تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

به وألقى الله به، وأقول ديني متابعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكتابي هو القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليهما.

هناك أيضا زيادة، فيما ذكره في كلامه السابق، أنه قال: ثم أقول من صميم القلب من داخل الروح، أني مقر بأن كلما هو الأكمل الأفضل الأعظم الأجل فهو لك، وكلما هو عيب ونقص فأنت منزه عنه، يقول شيخ الإسلام -رحمه الله- تعليقا على كلامه هذا: وهو صادق فيما أخبر به، أنه لم يستفد من بحوثه في الطرق الكلامية والفلسفة، سوى أن جمع قيل وقالوا، وأنه لم يجد فيها ما يشفي عليلا، ولا يروي غليلا، فإن من تدبر كتبه كلها، والشيخ من أكثر الناس دراية وعلما، بما كتبه الرازي، يقول: فإن من تدبر كتبه كلها لم يجد فيها مسألة واحدة من مسائل أصول الدين، موافقة للحق الذي يدل عليه المنقول والمعقول، بل لاحظوا الافتراض، بل يذكر في المسألة عدة أقوال، والقول الحق لا يعرفه، فلا يذكره، يعني يأتي بهذه المسألة ويذكر أقوال الناس فيها أحيانا يذكر كما ذكر الشيخ إلى عشرة أقوال، والقول الحق لا يذكره، لأنه لا يعلمه، والسبب -يا إخوان- هؤلاء لا ينقصهم ذكاء، ولكن كما قال الشيخ في آخر الرسالة: أوتوا ذكاء ولم يؤتوا ذكاء، التمسوا الحق من غير معينه، فضلوا وانحرفوا فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ هؤلاء الآن كبار الأئمة، نعم إن صدقت أقوالهم هذه، فنرجو لهم إن شاء الله توبة عند الله -عز وجل- لكن كما قال شيخ الإسلام: يموتون كما يموت عوام الناس، وشتان بين موت عالم، وموت عامي، هذا إن سلموا من تبعات هذا العلم الذي خلفوه للناس، نعم. وصلوا إلى نهاية الطريق، ولكن وجدوا الطريق مغلق أمامهم، هم سلكوا هذا الطريق يلتمسون الحق لكن، وجدوا أنه لا يوصل إلى الحق، ولهذا ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي، يقول للناس الذين بعده: التمسوا الحق من الكتاب والسنة، فيهما الهدى والنور، هما أقرب الطرق إلى الحق، ويقول الآخر منهم، وهو إمام الحرمين أبو المعالي الجويني، من أئمة الأشاعرة، بل من كبار أئمة الأشاعرة، بل هو من أوائل من قال بنفي الصفات الخبرية، التي وردت في القرآن، فالأئمة الأشاعرة المتقدمون، كالباقلاني والبيهقي، يثبتون الصفات الخبرية التي جاءت في القرآن، الجويني أول من نادى بنفي الصفات الخبرية، التي جاءت في القرآن من الأشاعرة، ماذا يقول؟ يقول: لقد خضت البحر الخضم البحر الواسع، وتركت أهل الإسلام وعلومهم، وخضت في الذي نهوني عنه، نهوه عن ماذا؟ عن الدخول في هذه المضائق، التعمق في المسائل الفلسفية والمسائل المنطقية، عندك دلالة القرآن والسنة واضحة بينة، والآن إن لم يتداركني ربي برحمة منه، فالويل لفلان، وها أنا ذا أموت على عقيدتة أمي، يموت كما يموت العوام على عقيدة مجملة.

ويقول الآخر منهم -وذكر الشيخ في غير هذا الموضع، أن القائل هو أبو حامد الغزالي-: أكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام، يا خوان الإنسان لو كان في حياته عنده شيء من الشك، لكنه عند الموت أحوج ما يكون إلى اليقين التام، يعني هذا الموقف خلاص انتهى، ما يقبل فيه الشك، هذه الأمور العقائد لا تقبل الشك، لا بد أن تلقى الله -عز وجل- على عقيدة، وأنت مستيقن بذلك مثل الشمس، فهؤلاء لما التمسوا الحق من غير معينه، عاقبهم الله -عز وجل- بهذه المصيبة، أنهم صاروا من أكثر الناس شكا عند الموت، ولهذا دخل ابن بادة -وهو رجل من عامة المسلمين- دخل على شمس الدين الخسرو شاهي، وهو من أعز وأجل تلامذة الرازي، دخل عليه هذا الرجل البسيط، سأله شمس الدين، قال: ما تعتقد، قال هذا الرجل: ما أعتقد، أعتقد ما يعتقده المسلمون، قال: وأنت مطمئن مرتاح البال لذلك، قال: أجل ما عندي، أدنى شك ولله الحمد، فقال: أما أنا فوالله ما أدري ما أعتقد، والله ما أدري ما أعتقد، والله ما أدري ما أعتقد، فبكى وبلل لحيته، طيب. أقول أنه قال: له لما سأله ما تعتقد، قال: ما يعتقده المسلمون، عامة المسلمون، ما عندي أدنى شك، قال: وأنت مرتاح البال مطمئن، قال: أجل، قال: أما أنا هذا الرجل الذي قضى حياته وعمره في البحث، والتنقيب والأخذ والعطاء، وعرض هذه الشبه والإجابة عليها، قال: أما أنا فوالله ما أدري ما أعتقد، والله ما أدري ما أعتقد، والله ما أدري ما أعتقد، حتى بكى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير