تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[09 - 06 - 05, 09:16 م]ـ

"الله " من جهة (الابدال والاعلال)

"الله" من جهة الاشتقاق.

1 - المذهب الأول:"الله"أصله "إله"

كما فى "صحاح" الجوهري

-أدخلت عليه الألف واللام وحذفت الهمزة تخفيفا لكثرته في الكلام. وإنما قال "تخفيفا"ردا على من يقول بالتعويض. والحجة هي قولهم "الإلَهُ "فقد اجتمعت هنا "ال" مع "الهمزة"’ولو كانتا عوضا منها لما اجتمعتا مع المعوض منه.

-وقطعت الهمزة في النداء للزومها تفخيما لهذا الاسم.

[ملاحظة:

حذف "الهمزة"يصفونه ب"الحذف الاعتباطي" ’وصفوه كذلك لأنه لا يستند الى قاعدة صرفية وليس معللا صرفيا.]

ونقل الجوهري ما يفيد مخالفة ابي علي النحوي لهذه الأمورالتعليلية كلها وإن كان هو نفسه يرى أن أصل "الله" هو "اله":

قال:"وسمعت أبا علي النحوي يقول إن الألف واللام عوض. قال ويدل على ذلك استجازتهم لقطع الهمزة الموصولة الداخلة على لام التعريف في القسم والنداء وذلك قولهم "أفألله لتفعلن" و"ياألله اغفر لي" ألا ترى أنها لو كانت غير عوض لم تثبت كما لم تثبت في غير هذا الاسم.

ولا يجوز أن يكون للزوم الحرف لأن ذلك يوجب أن تقطع همزة "الذي" و"التي".

ولا يجوز أيضا أن يكون لأنها همزة مفتوحة- وإن كانت موصولة- كما لم يجز في "ايم الله" و"أيمن الله "التي هي همزة وصل وهي مفتوحة.

ولا يجوز أيضا أن يكون ذلك لكثرة الاستعمال لأن ذلك توجب أن تقطع الهمزة أيضا في غير هذا مما يكثر استعمالهم له.

فعلمنا أن ذلك لمعنى اختصت به ليس في غيرها ولا شيء أولى بذلك المعنى من أن يكون المعوض من الحرف المحذوف الذي هو الفاء.

2 - المذهب الثاني:"الله" أصله " الإله".

كما فى كشاف الزمخشري.

حذفت "الهمزة".

وأدغمت اللام فى اللام.ونظيره: "الناس" أصله "الأناس". قال:

إن المنا يا يطلع ... ن على الإناس الآمنينا.

واختلفوا فى الفرق بين "الله" و"الإله"

- الزمخشري: أن "الله" -بالحذف- لا يجوز أن يطلق الا على الله تعالى المعبود بحق. أما "الإله"فيمكن اطلاقه على المعبود الباطل.

- التفتازاني: إن "الإله" أسم لمفهوم كلي هو المعبود بحق و"الله" علم لذاته تعالى.

- الرضي الاستراباذي: هما قبل الأدغام وبعده مختصان بذاته تعالى لا يطلقان على غيره أصلا إلا أنه قبل الأدغام من الأعلام الغالبة وبعده من الأعلام الخاصة.

غير ان ابن مالك لم يرتض المذهبين معا وذهب الى أن" الله" من الأعلام التي قارن وضعها "أل" وليس أصله "إله" ولا "الإله".واحتج بقوة بما يلي:

-لو لم يرد على من قال ذلك إلا أنه أدعى مالا دليل عليه لكان ذلك كافيا لأن "الله "و"الإله" مختلفان لفظا ومعنى:

أما لفظا فلأن أحدهما معتل العين والثاني مهموز الفاء صحيح العين واللام ,فهما من مادتين فردهما إلى اصل واحد تحكم من سوء التصريف.

وأما معنى فلأن الله خاص به تعالى جاهلية وإسلاما والأله ليس كذلك لأنه أسم لكل معبود.

