ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[24 - 08 - 06, 08:16 م]ـ
قال في المغني:
"ولم يتكلم الزمخشري في كشافه على المسألة-أي مسألة لا إله إلا الله- اكتفاء بتأليف مفرد له فيها وزعم فيه أن الأصل" الله إله": المعرفة مبتدأ والنكرة خبر على القاعدة،ثم قدم الخبر،ثم أدخل النفي على الخبر والإيجاب على المبتدأ،وركبت لا مع الخبر."
قلت:
المراد بالقاعدة ما تقرر من أنه إذا اجتمع معرفة ونكرة اعتبر المعرفة هو المبتدأ والنكرة هي الخبر. وتقديم الخبر على رأي الزمخشري لمزيد تخصيص كما هو معروف في علم المعاني، ثم تحول التخصيص إلى حصر بواسطة النفي والإثبات فأصبحت الكلمة الطيبة دالة على التوحيد فعلا.
لا مراء في أن إعراب الزمخشري لا غبار عليه من حيث توجيه المعنى، لكن الاعتراضات عليه من جهة الصناعة النحوية وهذا بيان مناقشة ابن هشام للزمخشري:
1 - إعراب الزمخشري منتقض بمثل قولنا:"لا طالعا جبلا إلا زيد"
فالخبر هنا –على مجاراة الزمخشري-منتصب ولا يكون خبر لا الجنسية إلا مرفوعا.
وليس للزمخشري أن يقول إن "لا" هنا عاملة عمل" ليس" فترفع المبتدأ وتنصب الخبر لأن شروطها غير متوفرة هنا.
قال ابن عقيل في شرح الخلاصة:
"أما "لا "فمذهب الحجازيين إعمالها عمل "ليس" ومذهب تميم إهمالها.
ولا تعمل عند الحجازيين إلا بشروط ثلاثة:
-أحدها أن يكون الاسم والخبر نكرتين نحو "لا رجل أفضل منك"
الشرط الثاني ألا يتقدم خبرها على اسمها فلا نقول "لا قائما رجل-"
-الشرط الثالث ألا ينتقض النفي بإلا فلا تقول" لا رجل إلا أفضل من زيد "ينصب أفضل بل يجب رفعه."
فقد اجتمعت الموانع الثلاث في كلمة التوحيد فالخبر مقدم - وهو إله حسب الزمخشري- والمبتدأ معرفة،والنفي منتقض بإلا.
2 - دعوى تركيب "لا "مع خبرها لا يسلم للزمخشري وهو مردود بالمثال السابق أيضا:"لا طالعا جبلا إلا زيد":ف"جبلا" معمول للمشتق فكيف جاز له أن يكون عاملا وهو جزء من مركب. وهذا الاعتراض مطرد في كل ما كان بعد إلا مضافا أو شبيها بالمضاف.
البقية تأتي بحول الله ....
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[07 - 09 - 06, 02:40 ص]ـ
الاعراب الثالث:
الله:نائب فاعل سد مسد الخبر.
فيكون الاسم المعظم مرفوعا بالصفة أي معمولا ل"إله" ... ومما يسوغ هذا التوجيه ما قد تقرر من أن "إلها" بمعنى مألوه (مفعول) من" أله" (بفتح الحروف الثلاثة) بمعنى"عبد".فتكون الكلمة الطيبة شبيهة بقولهم:" ما قائم الزيدان" أو" أمضروب العمران؟ "
وحاصل الاعراب على هذا القول:
لا: نافية للجنس.
إله: اسم" لا "منصوب.
إلا: أداة حصر ملغاة.
الله: نائب فاعل سد مسد الخبر.
اعترض على هذا الاعراب بأمرين:
الأول:
-"إله" لا يمكن أن يكون عاملا لأنه اسم جامد. ويشترط في العمل الوصفية الصريحة لا المؤولة ... و"إله" مع كونه وصفا في المعنى لا يستحق العمل.
الثاني:
-لو كان "إله" عاملا لوجب اعرابه وتنوينه لأنه حينئذ مطول.
و"مطول" في اصطلاح النحاة وصف للكلمة التي اتصل بها شيء به تمام معناها كما في حالة الإضافة وشبه الإضافة. وقد تقرر عند النحاة أن اسم "لا" إذا اتصل به شيء من تتمة معناه يعرب منونا كما في قولنا:"'لا طالعا جبلا إلا زيد"فقد نونت "طالعا"لأنها عاملة النصب في" جبلا".لكن "إله" في الكلمة الطيبة مبني فهذا دليل على انقطاعه عما بعده.
وقد رد هذا الاعتراض الثاني استنادا إلى مذهب البغداديين الذي يجوز حذف التنوين في اسم " لا " المطول مع وجوب الانتصاب ...... وعلى هذا المذهب حمل قوله سبحانه وتعالى:"لا غالب لكم اليوم من الناس" و" لا تثريب عليكم" فاسم "لا" في الآيتين مطول عامل فيما بعده وهو مع ذلك غير منون.
لكن هذا الرد ضعيف لأن مذهب البغداديين يجوز في الحالة السابقة ثبوت التنوين وحذفه على السواء ..... والحال أنه لم يعلم أن أحدا من الناس جوز ثبوت التنوين في الكلمة الطيبة ......
بقي من الإعراب توجيه النصب وفيه مذهبان ..... وسنذكرهما بعد حين إن شاء الله.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[11 - 09 - 06, 06:51 م]ـ
حاصل ما تقدم أن الاسم المعظم" الله"مرفوع لأنه:
1 - بدل من الضمير في الخبر المحذوف.
أو:
2 - بدل من اسم "لا" باعتبار المحل المرفوع قبل دخول الناسخ.
أو:
3 - صفة لاسم "لا" باعتبار المحل المرفوع قبل دخول الناسخ.
أو:
4 - خبر للمبتدأ المركب من "لا" واسمها.
أو:
¥