وقال الدكتور عبدالرحمن العثيمين في تعليقه على " السحب الوابلة " (1/ 130): " قال ابن بشر في عنوان المجد: " وكان الشيخ العالم القاضي أحمد بن رشيد الحنبلي، صاحب المدينة، في الدرعية عند عبدالله، فأمر عليه الباشا، وعُزر بالضرب، وقلعوا جميع أسنانه "، فهل يُعقل بعد هذا أن يبقى مُصانعًا؟! ".
قلت: ومما يؤكد كذب ابن حميد، ماقاله الشيخ البسام في ترجمته في " علماء نجد " (1/ 459): " ولما استولى الإمام سعود بن عبدالعزيز رحمه الله على المدينة، والشيخ المذكور فيها، فأكرمه الإمام سعود، كعادته في إكرام العلماء، وعينه قاضيًا فيها، فباشر قضاءها بعفة ونزاهة وقوة، وأخذ يُدرس العامة كتب ورسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، ويشرح لهم منها خالص التوحيد، ويُبين لهم عقيدة السلف، وصار له دور كبير في ذلك، حيث كان يُناظر المخالفين ويرد عليهم ".
ومما يؤكد كذب ابن حميد أيضًا: أن الشيخ أحمد بن رشيد لما نقله إبراهيم باشا إلى مصر بعد سقوط الدرعية، عُرضت عليه قبل وفاته بقليل – أي بعد سقوط الدرعية بأكثر من 20 سنة – رحلة النصراني فتح الله الصائغ الحلبي، الذي ادعى أنه زار الدرعية زمن الإمام سعود! فعلق عليها بقوله: " نظر فيها نظر فيها الفقير إلى مولاه العلي، أحمد بن رشيدٍ الحنبلي، فوجد صاحبها لم يصدق في شيء مما أخبر عنه، لا في وصف سعود، ولا كلامه ولا أفعاله، ولا صدق من جهة وصف الدرعية .. ولنا صاحب من أكبر أهل الدرعية، ابن للشيخ الوهابي، موجود الآن تحت سفرية أفندينا الخديوي، اسمه إبراهيم، ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، من المشايخ الركّع العبَّاد العلماء، لماعرضتُ عليه كلام هذا النصراني، رأى مثل ما رأيتُ، وكذَّبَه مثل ما كذبته ". انظر: " رحلة فتح الله الصايغ الحلبي "، تحقيق: الدكتور يوسف شلحد، الملحق (ص 290 – 291).
فقد وصف الشيخَ محمد بن عبدالوهاب بشيخ الإسلام! ولم يخشَ لومة لائم، وليس هو – أثناء مقامه بمصر - في حاجة للمصانعة أو للمداهنة!
توفي ابن رشيد وقد ناهز الثمانين أو جاوزها وهو مُمتع بحواسه، ما عدا ثقلاً قليلاً في سمعه، سنة 1257هـ، في مصر. رحمه الله رحمة واسعة، ووفق مَن نشّأَه قومه أو أهله على المعتقدات الباطلة أن يسير سيره، ويصدع بالحق، ولو خالفهم، ويحذر أن يقول كما قال مَن ذمهم الله: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) .. والله الهادي.
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[02 - 09 - 09, 01:26 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا المقال الرائع وهذا يدل على دقتك وذوقك الرائع وانتخابك للمهمات مما يختص بأئمة الدعوة النجدية ولا زلت على هذا المنهج وفقك الله وجزاك الله خيراً في نشر تراث أئمتنا الذي قل من يعتني به.
وللفائدة الشيخ إبراهيم بن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب كان يتعاطى التجارة ولم يشتغل بالعلم، ولايمنع هذا حضوره واستفادته من والده شيخ الإسلام، ولي كتاب يسر الله نشره يختص بتفاضل وتمايز أئمة الدعوة بعضهم عن بعض.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:31 ص]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا سليمان.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 06:48 م]ـ
- بارك الله فيكم شيخنا الكريم، رياض، وجزاكم الله خيرًا. هذا من حُسن ظنكم، وننتظر كتابكم ..
- الأخ الكريم: أباالليث: وجزاكم ربي خيرًا، وأشكر تواصلكم ..
ـ[عبد الله بن شلاح]ــــــــ[09 - 09 - 09, 04:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا سليمان الخراشي
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[19 - 09 - 09, 09:43 م]ـ
الشيخ الفاضل, سليمان الخراشي, جزاك لله خيراً.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[19 - 09 - 09, 11:02 م]ـ
بارك الله فيكم شيخي سليمان
ولا تحرمنا من مثل هذه المشاركات