تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[12 - 06 - 05, 07:57 م]ـ

بارك الله فيك أخي أبو عبد المعز

وياحبذا أن توضع هذه الفوائد - بعد الفراغ منها - في ملف ورد حتى يتمكن من تحميله.

وجزاك الله خيرا،،،

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 06 - 05, 10:38 م]ـ

ذهب العلماء فى اشتقاق اسم "الله" مذاهب شتى أشهرها:

1 - "الله "مشتق من "أله" (بالفتح, من باب "فتح") يأله إلاهة. ومعناه عبد يعبد عبادة. قال فى الصحاح: (قرأ ابن عباس رضى الله عنهما:"ويذرك وإلاهتك"بكسر الهمزة, قال:وعبادتك, وكان يقول: إن فرعون كان يعبد.)

ومنه قول رؤبة بن العجاج:

لله در الغانيات المده ... سبحن واسترجعن من تألهي.

يعني: من تعبدي وطلبي الله بعملي.

فمعنى الإله المعبود.

وعلى هذا تكون صيغة "إله" صفة مشبهة (قال الألوسي: وكونه مصدرا كما ذهب إليه المرزوقي وصاحب المدارك خلاف المشهور) وزنها "فعال"ومعناها"مفعول",ونظير ذلك: كتاب بمعنى مكتوب. وفراش بمعنى مفروش. وحساب بمعنى محسوب ...

ولعل هذا المذهب فى اشتقاق اسم "الله" هو أمثلها ,وهو المناسب لعقيدة المسلمين القائمة على تمييز "الرب"بمعنى فاعل: خالق رازق مدبر مجيب ..... الخ.و"الله" بمعنى مفعول: معبود مطلوب مقصود ... الخ.

2 - "الله" مشتق من "أله" (بكسر اللام ,من باب" فرح") يأله. و"أله" الرجل: تحير. والمناسبة فى هذا الاشتقاق أن القلوب تتحير عندما تتفكر فى عظمة الله, الأوهام تتحير في معرفة المعبود وتدهش الفطن ولذلك كثر الضلال وفشا الباطل وقل النظر الصحيح.

(ويؤخذ على هذا أن الأصل في الإشتقاق أن يكون لمعنى قائم بالمشتق والحيرة قائمة بالخلق لا بالحق.) كذا قال الالوسي. لكن يمكن دفع الاعتراض بقولنا: المقصود المتحير فيه.

3 - اسم "الله" مشتق من وله (بالكسر) يوله (بفتح الياء) ولها. فأبدلت الواو همزة فقيل إله كما قالوا وسادة ووشاح وإشاح. والوله هو ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد. و"ناقة واله"إذا اشتد وجدها على ولدها.

ومناسبة الاشتقاق كما فى السابق مع زيادة معنى الاطمئنان الى الله وضياع الانسان وشقائه فى بعده عن الله. قال ابن الجوزي: واشتق من الوله لأن قلوب العباد توله نحوه كقوله تعالى "ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون "

ويضعف هذا المذهب الجمع على" آلهة" دون" أولهة", وقلب الواو ألفا إذا لم تتحرك مخالف للقياس. وتوهم أصالة الهمزة لعدم ولاه خلاف الظاهر.

4 - اسم "الله" مشتق من "لاه ""يليه" (أو من لاه يلوه).ومعناه "ارتفع" واحتجب".ومناسبة الاشتقاق ما يتصف به الله تعالى من صفة "العلو" وعجز العقول عن تصوره أو تخيله.

ونختم هذا المبحث بكلام جامع للشيخ الطاهر بن عاشور من تفسيره التحرير:

(والله هو اسم الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد. وأصل هذا الاسم الإله بالتعريف وهو تعريف إله الذي هو اسم جنس للمعبود مشتق من أله بفتح اللام بمعنى عبد أو من أله بكسر اللام بمعنى تحير أو سكن أو فزع أو ولع مما يرجع إلى معنى هو ملزوم للخضوع والتعظيم فهو فعال بكسر الفاء بمعنى مفعول مثل كتاب أطلقه العرب على كل معبود من أصنامهم لأنهم يرونها حقيقة بالعبادة ولذلك جمعوه على آلهة بوزن أفعله مع تخفيف الهمزة الثانية مدة. وأحسب أن اسمه تعالى تقرر في لغة العرب قبل دخول الإشراك فيهم فكان أصل وضعه دالا على انفراده بالألوهية إذ لا إله غيره فلذلك صار علما عليه وليس ذلك من قبيل العلم بالغلبة بل من قبيل العلم بالانحصار مثل الشمس والقمر فلا بدع في اجتماع كونه اسم جنس وكونه علما ولذلك أرادوا به المعبود بحق ردا على أهل الشرك قبل دخول الشرك في العرب وإننا لم نقف على أن العرب أطلقوا الإله معرفا باللام مفردا على أحد أصنامهم وإنما يضيفون فيقولون: إله بني فلان والأكثر أن يقولوا: رب بني فلان أو يجمعون كما قالوا لعبد المطلب: أرض الآلهة وفي حديث فتح مكة " وجد رسول الله البيت فيه الآلهة "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير