وفي الصحيحين أيضًا من حديث زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال (كُنَّا نَتَكَلَّم فِي الصَّلَاة نُكَلِّم بَعْضُنَا بَعْضا فِي الصَّلَاة وَنَذْكُر حَاجَاتِنَا فِي الصَّلَاة أَيْضا فَلَمَّا نَزَل قَوْلُه تَعَالَى:? {وَقُوْمُوْا لِلَّه قَانِتِيْن?أُمِرْنَا بِالْسُّكُوْت وَّنُهِيْنَا عَن الْكَلَام) < o:p>
قَد يَسْتَشْكِل عَلَي بَعْض الْنَّاس حَدِيْث (زَيْد بْن أَرْقَم) إِذَا ضَمَّه إِلَى حَدِيْث (ابْن مَسْعُوْد) لِأَن حَدِيْث ابْن مَسْعُوْد لِمَا رَجَع مَن الْحَبَشَة إِلَى مَكَّة وَقَوْلُه تَعَالَى:? وَقُوْمُوْا لِلَّه قَانِتِيْن?فِي سُوْرَة الْبَقَرَة وَهِي مَدَنِيَّة بِالِاتِّفَاق، فَكَيْف يَسْتَقِيْم هَذَا مَع ذَاك أَن يَكُوْن الْأَمْر بِالْسُّكُوْت نَزَل فِي الْمَدِيْنَة وَأَن يَكُوْن الْأَمْر بِالْسُّكُوْت نَزَل فِي مَكَّة؟.< o:p>
الْعُلَمَاء لَهُم فِي ذَلِك كَلَام مَن أَقْرَبَه:1 - أن الكلامَ حُرِمَ بمكة ثم أُذِنَ فيه ثم حُرِمَ مرةً أخرى، وهذا وجه قويٌ من وجوه الجمع. وشبيه بهذا مثلا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- (كُنْت نَهَيْتُكُم عَن زِيَارَة الْقُبُوْر فَزُوْرُوْهَا) فكنت نهيتكم هذا يدل على إباحة متقدمة كان مباحًا فنهاهم ثم أباحه.< o:p>
2- أو أن زيد بن أرقم وهو من الأنصار وإسلامه متأخر عن إسلام ابن مسعود لا يكون عنده علمٌ بتحريم الكلام،.< o:p>
فَالْحَاصِل أَن الْكَلَام كَان مُبَاحا قَبْل ذَلِك، وَإِذَا كَان الْأَمْر مُبَاحا ثُم حُرِّم وَكَان الْعَهْد قَرِيْبا مِن الْمُحْتَمَل أَن يَنْسَى الْإِنْسَان.< o:p>
مثلاً: الأيام الأولى في رمضان أوقات الإنسان يمكن أن يأكل ويشرب بخلاف ما إذا كان في منتصف الشهر أو كان في النصف الأخير من الشهر وقد تعود على الصيام.< o:p>
فمعاوية _رضي الله عنه_ لما عطس الرجل وشمته و نظر إليه القوم فاستغرب ولم يفطن إلى أن الكلام محرم فتكلم أيضًا في الصلاة" فَجَعَلُوْا يَضْرِبُوْن أَفْخَاذِهِم بِأَيْدِيْهِم يُصَمِّتُونَنِي" يَقُوْل: فَلَمَّا قَضَى الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- صَلَاتَه بِأَبِي هُو وَأُمِّي مَا رَأَيْت مُعَلِّما قَبْلَه وَلَا بَعْدَه أَحْسَن تَعْلِيْما مِنْه فَوَاللَّه مَا كَهَرَنِي وَلَا سَبَّنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَكِن قَال: إِن هَذِه الصَّلَاة لَا يَصْلُح فِيْهَا مِن كَلَام الْنَّاس شَيْء إِنَّمَا هِي التَّكْبِيْر وَالْذِّكْر وَقِرَاءَة الْقُرْآَن) < o:p>
نَصِيْحَة الْشَّيْخ _حَفِظَه الْلَّه_ لِلْمُتَصَدِّيْن لِلْدَّعْوَة: أرجو أن يتعلم من يتصدى لتعليم الناس من تعليم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الإنسان إذا كان معلمًا ينبغي أول ما يعتقد أن يكون المخالف جاهلاً بالحكم لا معاندًا وهناك فرق بين الاثنين الجاهل يُعَلم ولا تثريب عليه إنما إذا ثبت أنه عامد فذلك له حكم آخر.< o:p>
الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان في كل أمره كذلك كان رفيقًا رقيقًا رحيمًا في كل أمره -عليه الصلاة والسلام- وقد قال الله عز وجل له?فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ? (آل عمران:159).< o:p>
و في حديث أبي هريرة وفي حديث أنس رضي الله عنهما في الحديث المشهور: (أَن رَجُلَا دَخَل الْمَسْجِد فَقَال:" الْلَّهُم ارْحَمْنِي وَمُحَمَّداً وَلَا تَرْحَم أَحَدا مَعَنَا فَقَال عَلَيْه الْصَّلَاة وَالْسَّلَام: لَقَد تَحَجَّرْت وَاسِعَا"_تحجرت _أي (ضيقت ما وسعه الله لأن رحمة الله عز وجل كما قال أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" خَلَق الْلَّه الْرَّحْمَة مِائَة جُزْء فَأَنْزَل جُزْءاً وَاحِداً يَتَرَاحَم الخَلَائِق مِن هَذَا الْجُزْء الْإِنْس وَالْجِن وَالْطَّيْر وَالْدَّوَاب حَتَّى أَن الْدَّابَّة لَتُرْفَع حَافِرَهَا عَن وَلِيَدُهَا خَشْيَة أَن تُصِيْبَه، وَادَّخَر تِسْعا وَتِسْعِيْن جُزْء لِعِبَادِه يَوْم الْقِيَامَة"كون الرحمة مائة جزء يحجرها أو يجعلها للنبي -صلى الله عليه وسلم- وله فقد حجر واسعًا جدًا، فلم يلبث أن بال في المسجد فهموا به ,فقال -عليه الصلاة والسلام (لَا تُزْرِمُوه
¥