تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بنص الأحاديث الصحيحة عن رسول الله، فلما حذر النبي من تخصيصها بقيام من بين الليالي، دل ذلك على أن غيرها من الليالي من باب أولى، لا يجوز تخصيص شيء منها بشيء من العبادة، إلا بدليل صحيح يدل على التخصيص.

ولما كانت ليلة القدر وليالي رمضان يشرع قيامها والاجتهاد فيها، نبه النبي على ذلك، وحث الأمة على قيامها، وفعل ذلك بنفسه، كما في الصحيحين عن النبي علي أنه قال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) فلو كانت ليلة النصف من شعبان، أو ليلة أول جمعة من رجب أو ليلة الإسراء والمعراج يشرع تخصيصها باحتفال أو شيء من العبادة، لأرشد النبي الأمة إليه، أو فعله بنفسه، ولو وقع شيء من ذلك لنقله الصحابة إلى الأمة، ولم يكتموه عنهم، وهم خير الناس، وأنصح الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ورضي الله عن أصحاب رسول الله وأرضاهم، وقد عرفت آنفا من كلام العلماء أنه لم يثبت عن رسول الله، ولا عن أصحابه شيء في فضل ليلة أول جمعة من رجب، ولا في ليلة النصف من شعبان، فعلم أن الاحتفال بهما بدعة محدثة في الإسلام، وهكذا تخصيصها بشيء من العبادة، بدعة منكرة، وهكذا ليلة سبع وعشرين من رجب، التي يعتقد بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج، لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادة، كما لا يجوز الاحتفال بها، للأدلة السابقة، هذا لو علمت، فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تعرف، وقول من قال: أنها ليلة سبع وعشرين من رجب، قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة، ولقد أحسن من قال:

وخير الأمور السالفات على الهدى ................... وشر الأمور المحدثات البدائع

والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للتمسك بالسنة والثبات عليها، والحذر مما خالفها، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبد الله بن باز

منقول للفائدة

ـ[ابو هيلة]ــــــــ[20 - 08 - 09, 03:33 م]ـ

قال الشيخ العلوان في شرح الترمذي ص 91:

الأحاديث الواردة في ليلة النصف من شعبان ضعيفة ولا يصح من ذلك خبر وهذا الذي ذهب إليه الأكابر البخاري وأحمد وجماعة من الحفاظ بعض العلماء ذهب إلى تصحيح بعض الأحاديث الواردة ولكن الأكثر وأئمة هذا الشأن يضعفون كل الأحاديث الواردة في ليلة النصف من شعبان، فحينئذ لا يشرع إحياء هذه الليلة ولا يشرع زيادة عبادة فيها ولم يرد فضل أو زيادة أجر في شعبان، باستثناء الصيام فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخص شعبان بمزيد من الصيام قالت عائشة (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله إلا قليلاً) والخبر متفق على صحته.

وقال بعده بقليل:

لا يصح في الباب شيء لا في الأحاديث الواردة بأن الله ينظر إلى عباده ليلة النصف من شعبان ولا إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان ولا أن الله يغفر ليلة النصف من شعبان لكل من يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله إلا لرجلين متشاحنين أو مشرك، هذه الأحاديث كلها ضعيفة والثابت والمحفوظ والمتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له) وقلت قبل قليل إن هذا قول الأكثر أي أن هذه الأحاديث ضعيفة، فيه نعم من ذهب إلى تحسين هذه الأحاديث وتقويتها ولكن الصواب أنها ضعيفة ومعلولة وهذا قول الأكثر من أئمة الشأن ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير