كما مر بنا أن المقطع من فونيمات صامتة وأخرى حركية , وقد جرت عادة الباحثين أن يرمزوا لهذين النوعين برموز مختصرة , فيرمزون للصامت بـ (ص) و للحركة القصيرة بـ (ح) وللحركة الطويلة بـ (ح ح).
أهمية دراسة المقطع الصوتي:
يتضح مما سبق أن لدراسة المقاطع الصوتية فائدة كبيرة في معرفة الصيغ الجائزة في اللغة المدروسة , ففي اللغة العربية تعيننا دراسة المقطع على معرفة نسج الكلمة العربية ,ونسج ما ليس بعربي من الكلمات , كما تعيننا على معرفة موسيقى الشعر العربي وأوزانه.
(وقد اختلف العلماء في أهمية المقطع فبعضهم صرح بأنه لا أهمية له مثل sweet الذي قال: (إن القسم الوحيد الذي يتحقق في الكلام عمليا هو المجموعات النفسية التي تعود إلى الضرورة العضوية للتنفس) وعده بعضهم غريبا على التحليل اللغوي, لكن الدراسة التجريبية للعملية الكلامية أثبتت أن الصدر لا يواصل ضغطا ثابتا خلال المجموعة النفسية , وأن عضلات الصدر تنتج نبضة منفصلة من الضغط لكل مقطع. وهذا مبني لدراسة تجريبية لحركة الكلام ونشرها , واستفاد من هذه التجارب كثير ممن يقومون بتعليم الصم, فقاموا بتطوير طريقة المقاطع الصوتية لخدمة أغراضهم الصوتية)
خصائص المقاطع الصوتية في اللغة العربية:
(1 - لا يعرف النسيج المقطعي العربي توالي صامتين بدون فاصل حركي في موقع البداية.
3 - لا يعرف النسيج المقطعي مقطعا يتألف من الصوامت فقط.
4 - لا يوجد في العربية مقطع يبدأ بحركة طويلة.
5 - لا يبدأ المقطع العربي بحركة قصيرة إلا في حالة الوصل حين يكون في بداية المنطوق.
6 - لا يتوالى صامتان في نهاية المقطع العربي إلا في حالة الوقف فقط.).
مميزات المقطع الصوتي العربي:
في اللغة العربية لا يزيد عدد مقاطعها عن سبعة , مهما اتصل بها من سوابق ولواحق , ومثال ذك قوله تعالى (فسيكفيكهم) ومقاطعها (فـ\ س \ يكـ \ مو \ ها) فهذه اللفظة تتألف من سبعة مقاطع ومثل ورود ذلك في العربية نادر.
(أما الغالب فيها فإنه يتألف من أربعة مقاطع , ومن أهم المميزات للمقاطع في العربية:
1 - تميل اللغة العربية بطبيعتها إلى المقاطع الساكنة , أي التي تنتهي بصوت ساكن , ويقل فيها توالي المقاطع المتحركة ,وبخاصة حين يشتمل على الحركات القصيرة , واللغات العالمية تتباين في ميلها إلى نوع خاص من المقاطع.
2 - كما أنه يجب أن يبدأ بصامت ويثنى بحركة.
وخير مثال على فرار العربية من تجاور صوتين صامتين ما نجده في فعل الأمر , حيث أجتلب فيه همزة وصل للتمكن من النطق بالساكن , كما يقول القدماء أو للابتعاد عن الابتداء بصامتين متواليين كما يقول المحدثون.
كما نجد أن الفرد العربي أضاف همزة الوصل للكلمات الأعجمية حين ينطق بها فقال: اقليم , افرنج , كما حصل في الصيغة المزيدة (افتعل).
3 - أن اللغة العربية لم تعرف المقطع المتكون من صوت واحد فقط , سواء كان صامتا أم علة , بعكس ما نجده في اللغة الفرنسية.
4 - تكره اللغة العربية تتابع الحركات , وبخاصة الحركات الطويلة منها , فإذا توالت كما في بعض حالات الإسناد إلى المعتل, فإنها تختصر الحركة الأولى في أغلب الأحيان.)
المقطع الصوتي وعلم العروض:
كما بينت سلفا في أهمية دراسة المقطع أن لدراسة المقطع الصوتي فائدة واضحة في معرفة الأوزان الشعرية العربية.
لكن د. عبد القادر جليل , يرى بأن القدماء أوجودا البحور العروضية لأنهم لم يلموا بمعرفة المقاطع الصوتية , وأنهم اضطربوا في معالجة الأصوات الصائتة , ويقل بأنهم فصلوا القول في الساكن والمتحرك.
ثم يذكر ملاحظاته على علم العروض ومنها:
1 - تنحصر الحروف المشتركة لتفاعيل البحور العروضية بعشرة حروف جمعت في جملة: (تفسير وعالم)
2 - العروض العربي بني على أساس حروف المقطع التي تتكون منها التفعيلة ,ومن جموع التفعيلات تتألف بحور الشعر العربي الستة عشر.
3 - اللغة العربية لا تبدأ المقطع لأي مفردة مشكلا بالسكون , كما لا تسمح بنيتها التركيبية باجتماع ساكنين.
ثم يقترح:
1 - إحلال الصفة المقطعية على تفاعيل البحور.
¥