ج: لا، ولكنه نشأ عن أساس ثابت نتيجة عمل واقتداء والتزام بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وأنه لا يحق لأحد الانتساب إليه إلا إذا كان متبعاً قولاً وفعلاً ظاهراً وباطناً.
س: ما معنى الفرقة الناجية؟
ج: الفرقة في اللغة يطلق على الطائفة، والناجية وصف لتلك الفرقة بالنجاة، ووصفهم بالناجية لعله أخذ من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه"، أو لأن المتمسك بالوحيين سبيله النجاة، وربما أخذت التسمية من حديث افتراق الأمة.
س: ما معنى أهل الأثر؟
ج: الأثر ما أثر عن الله تعالى وعن نبيه صلى الله عليه وسلم من النصوص، فأهل الأثر أي أهل الحديث.
س: من أين أخذت تسمية السلف بالطائفة المنصورة؟
ج: هذه التسمية للسلف أخذت من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون".
س: اذكر بعضا من الأسماء والألقاب التي أطلقها أهل الباطل على أهل السنة نبزاً لهم مع السبب، ومع الرد.
ج: 1 - المشبهة، لأن هؤلاء المبطلون تصوروا أن السلف حينما أثبتوا الصفات لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته تصوروا أن هذا الإثبات يقتضي نشبيه الله بخلقه، والصحيح أن أهل السنةلم يثبتوا أي شبه بين الخالق والمخلوق إلا مجرد التسمية مع معرفة معنى الصفة والتقويض في الكيفية.
2 - النقصانية، لأن أهل السنة لا يختلف منهم إثنان في أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، كما أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم مثل قوله تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً}، وتسمية السلف نقصانية تسمية خاطئة سببها الجهل.
3 - المخالفة، وما يقصده هؤلاء من أن السلف مخالفين للحق، والصحيح أن أهل السنة مخالفة لأهل الأهواء والبدع.
4 - الشكاك، وهذه تسمية ظالمة لأن السلف لم يشكوا في دينهم ولا في أخبار ربهم ونبيهم ولا في شيء ثبت بالكتاب والسنة.
5 - الحشوية، وهو بمعنى أنهم حشو الناس أي لا قيمة لهم، أو بمعنى أنهم يروون الأحاديث لا يميزون بين صحيحها وسقيمها، وهذه دعوى تدل على ضحالة معرفتهم بطريقة المحدثين وما امتازوا به من خدمة السنة.
6 - نوابت، أي أنهم صغار في العلم والمعرفة كصغار النوابت من الأعشاب، وإن الأحق بتسمية النوابت هم أهل الكلام المذموم والفلسفات الباطلة الذين نبتوا دون علم مسبق بالكتاب والسنة.
7 - جبرية أو مجبرة أو قدرية، والقدرية المحتجون بالقدر على الله تعالى، بينما الجبرية على النقيض من ذلك يقولون كل عمل يعمله العبد فإنه مقدر عليه من الله ومجبور على فعله، وإن معتقد أهل السنة والجماعة أن أفعال العباد تنسب إليهم حقيقة، وأن مشيئة العبد لا تخرج عن إطارها العام عن مشيئة الله تعالى.
8 - ناصبة، وقد كذب الرافضة وافتروا أن يكون أي شخص من السلف قد نصب العداوة لأهل البيت أو للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا النبز دلالة قاطعة على جهل الرافضة بمذهب السلف في أهل البيت، فالسلف يترضون عن كل واحد من أهل البيت ما دام صالحاً ويفضلونه على غيره بتلك الصفة ويقدمونه ولا يتبرؤون من أحد من المسلمين ما دام على الإسلام والتزام القرآن والسنة.
9 - العامة، وهذه التسمية لمن عداهم بالعامة هي مثل تسميتهم لمن عداهم بالجمهور ومن العجيب أن يحكموا على كل المسلمين بصفة واحدة بينما يقابل تلك التسمية تسمية واحدة لهم "الخاصة" الدالة على تعاليهم وغرورهم وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته لا تجتمع على ضلالة فكيف اجتمع المسلمون كلهم على الضلالة ولم يخرج عنها إلا هؤلاء الروافض الذين يكفرون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
10 - مجسمة، وهذا نبز أبان عن جهلهم بحقيقة عقيدة السلف، فإن لفظ التجسيم عند السلف هو من الألفاظ التي يجب التحرز منها عند إطلاقها على الله تعالى، ولا بد أن نسأل من أطلقها عن مراده بالجسم فإن أراد بإطلاق الجسم على الله أنه يوصف بصفات ويرى بالأبصار فإطلاقه بهذا المعنى صواب، وإن أراد بإطلاقه نفي الجسم عن الله تعالى أنه ليس جسماً مثل سائر الأجسام فهو صواب، وأما إن أريد بهذا الإطلاق نفي الجسمية عن الله تعالى بمعنى نفي صفاته الثابتة بالكتاب والسنة فهذا النفي باطل بهذا المعنى، ومن قال إن السلف مجسمة فقد افترى عليهم لأنهم من أبعد الناس ومن أشدهم تحذيراً من إطلاق العبارات التي فيها حق وصواب فإن السلف يمنعون من إطلاقها على الله تعالى ولكن في حال إطلاقها يقيدونها بما سبق.
11 - غثاء وغثراء، وهو بمعنى أنهم كالغثاء الذي يحمله السيل عند انحداره، والغثراء بمعنى سفلة الناس وأراذلهم، وهذه مغالطة ظاهرة، فالناس بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ظلوا على الهدى إلى أن نبتت الدعوات الهدامة والآراء الضالة بسبب ترجمة كتب اليونان.
12 - زوامل أسفار تشبيهاً لهم بالجمال التي يحمل عليها، وكل هذه الأوصاف هم منها براء.
هذا والله أعلم، وسأضع الجزء الثاني إن شاء الله بعد أسبوع، والحمد لله رب العالمين.
¥