تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هَذَا الْحَدِيْث اشْتَمَل عَلَى جُمَل مِن الْعِلْم:1 - خلُقُهُ -صلى الله عليه وآله وسلم- في التربية والتعليم هذا موقف خالف فيه معاوية بن الحكم السنة أو خالف الجادة فيه وهو أنه تكلم في الصلاة قال: (بَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي مَع رَسُوْل الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- ذَات مَرَّة إِذ عَطَس رَجُل مِن الْقَوْم) < o:p>

مَا يُقَال لِلْعَاطِس وَمَالا يُقَال: ومعروف أن العاطس يشمت إذا عطس الرجل فيقول: (الحمد لله) يقولها بصوت مرتفع حتى يُسمِع من معه ولا يقولها في نفسه فإن رجلين عطسا أحدهما عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فحمد الله فشمته النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: الحمد لله فيقول (يهديكم الله ويصلح بالكم) ولا يقول كما درج بعض الناس (غفر الله لي ولكم) هذا لا أعرفه في شيء من الروايات الصحيحة فعطس الرجل الآخر عند النبي -عليه الصلاة والسلام- فلم يشمته النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم استفسر هذا الرجل فقال: يا رسول الله شمت هذا ولم تشمتني قال: هذا حمد لله وأنت لم تحمده وأيضا في حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- (أَن أَبُو مُوْسَى الْأَشْعَرِي كَان مُتَزَوِّجَاً بِامْرَأَتَيْن فَبَيْنَمَا أَبُو مُوْسَى عِنْد الْمَرْأَة الْأُخْرَى إِذ عَطَسَت فَحَمِدْت الْلَّه -عَز وَجَل- فَشَمَّتَهَا أَبُو مُوْسَى فَعَطَس وَلَدِهَا وُلِد الْمَرْأَة الْأُخْرَى عِنْد هَذِه الْمَرْأَة فَلَم يَحْمَد الْلَّه -عَز وَجَل- فَلَم يُشَمِّتْه فَلَمَّا ذَهَب الْوَلَد إِلَى أُمِّه فَقَال: إِنَّهَا عَطَسَت فَشَمَّتَهَا وَعَطَسْت فَلَم يُشَمِّتْنِي فَلَمَّا ذَهَب أَبُو مُوْسَى إِلَى امْرَأَتِه قَالَت: مَا بَالُك شَمَّتْها وَلَم تُشْمِت وَلَدَي قَال: إِنَّهَا حًمْدُت الْلَّه -عَز وَجَل- وَوَلَدَك لَم يَحْمَد الْلَّه تَعَالَى فَقَالَت لَه الْمَرْأَة: أَحْسَنْت) < o:p>

فَالسُّنَّة الْجَارِيَة أَن الرَّجُل إِذَا عَطَس يُشَمَّت لَكِن لَيْس فِي الصَّلَاة:الذي حدث أن رجلاً من القوم عطس فشمته معاوية بن الحكم السلمي وهو يصلي، فنظر إليه الناس النظر الشذر -أي بطرف العين- فلما رآهم ينظرون إليه واصل الكلام قال: " وَاثُكْل أُمِّيَاه " (ثكلتني أمي) " مَابَالِكُم تَنْظُرُوْن إِلَي فَجَعَلُوْا يَضْرِبُوْن أَفْخَاذَهُم بِأَيْدِيْهِم " ففهم أنهم يصمتوه فسكت.< o:p>

س: مَا الَّذِي جَعَل مُعَاوِيَة ابْن أَبِي الْحَكَم السُّلَمِي يَتَكَلَّم وَمَعْلُوْم أَن الصَّلَاة لَا يَصْلُح فِيْهَا شَيْء مِن كَلَام الْنَّاس؟ < o:p>

ذلك أن الكلام كان مباحًا في أول الإسلام كما في حديث عبد الله بن مسعود وهو في الصحيحين ولكن في رواية أبي داود (أَن عَبْد الْلَّه بْن مَسْعُوْد كَان هَاجَر الْهِجْرَة الْأُوْلَى إِلَى الْحَبَشَة مَع لَفِيْف مَن الْمُسْلِمِيْن فَبَلَغ الْمُسْلِمِيْن فِي الْحَبَشَة أَن قُرَيْشاً آَمَنْت وَأَن إِرْهَاق قُرَيْش لِلْمُسْلِمِيْن قَد خَف فَأَغْرَاهُم ذَلِك بِالْرُّجُوْع فَكَانُوْا وَهُم عَلَى مَقْرُبَة مِن مَكَّة عَلِمُوْا أَن قُرَيْشاً أَشَد مَا تَكُوْن عَلَى الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- وَعَلَى أَصْحَابِه، لِمَا خَرَج بْن مَسْعُوْد كَانُوْا يُلْقُوْن الْسَّلَام عَلَى الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- وَيَرُد عَلَيْهِم الْسَّلَام إِشَارَة فَلَمَّا رَجَع مِن الْحَبَشَة وَجَد الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- يُصَلِّي فَأَلْقَى عَلَيْه الْسَّلَام فَلَم يُرِد الْسَّلَام عَلَيْه فَوَجَد فِي نَفْسِه وَجْداً شَدِيْداً وَظَن أَن الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- غَاضِب مِنْه فَلَمَّا قَضَى الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- صَلَاتَه قَال: يَابْن مَسْعُوْد إِن الْلَّه يُحْدِث مِن أَمْرِه مَا يَشَاء وَمِمَّا أَحْدَث أَلَا تَكَلَّمُوْا فِي الصَّلَاة) و قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن مسعود (إن في الصلاة لشغلاً.) < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير