا من تعريف المجاز، وانه قسيم للحقيقة، وبدأنا صفحة جديدة وقلنا:
هل في كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام العرب أن يُراد بالألفاظ غير ظواهرها؟
لا نريد أن نقحم لفظ حقيقة ومجاز في البحث بارك الله فيكم.
فهل يوجد هذا المذهب من الكلام في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام العرب.
الذي يظهر لي، وأراه رأي العين أن في كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام العرب أمثلة كثيرة يراد من اللفظ فيها غير الظاهر المتبادر.
وليس الباب مفتوحا على مصراعيه، أو الحبل ملقى على غاربه، بل لابد من الدليل على هذا المعنى.
إليكم هذا الأمثلة:
وأما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه.
فهذا جزء من حديث معروف.
فهل المعنى الذي أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المعنى الظاهر في اللفظ أم أن المراد معنى آخر دلت عليه الأدلة العقلية؟
ولا أقول هذا الكلام ليس على حقيقته، لا، أنا أرفض هذه العبارة.
وقالت له نساؤه صلى الله عليه وسلم يوما:
أيتنا أسرع لحاقا بك يا رسول الله؟
فقال: (أطولكُن يدًا)
فهل هذا المعنى المراد هو ظاهر اللفظ أم المراد غيره للأدلة على ذلك؟
ولا أقول إن هذا الكلام ليس على حقيقته، لأنه ينبغي التأدب مع الكلمات الإلهية و النبوية ولو كان النية طيبة، فقد نهى الله تعالى الصحابة أن يقولوا راعنا، لأن اليهود كانوا يسبون بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن الصحابة كذلك، لكن الله حرم عليهم هذه الكلمة وإن حسنت نواياهم لأنها تفضي إلى ما لا يليق.
...
ويشبه هذا الإشكال إشكال القول باللفظ الزائد في القرآن، فالذين يقولون به لا يقصدون انه زائد معنى، وإنما يقصدون الإعراب، وأما الذين ينفونه فهم يقصدون المعنى، و الأولى اجتنابه في رأيي صيانة لكتاب الله تعالى من الظنون الفاسدة.
أرجو أن نستفيد مع إخوتنا الكرام.
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[10 - 09 - 09, 10:46 ص]ـ
أرجو من الإخوة الأكارم تصحيح هذه الفقرة من كلامي فإن فيها أخطاء غير مقصودة
و التصحيح هو:
فالذي يقسم الكلام إلى حقيقة ومجاز، يجعل السامع لأول وهلة يقع في قلبه أن كلام الله تعالى منزه عن هذا الشيء ولن يكون فيه و ولا في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن كلام الله تعالى حق وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم حق، فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - 09 - 09, 04:27 م]ـ
يا أخي. . . أحسن الله إليكم؛
ثنائية (الظاهر) و (الباطن) وثنائية (المتبادر) و (غير المتبادر)،
فيها من الأغلاط والاشتباه والالتباس ما في ثنائية (الحقيقة) و (المجاز).
فرفض الأخيرة يستلزم رفضها ولا بد.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[22 - 09 - 09, 03:23 ص]ـ
الاخ الفاضل ابو الياس حفظك اظنك بعد الكلام الاتي لن تجزم في وجود المجاز
في الحقيقة كثير من طلبة العلم لا يدرك الخطأ في فهم الحقيقة والمجاز
او لنقل لم ينكر علماء اجلاء في اللغة قبل الشريعة وجود المجاز كما مثلت
الخطأ هو ان القائلين بالمجاز يقولون في مثل المثال الذي سقته (اطولن يدا)
ان السامع لهذا الكلام من النبي صلى الله عليه وسلم يتبادر الى ذهنه ان الحقيقة في هذا
الكلام طول اليد ثم لما لم يفهم احد هذا اتجه لتاويل اللفظ ليصرفه عن ظاهره غير المراد
الجواب ان نتقول ان كلمة طول معروفة في اللغة وكلمة يد اعرف منها ايضا لكن من حيث
الاطلاق قبل التركيب لكن اذا ركبت هذه العباره (اطولكن يدا) لم يكن هذه الظاهر الذي قبل
قبل التركيب ظاهر بل ان الكلمة قبل التركيب لا تستعمل مفردة ومعناها المفرد ليس له
علاقة بالتركيب فالهر المزعزم عند القال بالمجاز ليس بظاهر لانه يجعل المعنى قبل
التركيب هو المعنى المراد ظاهرا بعد التركيب فقول النبي صلى الله عليه وسلم ظاهره
هو المعنى المفهوم عند المخاطب على الاختلاف في معناه ولنقل انه يريد الصدقة
لتوضيح المراد بمثال اخر
رجل يقول لك انت على راسي ماهو المعنى الظاهر لهذه العبارة لاشك انه الاكرام وما في
معناه لكن ان يقال ان الظاهر من العبارة هو انه يجعلك فوق راسه
فهذا المعنى لا تحتمله اللغة لانك ارجعت الكلمة لما قبل التركيب والكلمة قبل التركيب
لها معنى عام لكن بعد التركيب يختلف معناها
مثال اخر لو قال رجل رايت اسدا يخطب لقال القائل بالمجاز الظاهر من هذه العبارة
هو ان نفهم ان المراد بالاسد في هذا التركيب الاسد الحيوان المعروف فلما قال يخطب
ذهبنا للمعنى المرجوح وهو انه الرجل الشجاع
فالخطأ هنا انه ارجع الكلمة الى معناها قبل التركيب وهذا هو الخطأ لان الكلمة قبل
التركيب شئ وبعد التركيب شئ اخر له ظاهره
واقرب مثال لهذا الكلام هل يحكم على الالفاظ قبل التركيب انها معربة او مبنية فالصحيح ان
الالفاظ قبل التركيب لا يحكم عليها باعراب ولا بناء لان الاعراب والبناء لا يقع على كلمة
والبحث مستمر
¥