ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[29 - 03 - 08, 02:17 م]ـ
نقطة أخيرة:
كثير من الجامعات اليوم بل والمعاهد العلمية يدرسون هذه الكتب:
فتح القدير ونيل الأوطار كلاهما للشوكاني
وسبل السلام للصنعاني
وشخصيا درست هذه الكتب الثلاثة في دار الحديث الخيرية في مكة التي يغلب عليها الاشتغال بالحديث.
وفي جامعة الإمام محمد بن سعود والتي يغلب عليها الاشتغال بالفقه.
بل يعتبر الصنعاني ومن بعده الشوكاني من المجتهدين القلائل الذين حفظت أقوالهم في تلك الحقبة التي غلب عليها الجهل والتقليد والركود.
ثم إن مدرسة اليمن من أنضج المدارس الفقهية، حتى المدرسة الزيدية فلها مع علماء الحديث والشافعية مدارسات نافعة في الفروع الفقهية.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 02:59 ص]ـ
من فضل الله على اليمن أن حباها بجملة من العلماء الذين هم مفخرة لكل من يعشق التجديد، ويبغض الجمود والتعصب، ليس لليمنيين فقط وإنما لكل المسلمين.
ذكرت واحداً ممن برزوا مجددين في الحديث والفقه، سلكوا مسلك التجديد بحق في الجانب العقدي والفقهي، وتميزوا تميزاً بارزاً في محاربة التقليد والجمود، وأظهروا الدعوة إلى الاجتهاد، وحذروا من اغلاق باب الاجتهاد، وبينوا ما يترتب على غلقه من شؤم على الأمة.
الإمام المقدم السيد محمد بن إبراهيم الوزير، (ت840) صاحب " العواصم في الذب عن سنة أبي القاسم ".
وقد كان الشوكاني يرى أنه يقارب في منزلتة العلمية الأئمة الأربعة، ويرى الشوكاني أن اليمن لم تنجب مثله إلى زمانه، وهو بحق عالم محقق، وقد قال لي شيخنا الشيخ أبو محمد عبدالله بن يوسف الجديع، وهو من المعجبين به جدا،، قال لي "أنه يعده في مصاف ابن تيمية وابن دقيق العيد.
ومن علماء اليمن العلامة المجتهد الحسن بن أحمد الجلال (ت1084) صاحب " ضوء النهار" وكتابه هذا حاشية على كتاب "الأزهار" للعلامة أحمد بن يحيى المرتضى وهو من الكتب المهمة في المذهب الزيدي، فوضع العلامة الجلال حاشيته " ضوء النهار" لكن لم يجمد العلامة الجلال على ما تلقاه من مشايخه، ولم يقلد في شرحه لمن سبقوه، ولم ينقل فقط حواشي المحشين، وشروح الشراح، وإنما ناقش هوواجتهد، وأعمل فكره وراجع، ورد وميز بين الصحيح والضعيف ... وهذا هو العلم.
ثم يأتي في قائمة هذه السلسة المباركة العلامة صالح بن مهدي المقبلي اليماني) (ت1108هـ)، وما أدراك ما صالح بن مهدي المقبلي اليماني صاحب" العلم الشامخ في إيثار الحق على الأباء والمشايخ" وحاشيته التي رد بها على محمد بن عبدالرسول المدني" الأرواح النوافح" وقد طبعت مع العلم الشامخ، وصاحب المنار والأبحاث المسددة.
قال عنه الشوكاني في "البدر الطالع"
لله در المقبلي فإنه ................ .... بحر خضم دان بالإنصاف
أبحاثه قد سددت سهماً إلى ....... نحر التعصب مرهف الأطراف
ومناره علم النجاح لطالب ........... مذ روح الأرواح بالإتحاف
وقد خرج على المألوف في بيئته ورد على غلو الزيدية في حق بعض الصحابة، فعادوه واضطهدوه و تأمروا عليه، فسافر إلى مكة، فرأى أن الواقع نفسه واقع جمود وتقليد، وتعصب لأراء الرجال، فجابههم ونقد ما رأه أيضاً في مكة من تعصب للمذاهب الأربعة، ولم يسلم منهم أيضاً، ثم رجع بعد ذلك إلى صنعاء وهو صاحب تلك المقولة المشهورة" ناصبي في صنعاء ولا زنديق في مكة"
ثم سار على منوال هولاء العلماء الإمام محمد بن إسماعيل الأمير المشهور بالصنعاني، الإمام الراسخ، والعلم الشامخ، صاحب " سبل السلام" الذي وصفه الشوكاني في " البدر الطالع بأنه من الأئمة المجددين لهذا الدين.
ثم تلى هولاء الإمام محمد بن علي الشوكاني (ت125هـ) الذي ذاع صيته، حتى عرف في القارة الهندية بصاحب مذهب مستقل له أتباع يسمون بالشوكانيين، وقد سلك طريقة هولاء الأئمة في الدعوة إلى الأخذ من معين الكتاب والسنة، ونفّر من التقليد والتعصب للمذاهب، ورسّخ بكتبه ومؤلفاته منهج النقد والتمحيص والمراجعة للتراث، والانتصار للحق الواضح دليله من الكتاب والسنة في المسائل العلمية والعملية.
¥