كما يقتضي مدلولهما محبة الله سبحانه، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه المحبة تقتضي عبادة الله وحده وتعظيمه واتباع سنة نبيه، كما قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ كما أن من مدلولهما طاعة رسول الله فيما أمر به قال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وجاء في الحديث المتفق على صحته: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما الحديث
وقوله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين
المجلد الاول: الشهادتان
(26) سئل فضلية الشيخ: عن الشهادتين؟
فأجاب قائلاً: الشهادتان " شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله " هما مفتاح الإسلام ولا يمكن الدخول إلى الإسلام إلا بهما، ولهذا أمر النبي صلي الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن أن يكون أول ما يدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
فأما الكلمة الأولى: " شهادة أن لا إله إلا الله " فأن يعترف الإنسان بلسانه وقلبه بأنه لا معبود حق إلا الله عز وجل لأن إله بمعنى مألوه والتأله التعبد. والمعني أنه لا معبود حق إلا الله وحده، وهذه الجملة مشتملة على نفي وإثبات، أما النفي فهو " لا إله " وأما الإثبات ففي " إلا الله " والله " لفظ الجلالة " بدل من خبر " لا " المحذوف، والتقدير " لا إله حق إلا الله " فهو إقرار باللسان بعد أن آمن به القلب بأنه لا معبود حق إلا الله عز وجل وهذا يتضمن إخلاص العبادة لله وحده ونفي العبادة عما سواه.
وبتقديرنا الخبر بهذه الكلمة " حق " يتبين الجواب عن الإشكال الذي يورده كثير من الناس وهو: كيف تقولون لا إله إلا الله مع أن هناك آلهة تعبد من دون الله وقد سماها الله تعالى آلهة وسماها عابدها آلهة قال الله تبارك وتعالى:) فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك ((*) وقال تعالى:) ولا تجعل مع الله إلهاً آخر (. وقال تعالى:) ولا تدع مع الله إلهاً آخر (. وقوله:) لن ندعوا من دونه إلهاً (. فكيف يمكن أن نقول: لا إله إلا الله مع ثبوت الألوهية لغير الله عز وجل؟ وكيف يمكن أن نثبت الألوهية لغير الله عز وجل والرسل يقول:ون لأقوامهم:) اعبدوا الله مالكم من إله غيره (؟ والجواب على هذا الإشكال يتبين بتقدير الخبر في لا إله إلا الله فنقول: هذه الآلهة التي تعبد من دون الله هي آلهة، لكنها آلهة باطلة ليست آلهة حقة وليس لها من حق الألوهية شيء، ويدل لذلك قوله تعالى:) ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير (ويدل لذلك أيضاً قوله تعالى:) أفرأيتم اللات والعزى. ومناة الثالثة الأخرى. ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان (وقوله تعالى عن يوسف، عليه الصلاة والسلام:) ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان (. إذاً فمعنى " لا إله إلا الله " لا معبود حق إلا الله عز وجل، فأما المعبودات سواه فإن ألوهيتها التي يزعمها عابدها ليست حقيقية، أي ألوهية باطلة، بل الألوهية الحق هي ألوهية الله عز وجل.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 - 07 - 05, 01:11 ص]ـ
جوز العلماء الرفع والنصب في الاسم المعظم في هذا التركيب. غير أن الرفع هوالراجح لسببين:
-اطراد الرفع في القرآن الكريم.
-كثرة القائلين به من أهل العلم.
قال د/ حسن موسى الشاعر, محقق رسالة ابن هشام:
بعد الفراغ من تحقيق هذه الرسالة، قمت بدراسة وصفية، تتبعت فيها ما أمكن من الشواهد اللغوية لحالات الاسم الواقع بعد إلا، في نصوص القرآن الكَريم والحديث النبوي والشعر العربي التي جاءت على نمط "لا إله إلا الله"، للمقارنة بين الواقع اللغوي لهذه النصوص، وما ورد في هذه الرسالة من جواز الرفع والنصب، فكانت النتيجة أن رفع الاسم الواقع بعد إلا هو الفصيح الغالب في اللغة، بل لم يرد في القرآن الكَريم والحديث النبوي غيره، وأما النصب فقد ورد في بعض الأبيات الشعرية على قلّة.
(1) في القرآن الكريم: تتبعت الآيات القرآنية التي وردت فيها "لا إله إلا الله"أو ما كان على وفق هذا الأسلوب، فوجدتها كلها جاءت برفع الاسم الواقع بعد "إلا"، ولم تأت قراءة واحدة، ولو شاذة؟ بالنصب. منها
{لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا}
{فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ}
قال أبو جعفر النحاس في قوله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ}: ويجوز في غير القرآن: لا إله إلا إياه، نصب على الاستثناء.
(2) في الحديث النبوي:
وردت كلمة الشهادة (لا إله إلا اللّه) في مواضع كثيرة من الحديث، وجاءت كلها بالرفع.
،ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة بعد الإِقامة إلا المكتوبة".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا شفاءَ إلا شفاؤك".
(انتهى ملخصا.)
للعلماء في تعليل الرفع خمسة اقوال. قال عنها القاضي محب الدين ناظر الجيش في شرح التسهيل: قولان معتبران وثلاثة اقوال لا معول على شيء منها.
ولهم في تعليل النصب قولان. فتلك سبعة كاملة سنعرضها تباعا ببعض التفصيل .. إن شاء الله.
¥