2 – من أشد الأمور غرابة وعجباً أن الكاتب نقل في هذا الموضع عن الرازي - رحمه الله - قوله: " اختلاف الصفات والأعراض لا يوجب اختلاف الذوات، إذا عرفت هذا فنقول: الأجسام التي منها تألف وجه الكلب والقرد مساوية للأجسام التي تألف منها وجه الإنسان والفرس وإنما حصل الاختلاف بسبب الأعراض القائمة وهي الألوان والأشكال والخشونة والملاسة وحصول الشعور فيه وعدم حصولها، فالاختلاف إنما وقع بسبب الاختلاف في الصفات والأعراض، فأما ذوات الأجسام فهي متماثلة إلا أن العوام لا يعرفون الفرق بين الذوات وبين الصفات، فلا جرم يقولون إن وجه الإنسان مخالف لوجه الحمار، ولقد صدقوا فإنه حصلت تلك بسبب الشكل واللون وسائر الصفات، فأما الأجسام من حيث إنها أجسام فهي متماثلة متساوية " 27/ 145، وأيده الكاتب فقال متعقباً الإمام ابن خزيمة – رحمه الله - في إثباته صفة الوجه لله: " لايشك عاقل بأن وجه الإنسان والحيوان أياً كان نوع هذا الحيوان تتشابه، من حيث إنها جميعاً أجسام، لها طول وإن اختلف الطول من وجه إلى وجه، ولها عرض وإن اختلف العرض من وجه إلى وجه، وهي شاغلة لحيز من الفراغ وإن اختلف مقدار الفراغ الذي يشغله وجه النملة عن وجه الفيل، وهكذا فمقومات الجسمية موجودة في كلٍّ، فهي متساوية إذا في الماهيات، وإن اختلفت في الصفات " ص100 - 101.
وهنا يبرز سؤالان هامان على هذا الكلام:
الأول: هل المقصود من هذا الكلام القول بأن ذوات جميع الأشياء متساوية؟ ومن ثم يتم هدم قاعدة: القول في الصفات كالقول في الذات كما هُدمت قاعدة: القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.
الثاني: لو قال قائل: إن ذات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي هي أطهر ذوات المخلوقين كذات أنجس ذوات المخلوقات كالكلب والخنزير!!!، أو قال: إن الجسمية التي يوصف بها سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم - هي نفس الجسمية التي يوصف بها الكلب والحمار، فبم يحكم على هذا القائل؟!. حاشا رسولنا - صلى الله عليه وسلم - عن مثل هذه الهرطقات والسفسطات، وصدق الإمام أبو يوسف– رحمه الله - حينما قال: " العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم ".
هذا بعض ما تيسر على عجل من بيان ما اشتمل عليه هذا الكتاب من أخطاء وتلبيسات ومغالطات. والله الموفق والهادي للصواب.
كتبه:
د. إبراهيم بن عبدالله الحماد
قسم العقيدة – جامعة الإمام
ـ[أبو سلمان الفريجي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 12:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا
الشيخ عبد الله بن خميس
وجزى الله خيرا الشيخ إبراهيم الحماد
والشيخ إبراهيم الحماد درسني في الجامعة والله ما رأيت مثله في التواضع وحسن الخلق
والله تأثرت بأدبه كثيرا.
وهذا فضلا عن علمه واسلوبه الشيق في الشرح.
ـ[عمر جرادات]ــــــــ[19 - 08 - 09, 01:12 م]ـ
(تفويض المعنى) ............... ، (تفويض العلم بالكيفية.)
ما معنى الاولى و ما معنى الثاني
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[19 - 08 - 09, 02:59 م]ـ
مايقوم به سيف العصري واضرابه من اهل البدع ممن شرقوا بدعوة السنة والتوحيد نتيجة حتمية لما يكنه هؤلاء الجهمية من العداء والامتعاض خاصة بعد نشر كتاب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
بيان تلبيس الجهمية
فعسى الله أن يوفق ولاة الأمر في هذه البلاد للقيام بنشر هذه الكتب وامثالها من كتب السنة في الرد على اهل البدع ودحرهم
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[19 - 08 - 09, 05:55 م]ـ
(تفويض المعنى) ............... ، (تفويض العلم بالكيفية.)
ما معنى الاولى و ما معنى الثاني
أخي في الله عمر إذا عرضنا كلمة الامام مالك في بيان معنى الاستواء وهي تعتبر قاعدة تعامل بها جميع الصفات.
يقول الامالك الاستواء معلوم * وهذا هو المعنى فالسلف يثبتون المعنى اي معنى الاستواء على ما يعرفه العرب وكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وأنه العلو والارتفاع * والكيف مجهول * وهذا هو تفويض الكيفية لانها مجهولة لنا ولاتذركها عقولنا ولأن معرفة كيفية الصفة هو فرع عن معرفة كيفية ذات الله عزوجل وجهلنا بكيفية ذات الله عزوجل معلوم * وبهذا يعلم الفرق بينهما
وارجوا أن تكون اتضحت المسألة عندك
ومن أثبت للسلف التفويض واستدل ببعض نقولات السلف فهو إما مخلط او مدلس ومفتري على السلف وأنه يقولهم مالم يقولوه
والعلم لله
وجزى الله صاحب الموضوع خيرا عن عقيدة السلف خيرا.
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 09:45 ص]ـ
بارك الله في الشيخ عبدالعزيز وزاده علماً ونفع به
واقترح لنسف هذا الكتاب أن يقوم الشيخ عبدالعزيز او الشيخ محمد بن عبدالرحمن الخميس بكتابة رد مفصل على الأباطيل التي بكتاب سيف العصري
وبعدها يقدم للكتاب عالم له مكانته من كل بلد كالمملكة والمغرب ومصر والأردن .. الخ
لأن سيف العصري اتبع نفس الطريقة فقدم له من اليمن والأردن وقطر , وحاول أن ينتقي من سمعه
لأن سيف العصري نشر كتابه في الكثير من المنتديات و المواقع وروج له كثيراً فيجب قطع دابره
والله أعلم
¥