تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

باشا فقد قرر إغلاقها لأنها لا تعود بفائدة مادية، واستمرت المطبعة بعده على هذا الحال في عصر سعيد باشا حتى وهبها عام 1862 إلى أحد رجاله وهو عبد الرحمن رشدي باشا الذي أعادها إلى العمل فصدر عنها الكثير من الكتب باللغات المختلفة حتى اشتراها الخديوي إسماعيل ودفعها إلى الازدهار، ووصلت مطبوعاتها إلى درجة عالية من الجودة وتم تصديرها إلى عدد من الدول العربية والاستانة وشاركت في بعض المعارض الدولية بسبب تنوع كتبها بين الفن والأدب والفلسفة والدين.

ويرصد الكتاب مفارقة شديدة الدلالة، فرغم أن مطبعة بولاق كانت مؤسسة حكومية إلا أن الكثير من الكتب المطبوعة بها لم تكن على نفقة الدولة فقد قام علماء وأهل خير في ذلك الزمان بتمويل طبع كتب كانوا يرونها تحقق من انتشارها نفعا لأهل مصر، وقد كان من بين تلك الإصدارات تفسير الطبري والكشاف للزمخشري وفتح البار بشرح صحيح البخاري.

ولم تقتصر الكتب التي طبعت في مطبعة بولاق على كتب الكبار فقط ولكنها تجاوزت ذلك إلى كتب الأطفال التي صدر منها خلال القرن التاسع عشر 74 إصدارا، بالإضافة إلى الكتب المدرسية التي بلغ عددها 5868 كتابا وزعت على التلاميذ الذين كانوا ينتظمون في الدراسة وكان يخصم خمس ثمنها من مرتباتهم كل شهر.

وقد بدأت المطبعة في أول الأمر بالعمل على أربع لغات هي العربية والتركية واليونانية والإيطالية، وهو ما تشير إليه أنواع الحروف التي تم استيرادها من إيطاليا، لكن هذه الحروف لم يستمر العمل بها طويلا بسبب عيوب ظهرت فيها مما دعا محمد علي باشا لإصدار أمر بصب حروف جديدة في المطبعة، وقد تم الاستعانة بسنكلاخ الإيراني في رسم قاعدة حروف عربية جديدة للمطبعة وقد قام برسم نوعين من الحروف الأول بقاعدة نسخية والثاني بقاعدة فارسية وتعتبر أثمن ما أهداه هذا الخطاط العظيم إلى المطبعة إذ كانت آية في الجمال والرونق انفردت بها مطبعة بولاق وأخذت بها شهرة واسعة لدى قطاعات عديدة من المستشرقين، وقد توقف العمل بالحروف الفارسية وضاعت فيما بعد، أما مواد الطباعة من ورق ومداد فيذكر أنها كانت تستورد من إيطاليا، ثم بدأ تصنيعها في مصر.

ويستطرد الكتاب في استعراض الدور الذي لعبته مطبعة بولاق في نشأة الصحافة المصرية وتطورها، ويذكر أن مصر قد عرفت أول صحيفة في عهد محمد علي باشا عام 1813 متأثرة في ذلك بالصحف التي أصدرتها الحملة الفرنسية خلال فترة احتلالها مصر، وكان اسم تلك الصحيفة «جورنال الخديو» وكانت تصدر شهرية ويطلع من خلالها الوالي على سير الشؤون المالية والزراعية وشؤون التعليم والعمران، وقد طلب الوالي أن تكون أسبوعية عندما أدرك طوال المدة، ثم طلب تقديمها وقتما يشاء وظلت الصحيفة تنسخ بخط اليد إلى أن أنشئت مطبعة مصر فأصبحت تطبع هناك، وقد تبين لمحمد علي ان الشعب المصري يجب أن يطلع على أعمال الحكومة وان يقف على إصلاحات الوالي فاتجه إلى إنشاء جريدة أخرى عرفت بـ «الوقائع المصرية»، صدر أول عدد منها في ديسمبر (كانون الأول) 1828، وكانت عبارة عن نشرة تذاع فيها أوامر الحكومة وإعلاناتها وسائر الحوادث الرسمية في الدولة.

وفي عهد عباس الأول (1848 ـ 1854) أخذت الصحافة ونشاطاتها تتجه نحو الركود، وفي عهد سعيد باشا (1854 ـ 1863) شهدت مصر نوعا جديدا من الصحافة وهو الصحافة الشعبية كان الهدف منها تقرب سعيد باشا من الشعب، وقد كان عهد الخديو إسماعيل يمثل حلقة ازدهار كبيرة للصحافة المصرية وقد أصدر في عهده عدة صحف منها يعسوب الطب 1865، وهي أول مجلة علمية ظهرت في الشرق العربي كله ثم روضة المدارس 1830 أصدرها علي باشا مبارك 1870، وكان الغرض منها النهوض باللغة العربية وإحياء آدابها ونشر المعارف الحديثة وتولي أمورها رفاعة الطهطاوي.

مطبعة بولاق

الناشر: مكتبة الاسكندرية

http://www.aawsat.com/details.asp?section=19&article=341538&issue=9899

ـ[ابو حفص المصرى]ــــــــ[21 - 04 - 06, 04:45 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير