تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وجه الدلالة: يقول حَملُ ابن النابغة لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا صرخ فمثل هذا المفروض نهدر دمه ولا دية له. فقال -عليه الصلاة والسلام- (إِنَّمَا هَذَا مِن إِخْوَان الْكُهَّان) ذمًا لسجعه الذي سجعه.< o:p>

وفي حديث المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- في صحيح مسلم في هذه القضية قال -عليه الصلاة والسلام- (أَسَجْعٌ كَسَجْع الْأَعْرَاب) وفي بعض الروايات قال (أَسَجْعٌ كَسَجْع الْأَعْرَاب الكاهن يستخدم السجع في هذه المسألة.< o:p>

مَايَدُل عَلَي فَرّاسَة عُمَر بْن الْخَطَّاب _رَضِي الْلَّه عَنْه_:مثلما روى الإمام البخاري رحمه الله في كتاب مناقب الأنصار من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: " مَا كَان عُمَر يَقُوْل لِشَيْء أَظُنُّه كَذَا إِلَّا كَان كَمَا ظَن، وَإِنَّه مُر بِه يَوْما رَجُل جَمِيْل فَقَال عُمَر: إِن ظَنّي لْخْطأ إِلَّم يَكُن هَذَا الْرَّجُل عَلَى دِيَن قَوْمِه أَو كَان كَاهِنا لَهُم فِي الْجَاهِلِيَّة".هذا من فراسة عمر -رضي الله عنه- مر به رجل فقال هذا الرجل إما أنه على دين قومه، أو أنه كان كاهنًا لقومه في الجاهلية. (فلما مر به الرجل) _ وهذا الرجل هو سواد بن قارب -رضي الله عنه-" فَقَال لَه عُمَر مَا دَار بِظَنِّه قَال لَه أَنْت رَجُل مِن اثْنَيْن إِمَّا أَن تَكُوْن عَلَى دِيَن قَوْمَك -يَعْنِي كَافِرا- أَو أَن تَكُوْن كَاهِنا لَهُم بِالْجَاهِلِيَّة، فَقَال الْرَّجُل مَا رَأَيْت كَالْيَوْم أسْتُقْبِل بِه -أي بهذا القول- رجلٌ مسلم، فقال له عمر: ناشدتك الله لما أخبرتني -أي قل الحقيقة - قَال: كُنْت كَاهِنا لَهُم فِي الْجَاهِلِيَّة - صدق ظن عمر رضي الله عنه قَال: حَدَّثَنِي بِأَغْرَب شَيْء جَاءَتْك بِه جِنِّيَّتُك، فَقَال: جَاءَتْنِي جَنِيَّتِي يَوْما وَهِي مَذْعُوْرَة_ يعني كانت مذعورة ذعراً لم أره عليها قبل ذلك_فقالت،: ألم تر إلى الجن وإبلاسها وإفلاسها بعد إنكاسها ولحوقها بالقلاص وأحلاسها) فهذا كله سجع– (القلاص) _ هي الإبل (الحِلس) _المكان الذي تبرك فيه الإبل- (فقال عمرُ صدقت) < o:p>

ثم ذكر عبد الله بن عمر كلامًا نسبه إلى عمر ولكن حقق العلماء أن هذا الكلام من تتمة كلام سواد بن قارب رضي الله عنه:" قَال كُنْت يَوْما عِنْدَهُم فَأَتَى رَجُل بِعِجْل فَذَبَحَه فَسَمِعْت صَوْتا مِن دَاخِل هَذَا الْعِجْل كَأَعْلَى مَا أَنْت سَامِع قَال: يَا جَلِيْح أَمْر نَجِيْح رَجُل فَصِيْح يَقُوْل لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه،) (يَا جَلِيْح أَمْر نَجِيْح رَجُل فَصِيْح) كُل هَذَا سَجْع، (قَال فَقُلْت وَالْلَّه لَا أَقُوْم حَتَّى أَعْلَم الْخَبَر قَال فَرَدَّد الْصَّوْت مَرَّة أُخْرَى قَال: يَا جَلِيْح أَمْر نَجِيْح رَجُل فَصِيْح يَقُوْل لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه، فَلَم نَنْشَب حَتَّى قِيَل هَذَا نَبِي "_يعني كان هذا في بدو مبعث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.< o:p>

فَالسَّجّع صِفَة مِن صِفَات الْكُهَّان:ولذلك كان الكهنة قديمًا يفصلون بين الشعراء الكاهن فالكاهن يستخدم السجع والشعر له وزن وروي وقافية و هذا أيضًا أتي في حديث أبي ذر -رضي الله عنه- الذي رواه مسلم في صحيحه في قصة إسلامه -رضي الله عنه-" لما نزل أبو ذر مع أخيه أُنيس وأمه ونزلوا جميعًا مكة قال أبو ذر فنافر أُنيس رجلاً آخر عن صرمتنا ومثلها -الصرمة الناقة- أنيس أخو أبي ذر لما دخل مكة وجد رجلاً شاعرًا كأن هذا الشاعر يتحدى يقول من يباريني في الشعر وكان أنيس رجلاً شاعرًا مُجيدًا فتحاكما إلى كاهن من الكهان وعملوا كجائزة لمن يكسب يأخذ ناقة الآخر هذا معنى (فنافر أُنيس رجلاً آخر على صرمتنا ومثلها) أي تراهن مع الرجل الآخر من يكسب يأخذ ناقة الرجل الآخر قال:" فَحَكَم الْكَاهِن لَأَنْيَس أَنَّه أَشْعَر الْرَّجُلَيْن فَأَخَذ أُنَيْس صِرْمَة هَذَا الْرَّجُل الْآَخَر وَجَاء بِصِرْمَتِه وَمِثْلُهَا _" أي بصِرمة الرجل الآخر, فالكهنة كانوا يحكمون بين الشعراء لخبرتهم بالألفاظ هذا من صفات الكهنة.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير