ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 09:52 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو محمد الحلوانى]ــــــــ[29 - 11 - 10, 07:45 م]ـ
معذرة يا شيخ ماهر ولكني أراك قد سرت مع أكثر الأخوة في تغليب الاهتمام بجانب التخريج والحكم على الحديث وهو ما يعرف بالتحقيق الحديثي و هذه مشكلة كبيرة في نظري فلو أخرج لي محقق الكتاب النص أقرب ما يكون لأصله حتى ولو أهمل الجانب الحديثي أفضل من العكس لأني قد أكون مختلف معه في منهجه الحديثي فضلا على أن هنالك العديد من كتب التخريج الحديثة والقديمة تتناول الكلام على الحديث فتغني عن حكمه وتخريجه الذي ربما يطول به الكتاب ويثقل به على القارئ أما إذا شوه النص فسنظل بحاجة إلى الأصل المخطوط.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[29 - 11 - 10, 08:02 م]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك راجع نقطة 11 التي ذكرها شيخنا وما بعدها
وضبط النص والحكم عليه غايتان متلازمتان لطلبة العلم فمثلاً قرأت نسخة مضبوطة من كتاب الصواعق المحرقة للهيتمي ولكن مر عليك الكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي استغلها الروافض وأعادوها صواعقا محرقة على أهل السنة، والله تعالى أعلم
ـ[ماهر]ــــــــ[29 - 11 - 10, 10:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأخوة جميعاً على هذا التفاعل الطيب، وأسأل الله أن يبارك في أوقاتكم وأعماركم.
وأقول للأخ أبي محمد الحلواني: انظر في تحقيقي لمسند الشافعي 1/ 85 - 86 ستجد النص التالي:
أولاً: ضبط النص وتحقيق التراث
إن الغاية من تحقيق أي كتاب من الكتب يتعين أن تتجه إلى تقديم النص صحيحاً مطابقاً لما أراده مؤلفه، بعد توثيق نسبته ومادته مع العناية بضبطه وتوضيح مراده.
وحين ظهرت الثورة الطباعية في هذين القرنين وبدأ الناس يعنون بتحقيق المخطوطات العربية ثم نشرها ظهر رأيان في التحقيق:
الأول: رأي يرى الاختصار على إخراج نص مصححٍ مجردٍ من كل تعليق، وهذا الرأي يعتمد على عدم تضخيم الكتاب بالهوامش، وإبقاء الكتاب كما هو عليه من غير تعليقات في الهوامش.
والآخر: رأي يرى أن الأفضل توضيح النص بالتعليقات في الهوامش وهذه التعليقات تكون متنوعة ما بين تخريج للنصوص وما بين تعليقات مفيدة وموضحة فكانت الكتب المحققة التي ظهرت إلى عالم المطبوعات على نوعين:
الأول: ما خرج خالياً من كل تعليق في الهامش والاقتصار على متن الكتاب.
والآخر: ما خرج متوجاً بالتعليقات الكثيرة في الهوامش.
وهذه الكتب التي خرجت وعليها تعليقات واسعة كان منها ما فيه تعليقات
نافعة، ومنها ما أثقل بحواش لا قيمة لها، وكأن كاتبيها أرادوا مجرد تضخيم الكتاب.
والنصوص التي خرجت تتفاوت ما بين نص متقن وما بين نص رديء على حسب النسخ المستخدمة في التحقيق، وعلى مدى مقدرة المحقق إلى التوصل إلى نص سليم قويم.
فالتحقيق ينبغي أن يكون بضبط النص أولاً وترتيبه وشكل مشكله مع ذكر الفواصل التي تعين على قراءة النص وفهمه مع بذل الجهد من أجل التوصل إلى النص الذي كتبه المصنف أو أراده، وذلك باعتماد النسخ المهمة والرجوع إلى موارد المصنف ومن استقى منه، وتثبيت الاختلافات المهمة بين النسخ والترجيح بينها مع العناية الدقيقة في ذكر الاختلافات المهمة بين موارد المصنف ومن نقل عنه.
ثم التعليق ينبغي أن يكون بما يجلي النص أو ييسره من توضيح مشكل أو تقييد اسم غريب أو شرح مصطلح من المصطلحات وتخريج النصوص بأنواعها والكلام على المهم من عندها، كما يتعين الكلام على نقد الحديث أو تخريج التراجم المهمة. وبالإمكان إضافة أشياء أخرى أو إهمال بعض ما ذُكر حسب ما يراه المحقق مناسباً لقارئ النص، على أن لا يكون ذلك من باب الاهمال والتقصير.
.................................................. ........
و في كتابي الجامع في العلل والفوائد ستجد عشرات النصوص تدل على ذلك، وانظر 1/ 9 - 10 النص التالي: ... من هنا شققت لنفسي طريقاً لتكون لي يداً بيضاء ولمسةً طيبةً في خدمة هذا الفن الذي هو من أغمض فنون العلم، وقد مرت عليَّ في هذا الكتاب أيام وساعات عصيبة عانيت ما عانيت فيها في ظل احتلال مقيت وعمالة عمياء، وانفتاح للغرب وسكر للشهوات وحسد حاسد وتسلط كاسد وزمجرة مقلد لكنَّ الله بفضله ومنّه وكرمه قد دفع عني كل شر ونجاني من كل مكر؛ فأحمده حمداً عظيماً مباركاً دائماً أبداً بعدد ما خلق وذرأ وبرأ ونشر وبعدد أنفاس الخلق وحركاتهم، وأسأل الله أنْ يوزعني ويوفقني لأداء شكر نعمته على الوجه الذي يجب.
ومعاناة الاحتلال والوضع المحيط لم يضرني بقدر ما ضرني شحة المصادر وتأخر وصول الكتب المحققة الحديثة لبلدنا الجريح؛ لا سيما وأن كثيراً من كتب السنة التي بين أيدينا فيها من التصحيف والتحريف والسقط ما الله وحده عليم، وهذا أكبر أمر ضرني في هذا الكتاب لسنوات، ولربما حكمت على حديث على ضوء إسناد فلما راجعت المخطوطات والطبعات الحديثة؛ وجدت أنَّ تلك الأسانيد التي تم الاعتماد عليها بالترجيح كانت مصحفةً أو محرفةً، وقد ذكرت من ذلك أمثلة في ثنايا الكتاب، وأنا إذ أذكر هذا فلا أغفل قول الجاحظ: ((ولربما أراد مؤلف الكتاب أن يصلح تصحيفاً أو كلمة ساقطة فيكون إنشاء عشر ورقات من حر اللفظ وشريف المعاني أيسر عليه من إتمام ذلك النقص حتى يرده إلى موضعه من اتصال الكلام)) (9) فالتصحيفات الموجودة والتحريفات الكثيرة في الرواة والأسانيد لكثيرٍ من كتب السنة أخذت مني شطر الوقت، ولما كنت أعد فهارس متنوعة لكل كتاب من كتبي زدت في هذا الكتاب فهرساً للتصحيفات والتحريفات الواردة في الكتب؛ ليكون دليلاً على تصحيح نسخ الآخرين من تلك الكتب، وهو جزء من النصيحة، والله المستعان
¥