الثاني: مظنِّة النجاة من العذاب، وهذا ما كانت تقوله يهود {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ} [البقرة: من الآية 80]. أو تَبْيتُ النية للتوبة بعد المعصية على طريقة إخوة يوسف {اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ} [يوسف: 9].
ولهذا اعتنى الشرع بترسيخ الثواب والعقاب في حس من يخاطبهم، وتم ربط جميع الأوامر والنواهي بيوم الدين وما فيه من ثواب وعقاب. وقد فصلت هذا في موطن آخر ولا داعي للتكرار.
=========================
(1) ـ (إن) تأتي في اللغة العربية بمعنى (ما) النافية وتأتي بمعنى نعم، فهي من الأضداد، بمعنى (ما) النافية مثل قول الله تعالى (إن يقولون إلا كذبا) (إن أمسكهما من أحد من بعده)، وبمعنى نعم مثل قول الله تعالى (إن هذان لساحران يريدان .. ). ويحكى أن أعرابيا جاء لعبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ وهو أمير بمكة، وسأله مالا، فلم ير له حقا في مال المسلمين فرده، فألح الأعرابي وأبى عبد الله بن الزبير، فردّ الأعرابي: (لعن الله دابة حملتني إليك) فأجاب بن الزبير ـ وهو الشاهد ـ: إن وصاحبها. أي نعم وصاحبها.
(2) بن كثير تفسير قول الله تعالى (قتل الخراصون) [الذاريات: 10].
(3) راجع تفسير الطبري للأية 10 من سورة الذاريات.
(4) الطبري الآية 148 من سورة الأنعام.
(5) راجع تفسير السعدي الآية 116 من سورة الأنعام.
(6) نعم هناك كفر الجهل، وكفر الشك، و هذا الجهل والشك لا يستمر إلا إذا جاءه الإعراض.
(7) الملأ هم أشراف الناس وسادتهم.
(8) بن كثير الآية 90 من سورة البقرة.
(9) أمشاج تعني أَخْلَاط. وَاحِدهَا: مِشْج وَمَشِيج ــ القرطبي عند تفسير 2 من سورة الإنسان.,
(10) قلتُ بعد نفخ الروح فيها، وذلك لأن النفس والروح شيء آخر غير البدن الذي يتكون من الحيوان المنوي والبويضة، فالإنسان ثلاثي التركيب، (بدن، وروح ونفس) وكل واحد منهم له مصدر غير الآخر، وقد أطال الكلام في التدليل على ذلك الباحث / أحمد كرار أحمد الشنقيطي في بحثه القيم ما هية النفس.
(11) مسلم / 5109. كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها.
(12) ذكره بن حجر في فتح الباري عند شرح حديث أبي هريرة (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ... الحديث) / 1299. وانظر شرح حديث ابي هريرة ذاته في تحفة الأحوذي حديث رقم 2094.
(13) مسلم / 218. كتاب الإيمان. (وفي الحديث دِلالة على أن من لم تبلغه دعوة الإسلام فهو معذور وهذا جار على ما تقدم في الأصول أنه لا حكم قبل ورود الشرع على الصحيح. والله أعلم) من شرح النووي للحديث.
(14) ذكره الطبري عند الكلام على آية المباهلة في سورة آل عمران الآية 61
(15) نزل فيهم قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً} [النساء: 97]
(16) نزل فيهم قول الله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} [النساء: 88]
(17) مادة (ضلَّ) يدور معناها على الخفاء. لسان العرب. ج 11/ 395 وضللنا في الأرض تعني غِبْنا فيها حتى خفينا في التراب. ومنه ضل الماء في اللبن إذا غاب فيه وخفي ولم يعد يتبين. الطبري عند تفسير الآية العاشرة من سورة السجدة.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[23 - 08 - 09, 05:03 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد ونفع الله بك
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - 08 - 09, 04:11 م]ـ
وجزاكم، ونفع بكم، وبارك فيكم.