].< o:p>
أَقْوَال أَهْل الْعِلْم فِي الْدُّنْيَا: والحقيقة كلام أبي حازم هذا جمع شتات أقوال أهل العلم في الدنيا.< o:p>
فَإِن الْنَّاس فِي مُقَابِل الْدُّنْيَا طَرَفَان وَوَسَط:< o:p>
1- طرفٌ ذمها ذمًا كاملاً وأعرض عنها إعراضًاً كاملاً:واحتقر من نظر أو أخذ شيئًا فوق حاجته حتى وإن كان مباحًا.< o:p>
2- وطرفٌ آخر انغمس فيها حتى أذنيه: وشغله ذلك عن القيام بواجبات دينه وما فرضه الله سبحانه وتعالي عليه.< o:p>
3- أما الوسط وهو كلام أهل العلم وكلام أهل البصر: فهو الذي قاله أبو حازم_ رحمه الله _.< o:p>
مَتَى يُلْام الْمَرْء عَلَي حُب الْطَّبْع؟ فإن حب الدنيا لمجرد حبها لا يُلام ُالمرء عليه مثل حب الطبع، حب الطبع أن يحب المرء ابنه أو يحب امرأته أو يحب المال أو يحب أي شيء من عرض الدنيا فهذا يُمكن أن يكون حب طبع، وحب الطبع لا يُلام المرء عليه إلا إذا تجاوز الحد به، فإذا أحب ابنه مثلاً فدعاه داعي الجهاد لأن يجاهد فنظر إلى ابنه وخشي عليه اليتم ففر من ساحة الجهاد فهذا هو المذموم، يحب ولده حتى أنه ضنّ بإخراج الزكاة المفروضة والتي أمر الله بإخراجها حتى يترك لولده مالاً، فهذا هو المحرّم، أحب امرأته حتى أنه لا ينزل إلى صلاة الجماعة ولا يشارك فيما يجب عليه المشاركة فيه فهذا يُذم، لكن إذا جرى المرء مع حب الطبع ولم يتجاوز الحد فهذا لا شيء فيه.< o:p>
جَوَاز الْتَّمَتُّع بِمَا فِي الْدُّنْيَا مِن النِّعَم وَالْدَّلِيل عَلَيْه: كذلك الدنيا فنحن على لبانها فُطٍمنا، فكونك تحبها مجرد الحب ليس فيه شيء إنما المحظور الذي ذكره أبو حازم هذا الذي ينبغي أن يلتفت المرء إليه وهو ألا تأخذ منها شيئًا نهاك الله _عز وجل عنه _ الدليل:.قال الله تعالي:? قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ? [الأعراف:32] < o:p>
أَوْلَى الْنَّاس بِالْتَّمَتُّع بِالْطَّيِّبَات هُم الَّذِيْن يَعْبُدُوْن الْلَّه _عَز وَجَل _:قال تعالي:? يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ? [المؤمنون: 51].وفي الصحيحين من حديث أنس المشهور (لما ذهب ثلاثة إلى أبيات النبي _صلى الله عليه وآله وسلم_ يسألون عن عبادته فكأنهم تقالوها وقالوا: "إن رسول الله ? عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم أما أنا فلا أتزوج النساء وأما الأخر فقال أنا أصوم ولا أفطر وقال الثالث فقال وأما أنا فأقوم ولا أنام، فلما جاء النبي _صلي الله عليه وسلم وأخبروه بذلك دعا الناس وقال ما بال أقوامٍ يقولون كذا وكذا أما إني أتقاكم لله وأشدكم له خشية، أما إني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "< o:p>
الشاهد من الحديث: أنه لا ينافي التقوى بحال من الأحوال ولا ينافي خشية الله عز وجل أن يتمتع المرء بما أباح الله تبارك وتعالى له.< o:p>
حَكَم جَمْع الْقُوّت وَادِّخَارَه: ورد في صحيح البخاري أن النبي_ صلي الله عليه وسلم_"كان يدخر لنسائه قوت سنة،" لأن هناك بعض الناس عندما يرى أحداً يجمع القوت سلعة ربما تكون عزيزة فهو يحاول أن يجمع هذه السلعة حتى يؤمن معاشه، فيقول هذا متكالب على الدنيا وأن هذا لا يجوز له كيف لا يجوز له وقد فعله رسول الله ? كما في هذا الحديث الذي ذكرته كان يدخر لنسائه قوت سنة.< o:p>
الْنَّفْس إِذَا أُوْتِيْت رِزْقُهَا اطْمَأَنَّت: وفي مرة رأي بعض الناس أحد أهل العلم في السوق يجمع المعاش والطعام وغير ذلك ويخزنه فلامه في ذلك، فقال له إن النفس إذا أوتيت رزقها اطمأنت.طالما الإنسان مشغول بالمعاش دائمًا تجده مضطرباً، عندما يشعر أن معه معاشه وعنده ما يكفي قلبه يطمئن، فهذا يجمع مثل هذا الشيء المباح حتى يستجمع قلبه في عبادة الله _سبحانه وتعالي < o:p>
¥