-من قال أصله "الأله" لا يخلو حاله من أمرين لأنه:

إما أن يقول إن الهمزة حذفت إبتداء ثم أدغمت اللام.

أويقول إنها نقلت حركتها إلى اللام قبلها وحذفت على القياس وهو باطل.

أما الأول فلأنه أدعى حذف الفاء بلا سبب ولا مشابهة ذي سبب من ثلاثي فلا يقاس ب"يد" لأن الآخر وكذا ما يتصل به محل التغيير. ولا ب"عدة "مصدر "يعد" لحمله على الفعل فحذف للتشاكل ولا ب"رقة" بمعنى "ورق" لشبهه ب"عدة "وزنا وإعلالا ولولا أنه بمعناه لتعين إلحاقه بالثنائي المحذوف اللام ك"لثة". وأما" ناس" و"أناس" فمن "نوس" و"أنس" على أن الحمل عليه على تقدير تسليم الأخذ زيادة في الشذوذ وكثرة مخالفة الأصل بلا سبب يلجيء لذلك.

وأما الثاني: فلأنه يستلزم مخالفة الأصل من وجوه،

أحدها نقل حركة بين كلمتين على سبيل اللزوم، ولا نظير له،

والثاني نقل حركة همزة إلى مثل ما بعدها وهو يوجب اجتماع مثلين متحركين وهو أثقل من تحقيق الهمزة بعد ساكن،

الثالث من مخالفة الأصل تسكين المنقول إليه الحركة فيوجب كونه عملاً كلا عمل وهو بمنزلة من نقل في بئس ولا يخفى ما فيه من القبح مع كونه في كلمة فما هو في كلمتين أمكن في الاستقباح وأحق بالاطراح؛

الرابع إدغام المنقول إليه فيما بعد الهمزة وهو بمعزل عن القياس لأن الهمزة المنقولة الحركة في تقدير الثبوت فادغام ما قبلها فيما بعدها كإدغام أحد المنفصلين، وقد اعتبر أبو عمرو في في الادغام الكبير الفصل بواجب الحذف نحو

[آل عمران:5 8] {يَبْتَغِ غَيْرَ}

فلم يدغم فاعتبار غير واجب الحذف أولى.

ومن زعم أن أصله" إله "يقول: إن الألف واللام عوض من الهمزة ولو كان كذلك لم يحذفا في" لاه أبوك" أي" لله أبوك" إذ لا يحذف عوض ومعوض في حالة واحدة وقالوا" لهى أبوك "أيضاً فحذفوا لام الجر والألف واللام وقدموا الهاء وسكنوها فصارت الألف ياء وعلم بذلك أن الألف كانت منقلبة لتحركها وانفتاح ما قبلها فلما وليت ساكناً عادت إلى أصلها وفتحتها فتحة بناء، وسبب البناء تضمن معنى التعريف عند أبي علي ومعنى حرف التعجب إذ لم يقع في غيره وإن لم يوضع له حرف عندي وهو مع بنائه في موضع جر باللام المحذوفة واللام ومجرورها في موضع رفع خبر أبوك.انتهى رد ابن مالك -رحمه الله.

قال ناظر الجيش معلقا على ابن مالك: إنه لا مزيد عليه في الحسن،

وقال المفسر الألوسي معلقا على ناظر الجيش: وأنا أقول لا بأس به لولا قوله إن "الإله "أسم لكل معبود فقد بالغ البلقيني في رده وأدعى أنه لا يقع إلا على المعبود بالحق جل شأنه ومن أطلقه على غيره حكم الله تعالى بكفره وأرسل الرسل لدعائه وكان نظير إطلاق النصارى الله على عيسى على أن فيه ما يمكن الجواب عنه كما لا يخفى. (يراجع "روح المعاني" عند تفسير البسملة من الفاتحة)

سيأتي الكلام ان شاء الله عن الاشتقاق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير