تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال كاتب المقالة: ((ثانيا: أن تعتقد انه لن يدخل الجنة معك أنت وطائفتك احد أبدا، وان المسلمين من غير مذهبك كالكفار والمشركين هم وقود النار ولو كانوا من الذين انعم الله عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين))

قلت: كعادته لم يذكر دليلا واحدا على هذه الدعوى السمجة ولو كان عنده دليل واحد من أقوال العلماء المعتبرين لما تأخر به ولو طار به فرحا، والله المستعان.

أما عقيدة أهل السنة السلفيين فإنهم لا يشهدون لأحد معين بجنة أو نار إلا بما شهد له النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ((الشهادة بالجنة أو بالنار ليس للعقل فيها مدخل فهي موقوفة على الشرع، فمن شهد له الشارع بذلك شهدنا له، ومن لا فلا، لكننا نرجو للمحسن، ونخاف على المسيء)) [مجموع ورسئال ابن عثمين ص 79/ 5]

قال الشيخ صالح الفوزان في شرح الطحاوية: ((هذا بحث للشهادة لمعين أنه من أهل الجنة، أو أنه من أهل النار، نحن لا نشهد لأحد بجنة أو نار إلا بدليل، إلا من شهد له المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه من أهل الجنة، شهدنا له بذلك، ومن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالنار شهدنا له بذلك، هذا بالنسبة إلى المعينين، أما بالنسبة إلى العموم فنعتقد أن الكافرين في النار، وأن المؤمنين في الجنة)) [ص 141 – 142]

وفي كلام الشيخ الفوزان رد على فرية كاتب المقالة بأن السلفيين يعتقدون أنهم وحدهم في الجنة وهم لا يشهدون لأحد من أمة محمد بالجنة إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يبفتري مثل هذه الفرية؟؟!!

وهذا الشيخ ابن عثمين رحمه الله يعتبر أهل التأويل من المسلمين قال في كتابه المجلي في شرح الأسماء الحسنى: ((فإن قال قائل: هل تكفرون أهل التأويل أو تفسقونهم؟ قلنا: الحكم بالتكفير والتفسيق ليس إلينا بل هو إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة فيجب التثبت فيه غاية التثبت فلا يكفر ولا يفسق إلا من دل الكتاب والسنة على كفره أو فسقه.

والأصل في المسلم الظاهر العدالة بقاء إسلامه وبقاء عدالته حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي ولا يجوز التساهل في تكفيره أو تفسيقه لأن في ذلك محذورين عظيمين:

أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به

الثاني: الوقوع فيما نبز به أخاه إن كان سالماً منه ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما " وفي رواية: " إن كان كما قال وإلا رجعت عليه " وفيه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ومن دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه "

وعلى هذا فيجب قبل الحكم على المسلم بكفر أو فسق أن ينظر في أمرين أحدهما: دلالة الكتاب أو السنة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر أو الفسق.

الثاني: انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين بحيث تتم شروط التكفير أو التفسيق في حقه وتنتفي الموانع)) [ص 310 – 311]

أما ترحمهم على من نسب إلي الأشاعرة مثل الباقلاني وأبو نعيم الأصبهاني والنووي وغيرهم فكثير جدا فقط راجع كتبهم أو استخدم أي محرك بحث، وكيف لا يعقدون أن الأشاعرة على سبيل المثال يدخول الجنة وشيخ السلفيين الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى يحكم أن الأشاعرة من أهل السنة والجماعة سوى ما خالفوهم به قال: ((الأشاعرة من أهل السنة في غالب الأمور، ولكنهم ليسوا منهم في تأويل الصفات، وليسوا بكفار بل فيهم الأئمة والعلماء والأخيار، ولكنهم غلطوا في تأويل بعض الصفات، فهم خالفوا أهل السنة في مسائل؛ منها تأويل غالب الصفات، وقد أخطأوا في تأويلها، والذي عليه أهل السنة والجماعة إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل ولا تحريف ولا تشبيه، وتمر كما جاءت مع الإيمان بأنها حق، وأنها صفات ثابتة لله سبحانه على الوجه اللائق به عز وجل، لا يشابه فيها خلقه سبحانه وتعالى، كما قال عز وجل: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وقوله: {ولم يكن له كفوا أحد})) [ص 256/ 28]

وعلى ما مر يتبين أن السلفيين لا يرون أنهم وحدهم يدخل الحنة بل يدخلها غيرهم من أهل القبلة لا كما افترى كاتب المقالة ولا وحول ولا قوة إلا بالله.

قال كاتب المقالة: ((ثالثا: أن تحتقر كل من خالفك وتحقد عليه بغِلٍ ظاهر وباطن، وان تحاول هدمه وتحطيمه قولا وعملا بما يجوز ومالا يجوز وان تجعل سبه وشتمه عبادة من عباداتك التي لا تنتهي ولا تفتر في (الحش) أو في الدرس أو على المنبر!!))

قلت: سبحانك هذا بهتان عظيم.

والسؤال الذي نطرح على المنصفين هل خرج كاتب المقالة عن وصف حاله مع الوهابية في مقاله هذا؟؟!! أم يفتري عليهم الافتراء العظيم؟؟!!

يتبع ..


¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير