تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن هذا الكتاب إزالة لصفة الخطأ عن بعض ما خطّئ أو ما يمكن أن يخطأ، وذلك بتصحيح مقبول وتخريج معقول من أهل العلم والاختصاص، وهو دفاع عن مدان بالخطأ وجدت المحكمة العادلة أن لا وجه لإقامة دعوى الخطأ عليه أصلا، أو أن إدانته كانت مبنية على شبهة لا تصلح دليلا يعتمد عليه، وليس الكتاب بأي حال دفاعا عن مدان تتواطأ كل الأدلة القوية وشهود الإثبات على إدانته، ويصرخ خطؤه بأعلى صوته معلنا خرقه الواضح لأصول اللغة وقواعدها.

الثاني: إن التيسير في اللغة الذي هو من ضمن أهداف الكتاب، ليس التيسير المطلق من الضوابط والمنحل من الشروط، وليس دعوة ينادي بها من هب ودب من أدعياء الثقافة والأدب، وأنصار الاغتراب، وليس شعارا ترفعه الأمزجة وتمليه الأهواء، ويحمل في طياته الهدم والتدمير، وإنما هو التيسير القائم على الدراسة المستنيرة والبحث الجاد، والمستند إلى الحجة القوية والبرهان الساطع، والقائل به أهل الدراية والخبرة والاختصاص من أئمة اللغة وعلمائها وأربابها قديما وحديثا، من يملكون المفاتيح الجيدة لاقتحام باب الاجتهاد في اللغة، ويتقنون استخدام أدوات البحث والدراسة والاستنباط، ويصدرون فيما يقررون عن علم غزير باللغة، ومعرفة شاملة بكلام العرب، واطلاع واسع على الأمهات والمصادر، وحسن فهم ورفاهة حس وسمو ذوق، ويحملون بين جوانحهم العشق للغة والغيرة عليها، والإخلاص لها والوفاء بعهدها، والحرص على سلامتها والأمانة على خصائصها، ويقظة الرباط على ثغورها والحراسة لقلاعها، والاستعداد لصد أي اعتداء عليها، ورد كل سهم حاقد يوجه إليها.

وحتى يكون التيسير الذي يهدف إليه الكتاب فيما يهدف، مقيدا بشرطه، موسَّدا إلى أهله، كان معظم ما ورد فيه من تصحيحات صادرا عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة، مما يعطي تلك التصحيحات مزيدا من الثقة والاطمئنان إليها، لما يتمتع به المجمع المذكور من مكانة علمية عظيمة، وما يضمه تحت قبته من علماء وباحثين ذوي أقدام راسخة في علوم اللغة، وإن لم يقدره العرب حق قدره، ويحلوه في نفوسهم المكانة اللاّئقة به.

الثالث: لا تعني إجازة بعض الكلمات والصيغ الواردة في الكتاب التشجيع على استعمالها والانحياز إليها في التعبير، وإنما المقصود من إجازتها تبرئتها من وصمت الخطأ التي لحقت بها، بحيث لا يقفل باب اللغة دونها بعد ذلك، ولا تمنع من الحضور في الأسلوب العربي إذا أرادت أن تحضر.

إن مجال التعبير العربي مجال فسيح للإجادة والإتقان، والتنافس في حلبة الإبداع والبيان، وانتقاء أجمل الألوان وأبهى الزينة التي تظهر الجملة فاتنة ساحرة تجتذب النفس، وتحرك المشاعر، وتعبئ الوجدان، وتستثير العقل، وتهيئ المتلقي للتأثر والاقتناع.

وكل كاتب يحرص على أن يكون أسلوبه على أعلى درجة ممكنة من الحسن والبلاغة والسلاسة والجاذبية، فهو لذلك يتخير من الألفاظ أفصحها، ومن الصيغ أبلغها، ومن الصور أجملها، ومن طرق الصناعة أسرعها نفاذا إلى القلوب وأقربها وصولا إلى العقل، ولا يرضى بالحد الأدنى من الصحة، والقدر المتواضع من القبول.

فأنا لا أخطئ – مثلا - من يقول: (أساتذة وطلبة الجامعة متعاونون) لأن مجمع اللغة العربية أجاز هذا التعبير وصححه، ولكني لا أستعمله، ولا أنصح باستعماله، ولا أعدل عن التركيب الفصيح وهو أن يقال: (أساتذة الجامعة وطلابها متعاونون).

ثم ذهب – حفظه الله – يذكر أمثلة أخرى على ذلك، لا نطيل بذكرها. هذه أخي وجهة نظري في كتابة هذه التصحيحات فبقوله أقول، ويبقى أن هذا جهد بشري قابل للخطأ والصواب، والأخذ والرد، فدونك أخي صحح ما تراه من علل، وسد ما ظهر لك من خلل.

وفي المشاركة الأخرى – إن شاء الله – الحديث عن مهام مجامع اللغة العربية.

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 11 - 04, 01:14 ص]ـ

قال بعض الأفاضل ما ملخصه:

يكثر في الاستعمال قول الناس (أحفاد) جمع حفيد فيقال: يفرح الجد بأحفاده كثيرا، وعاش فلان حتى رأى أحفاد أبنائه، وهم أبناء الأولاد.

فيخطئ بعض اللغويين هذا الجمع بحجة أن الجمع الوارد هو (حفدة) وهذا هو الوارد في القرآن الكريم.

لكن مجمع اللغة العربية أجاز جمع حفيد على (أحفاد) قائلا: إن الحفدة إنما هو جمع (حافد) وأن (أحفاد) جمع (حفيد) وأن كلا المفردين مأثور في اللغة، وكذلك الجمع (حفدة).

فأما الأحفاد فهو جمع مألوف لحفيد، استنادا إلى أن صيغة فعيل تجمع على أفعال، أو أنه جمع لحَفْد الذي هو جمع حافد.

ويخطّيء بعض الكتاب قول القائل: (شيء مرغوب)، وحجتهم في ذلك أن الفعل رغب لا يتعدى بنفسه، والصواب أن يقال: (شيء مرغوب فيه).

قال بعضهم: لكن جاء في المصباح المنير: رغب فيه، ورغبه: أراده، يتعدى بنفسه أيضا، ونقله صاحب التاج.

ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[23 - 11 - 04, 04:27 م]ـ

وهذه مشاركة بشأن غضبانة التي ذكر أخونا الفهم الصحيح أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة – في دورته الثانية والثلاثين 1965 - بحث مسألة غضبانة بتاء التأنيث، فصححها وأجازها.

تاج العروس

غضبانة وملآنة وأشباههما، وهي لغة قليلة، صرح به ابن مالك وابن هشام وأبو حيان.

وامرأة حبلانة: أي غضبانة،

مختار الصحاح

رجل * غضبان * وامرأة * غضبى * وفي لغة بني أسد * غضبانة * وملآنة وأشباههما وقوم * غضبى * و * غضابى * كسكرى وسكارى.

لسان العرب

ولغة بني أَسد: امرأَةٌ غَضْبَانةٌ ومَلآنة، وأَشباهُها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير