ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[04 - 09 - 09, 11:06 م]ـ
الدرس الرابع عشر 14/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة إكمال لظاهرة الأنبياء والمناهج الفكرية فيها
1ـ الفلسفة اليونانية تنقسم إلى نوعين:
أ ـ الفكر المنتمي لأفلاطون ومن معه: وهو الفكر القائم على الاستنباط عن طريق الكشف والعرفان والوجدان أي منبع داخلي، وتسمى نظرية العرفان، وتسمى (القنوصية) وتسمى الشرفية، والإشراقية وهي مأخوذة من الشرق وليس من الإشراق.
ب ـ الفكر المنتمي لأرسطو ومن معه: وهو الفكر القائم على الاستدلال العقلي البرهاني، ثم وضع عليه علم المنطق بعد ذلك، ثم تطور إلى أن وصل إلى العقل الجامد، وهو الذي أدى إلى الثورة التي حدثت، ثم وصل إلى اللامعقول.
2ـ التأثر الذي حصل في التاريخ الإسلامي وبالذات في قضية النبوة وهي من أهم الأمور لأن أمر الغيب كلها مأخوذة عن الأنبياء نتج عنه ألوان من الخطأ والابتعاد عن منهج القرآن الواضح البين الذي لا يستحق التعقيد الذي صورت به النبوة في تلك المناهج، ففي القرآن:
الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس، وأعطاهم آيات وبراهين، وهو أكرم الخلق وأبرهم وأكرمهم وأزكاهم إلى غير ذلك من الأمور التي لا يمكن أن يشاركهم فيها أحد.
3ـ الأنبياء بشر، ومقتضى ذلك أنهم يخطئون ويذنبون لكن لا يقرون على الخطأ ويتوبون من ذنوبهم ويقبل الله توبتهم ويرفعهم بعد الذنب مراتب، أما في المناهج الأخرى فإما:
أ ـ إما أنه لا يتصور منهم الخطأ: لأنه إذا وقع الخطأ في جانب فينتقل الخطأ في الجوانب الأخرى من النبوة، وهذا مبني على تصور عقلي كما في منطق الرياضيات.
ب ـ العرفانية الوجدانية: لم يعرفوا الفرق بين الوحي والإلهام والكشف، وترتب عليه خطأ في منزلة النبوة والولي، وبعضهم جعل الولي أرفع من النبي، ووصل بهم الأمر إلى أن النبوة مكتسبة يمكن أن تنال، فصارت قضية النبوة قضية غامضة مشوشة.
4ـ الشيخ (محمد عبده) في كتابه (رسالة التوحيد) وقع في شيء من الخطأ في تعريف الوحي حيث قال: عرفان يجده الإنسان في نفسه مع أنه من الله ...
وهذا أقرب للمدرسة القنوصية، مع أن الشيخ رحمه الله معروف أنه من المدرسة العقلية المحضة، حتى أنه قال عن نفسه: إنه كنس كل لما تعلمه في الأزهر.
ولعله تأثر ببعض النظريات المادية مثل نظرية (كنت) وغيرها.
5ـ اتجاه آخر خطأ في النبوة وهم القوميون العرب:
فقد تأثروا بالصراع العربي الإسرائيلي فاخذوا يكتبون عن بني إسرائيل وكأنهم أمة عدو وحشية معتدية دائما، فأثر هذا حتى في نظرتهم لأنبياء بني إسرائيل مثل موسى وسليمان وداود وغيرهم عليهم السلام، وأن كل ما ذكر في التوراة فهو خطأ ومأخوذ من شريعة حامورابي وغير ذلك.
مع أن بني إسرائيل المؤمنون منهم هم جزء من تاريخ الإسلام والإيمان، فنحن لا نفرق بين نبي وآخر.
6ـ اليهودية والنصرانية هي انحراف وقع بعد الأنبياء الكرام، ولهذا إذا جاء في القرآن مدح فإنه لا يأتي بوصفهم اليهودية وإنما مثل (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة)
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[05 - 09 - 09, 02:46 ص]ـ
ما شاء الله .. فوائد قيمة جداً، تنم عن سعة علم الشيخ وعلو كعبه في العقيدة ..
شكر الله لك على النقل والإفادة ..
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 08:14 ص]ـ
كم اسعد ويسعد غيري لو تفضل احد الاخوة بتسجيل الحلقات صوتياً
و نشرها بعدة صيغ حتى تبقى و تسهل الاستفادة منها
فمن له علم بمثل هذه التقنية فينال الاجر خصوصا مع حرص الكثير على انتاج الشيخ و كثرة سؤالهم عن
هذه الحلقات خصوصا ...
,,
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - 09 - 09, 02:16 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
جهد مشكور
بقي الدرس الثالث عشر لم أجده
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[05 - 09 - 09, 04:34 م]ـ
شكرا صقر ..
الدرس الثالث عشر 13/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن ظاهرة النبوات
1ـ ظاهرة النبوة لا تخضع للتقديرات البشرية إلا عند من أقر بأن الله خلق الخلق على الخير والصلاح والفطرة السوية، وأنه خلق هذا الكون ومن أجل مخلوقاته هذا الإنسان الذي كرمه الله وأن يجعله على نور وهدى.
¥