تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا شك أن نشأة خانجيتش في فترة مخضرمة (عثمانية/ نمساوية/ يوغسلافية) وفي عاصمة متنوعة الثقافة (الشرقية والغربية) مثل سراييفو ومعرفته الجيدة باللغات الشرقية (العربية والتركية والفارسية) واهتماماته المتعددة (اللغة والأدب والتاريخ والعلوم الإسلامية) قد ساعدته على أن يكوّن ثقافة واسعة تجمع ما هو محلي/بوسنوي مع ما هو شرقي وغربي. ومن ناحية أخرى فإن ذهابه إلى القاهرة للدراسة في الأزهر إنما جاءت في فترة مهمة (نهاية العشرينات) عرفت فيها القاهرة مختلف التيارات الليبرالية والإصلاحية الإسلامية، ولذلك فإنه عاد إلى البوسنة ليحمل معه هذه الروح الجديدة إلى المسلمين في البوسنة، الذين كانوا يعايشون فترة تحولات صعبة بالنسبة إليهم.

وهكذا إذا ما أخذنا قائمة الأعمال المنشورة لخانجيتش في المجلد الأخير من "الأعمال المختارة" لوجدنا أن عددها يقارب الـ350 ما بين كتاب ودراسة ومقال أو تعليق. ويلاحظ هنا أن أول مقال كتبه خانجيتش كان في القاهرة خلال دراسته في الأزهر ونشره عام 1928 في مجلة "نوفي بهار" Novi Behar البوسنوية المعروفة إنما كان عن مؤسس القاهرة جوهر الصقلي وما يقال عن أصله السلافي. ويلاحظ هنا أيضاً أن هذه القائمة لم تتوقف عند الأعمال التي نشرها حتى وفاته في 1944 بل انها امتدت حتى 1995 حيث أن بعض دراساته أعيدت طباعتها خلال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، أي أن خانجيتش بقي حاضراً ومؤثراً طيلة الدولة الجديدة (يوغسلافيا الاشتراكية) التي ضمت البوسنة أيضاً خلال 1945 - 1992.

ومن ناحية أخرى يلفت النظر في هذه القائمة تلك الأعمال غير المنشورة التي يصل عددها إلى خمسة عشر. ويلاحظ هنا أن معظم هذه الأعمال في اللغة العربية، وبعضها يوضح بحق الخسارة التي لحقت بالبوسنة من جراء الوفاة المبكرة لخانجيتش. وهكذا لدينا "مجمع البحار في تاريخ العلماء والأسفار" الذي هو الجزء الأول من ثلاثة أجزاء أراد بها خانجيتش تكملة كتاب حاجي خليفة "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" الذي أنجزه خانجيتش قبل 1931، و"شرح تيسير الوصول إلى جامع الأصول" لابن الأثير الذي أنجزه خانجيتش في 1930، و "رسالة الحق الصحيح في اتباع نزول سيدنا المسيح" التي أنجزها خانجيتش خلال وجوده في القاهرة 1929، و"رحلة إلى مصر" من مشاهداته خلال إقامته هناك، و"تفسير آيات الأحكام في سورة النساء" الخ. ومن بين مخطوطاته في اللغة البوسنوية تجدر الإشارة إلى "محاضرات في أصول الفقه" و "حياة رسول الله محمد" لشبلي نعماني الذي ترجمه من العربية.

وإذا ما عدنا إلى مئات الدراسات والمقالات المنشورة لخانجيتش خلال 1928 - 1944، والموجودة الآن في "الأعمال المختارة"، لوجدنا أنها تندرج في موضوعات كثيرة تنم عن الثقافة الواسعة للمؤلف والروح الريادية / الاجتهادية له:

1 - التفسير (علم التفسير، شرح وترجمة بعض السور القرآنية).

2 - الحديث (علم الحديث، شرح وترجمة بعض الأحاديث النبوية).

3 - الفقه.

4 - أصول الفقه.

5 - علم الكلام.

6 - التاريخ (تاريخ الإسلام، تاريخ الإسلام في البوسنة، تاريخ البوسنة خلال الحكم العثماني).

7 - الأدب (الأدب العربي، الأدب البوسنوي المكتوب بالحروف العربية).

8 - السير والأعلام (من تاريخ الإٍسلام وتاريخ البوسنة).

9 - الحكم والأمثال.

10 - الحضارة العربية.

11 - من تاريخ المولد النبوي في الإسلام وفي البوسنة.

12 - الوطنية والقومية والإسلام.

13 - المسلمون في أوروبا (بولونيا، المجر .. الخ).

14 - المخطوطات العربية في البوسنة.

15 - التصوف والتكايا الصوفية في البوسنة.

16 - إصلاح التعليم الديني في البوسنة.

وفي الواقع أن الكثير من الدراسات والمقالات في هذه الموضوعات الكثيرة التي اشتغل فيها خاجيتش كانت تعبر عن أصالة وريادة ونظرة وسطية للقضايا التي كانت تهم وتشغل المسلمين في البوسنة آنذاك. ومع ذلك يمكن أن نركز هنا على محورين اثنين لما نرى فيهما من قيمة خاصة بالنسبة إلى ذلك الوقت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير