تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المقاطع الصوتية]

ـ[أسامة الشبانة]ــــــــ[05 - 07 - 2010, 09:35 م]ـ

[بسم الله الرحمن الرحيم

-المقدمة_

الحمد لله وكفى, وصلاة وسلاما على النبي المصطفى , وعلى من سار على دربه واقتفى , أما بعد:

إن اعتماد النطق غاية في الأهمية , وعليه فإن الدراسات اللسانية الحديثة أولته أهمية منظمة , كذلك نظام المقاطع , أصبح من القضايا التي توليها الدراسات البنيوية الحديثة اهتماما في بناء التنوعات الصوتية الأخرى , كما يوليها علم اللغة اهتماما مماثلا.

وحاولت في هذا المبحث أن أجمع أقوال العلماء في دراسة موجزة عن المقاطع الصوتية , التي لم يفرد لها كتاب معين في الدراسات الصوتية أو اللغوية , وإنما وجدت في ثنايا هذه الكتب.

وقد بدأت بتمهيد وذكرت فيه لمحة موجزة عن علم الأصوات , ثم وضحت الفونيم والنبر ,لأن ذلك متصل بالقاطع الصوتية.

ثم انتقلت إلى تعريف المقاطع الصوتية والتحليل المقطع وأشكاله وأنواعه , وفرقه عن النبر , بعد ذلك قدمت دراسة للمقاطع الصوتية العربية , وبينت أهمية دراسته وخصائصه ومميزاته و تطبيقات على ذلك.

-تمهيد-

علم الأصوات:

إن الأداة الأساسية أو الطبيعية للغات الإنسانية هي الأصوات، ولهذا السبب كانت دراسة الأصوات أكثر أهمية -في علم اللغة- من دراسة الكتابة أو الايماءات أو أي وسيلة أخرى سواء أكانت موجودة بالفعل أم موجودة بالقوة، ولا يهتم اللغوي بالأصوات في حد ذاتها ولا بالإطار الكلي لها، إنه يهتم بالأصوات التي تصدرها أعضاء النطق الإنسانية بقدر ما يكون لهذه الأصوات دور في اللغة.

كما يعد علم الأصوات من بين العلوم التي اهتم بها العلماء اهتماماً واسعاً في هذا العصر، إذ انبرى في ميدانه الباحثون والمتخصصون، و المؤسسات العلمية المتخصصة، خصوصاً في الدول التي لها باع في مجال التكنولوجيا؛ فالأجهزة الحديثة المتطورة فيها، كانت خير عون للعلماء في القيام بالأبحاث والدراسات المتصلة بعلوم اللغة المختلفة وفي مقدمتها المجالات الصوتية، فوصل العلماء من خلال هذه الأجهزة إلى نتائج دقيقة لا تتوافر في الأبحاث العادية المرتجلة التي يعتريها في غالب الأحيان التخمين والتقريب.

والأصوات اللغوية تدرس بشكل عام من جانبين: جانب الأصوات المجردة التي يُركّز فيها على صفات الأصوات ومخارجها، وجانب الأصوات المتَشكَّلة ويُركز فيها على المقاطع والنبر والتنغيم وغيرها.

ويعد موضوع المقاطع الصوتية واحداً من مجالات علم الأصوات الوظيفي الهامة.

- النبر والفونيم:

وبما أن الموضوعات التي تتصل بعلم الأصوات يتصل بعضها ببعض , فإن النبر ونظرية الفونيم تتصل بما أنا في صدده في هذا البحث وهو المقاطع الصوتية , ولعلي ألقي لمحة سريعة عن النبر والفونيم قبل أن أبدأ في المقاطع الصوتية.

الفونيم اختلف العلماء في فكرته , ومفهومه , حيث كتبوا عنه مؤلفات عديدة , وإن كانت الترجمة له واضحة وهي: العائلة الصوتية أو الوحدة الصوتية , فقد عرفه سوسير بأنه: (مجموع التأثيرات السمعية والحركات النطقية للوحدات المسموعة , والوحدات المنطوقة , كل منهما بشرط الآخر)

فاللغة العربية لها تسعة وعشرون حرفا اتفق على تسميتها بفونيمات اللغة العربية , يضاف إليها رموز الحركات (أصوت العلة القصيرة) , إذن هي تتألف من صوامت وحركات , أما أصواتها المستعملة فأكثر بكثير , وهذا حال أغلب اللغات الحية.

أما النبر فهو (الضغط على مقطع خاص من كل كلمة , ليجعله بارزا أوضح في السمع مما عداه من مقاطع الكلمة)

وقد اختلفت آراء العلماء حول وجود النبر في العربية الفصحى ومكانه في الكلمة.

[المقاطع الصوتية]

1 - التعريف:

اختلف العلماء في تعريف المقاطع الصوتية , كما أنهم عرفوها من وجهات نظر مختلفة , لكنني سوف أحاول تتبع وجه الاتفاق في التعريفات المتعددة للمقاطع الصوتية.

يمكن تعريف المقطع على حسب المذاهب المتبعة في تعريفه:

أ- من الناحية الفسيولوجية:

ويمكن تعريفه بأنه: (وحدة حركية يكون التحرك الأساسي فيها هو النبضة النفسية , أو دفعة الجهاز العضلي الصدري التي تصنع ضغطة الهواء في الرئتين , فيخرج إلى حيث يُنَظم , أو يوقف عن طريق تحركات أعضاء النطق)

ب- من الناحية الفونتيكية:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير