قال أبو محمد بن حزم: ((وإنما ذكرنا التآليف المستحقة الذكر والتي تدخل تحت الأقسام السبعة التي لا يؤلّف عاقل إلاّ في أحدها وهي: 1 - إما شي لم يسبق إليه يخترعه
2 - أو شيء ناقص يتمّه،
3 - أو شيء مستغلق يشرحه،
4 - أو شيء طويل يختصره دون أن يخلّ بشيءٍ من معانيه،
5 - أو شيء متفرّق يجمعه،
6 - أو شيء مختلط يرتّبه،
7 - أو شيء أخطأ مؤلّفه يصلحه)) ().
قال يحيى بن خالد البرمكي: ((ثلاثة أشياء تدلّ على عقول أربابها: الهدية، والكتاب، والرسول)) ().
قال ابن المقفّع: ((مَن وضع كتابًا فقد استُهدِف فإن أجاد فقد استُشرِف، وإن أساء فقد استُقذِف)) ().
والسعيد من عدت غلطاته وما اشتدت سقطاته
وقيل: أيضاً:لو كانت للكلمات أجنحة فطارت لتعود على أعشاشها القديمة التي انطلقت منها لما بقي في كتبنا إلا أقل القليل.
قال محمد بن عبد الملك بن عبد الحميد الفارقي:
إذا أفادك إنسان بفائدة ***** من العلوم فأدمن شكره أبدا
وقل فلان جزاه الله صالحة **** افادنيها والق الكبر والحسدا
- وكما يقال عين الناقد بصيرة!
وأخيراً أرجو من أستاذنا الفاضل عبد الكريم الخطيب أن يتقبل هذا النقد بصدر رحب وأن يحسن الظن بصاحب هذه الملحوظات ونحن في الحقيقة من تلاميذ الأستاذ عبد الكريم الخطيب فلا يتضجر من النقد وأسأل الله يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى
أما أبرز ملحوظاتنا الإجمالية على الكتاب فهي تتمثل في الآتي:
1 - لم يرتب المؤلف أسماء الرجال والأعلام الذين ذكرهم في كتابه ترتيباً منظماً وإنما كانت الأسماء عشوائية تتعب القارئ وهذا شيء ملاحظ في الكتاب فالعادة المتبعة لدى الباحثين البدء بمقدمة للكتاب تبين طريقة المؤلف ومنهجه في الكتاب وهذا غير موجود عند أستاذنا الكبير
2 - عدم توثيق المعلومات توثيقاً صحيحاً فليست هناك حواشي للكتاب تجعل القارئ يستوثق من صحة المعلومة فهو يذكر أحداثا معينة ولكن أحيانا يذكر المصدر في ثنايا كتابه وكثير من الأحيان لايذكرالمصدر
3 - -خلط التراجم بعضها ببعض
4 - والتكرار في التراجم سمة واضحة في الكتاب فهو يكررها في أكثر من مناسبة ولايوجد أي رابط بين صفحات الكتاب
5 - -قلة الوثائق الموجودة في الكتاب ولا أدري لماذا؟
علمًا بأن الأستاذ عبد الكريم الخطيب لاتكاد توجد صفحة من الكتاب إلا ويشير إلى وثيقة لبعض أعيان ينبع لكنه لايذكر هذه الوثيقة! بالرغم من أن الأستاذ الخطيب لديه كم هائل من الوثائق التي يحتفظ بها -فحبذا لو يتحفنا الأستاذ بهذه الوثائق في الطبعة المقبلة إن شاء الله ويجعل لها فهرساً في آخر الكتاب تيسيراً للقارئ
أما أبرز الملحوظات التفصيلية فهي كالتالي:
1 - لم يبدأ الأستاذ عبد الكريم بالبسملة في أول الكتاب كما هو الشأن عند الباحثين والمؤلفين
قال العيني رحمه الله: (ذكروا أن الواجب على مصنف كتاب أو مؤلف رسالة ثلاثة أشياء وهي 1 - البسملة -2 - والحمدلة3 - والصلاة. على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
و الطرق الجائزة أربعة أشياء:1 - مدح الفن 2 - وذكر الباعث 3 - وتسمية الكتاب 4 - وبيان كيفية الكتاب من التبويب والتفصيل.)
2 - عند ذكر نسب الشريف قتادة بن إدريس لم يذكر نسبه الصحيح كما هو مشهور عند النسابة والمؤرخين
فقد قال الخطيب: (قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن موسى بن عبدالله بن أبي الكرام موسى الجون)
قلت: ليت الأستاذ ذكر نسبه مرتباً صحيحاً كما هو موجود في كثير من كتب التاريخ والأنساب
هو قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان ابن علي بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ()، الحسني، الينبعي، المكي.
قال المنذري (): ((أملى عليَّ نسبه كما ذكرتُه أخوه الشريف الأجلّ أبو موسى عيسى بن إدريس حين قدِم مصرًا)) ().
يكنى الشريف قتادة: أبا عزيز، ويلقّب بعزّ الدين.
مولده:
ولد قتادة ـ رحمه الله ـ نحو سنة 527ه في مدينة ينبع في قرية العلقمية (
وقد توسعتُ في ترجمته في كتابنا (الجمان في تاريخ ينبع على مدار الزمان) فراجعه
3 - قال الأستاذ (الأشراف الهواشم وهم ينتسبون إلى أبي هاشم محمد بن الحسن بن محمد بن موسى)
¥