[الفوائد المنتقاة من المقامة الحصيبية للقاضي الرشيد]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 04 - 2010, 10:20 ص]ـ
الفوائد المنتقاة من شرح
(المقامة الحصيبية في المفاضلة بين العلوم)
للقاضي الرشيد
من نوادر الكتب التي قل أن تجد لها نظيرا؛ من جهة السبك الصياغة، ومن جهة المعرفة الموسوعية وسعة الاطلاع، ومن جهة التحفيز للأخذ من كل علم بطرف؛ لأن الأمر كما قال المؤلف (ص 65):
" وقل من برز في فن من العلم إلا وصده عن سواه وشغله، والمرء عدو ما جهله، فيتخذه درأة لطعنه واعتراضه، ويوسعه في صدوده وإعراضه".
وهذه الفوائد المنتقاة لا تغني عن قراءة الكتاب، وإنما يراد منها التشجيع على قراءته كاملا.
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 04 - 2010, 11:05 ص]ـ
66
... هذا إلى ما منيت به من عدم المذاكر والمباحث، وفقد المعاضد والمساعد بحيث صارت الفضيلة مسبة لصاحبها وعارا على طالبها وعضيهة ينبز بها من فارقها وجناية يعاقب بها من ألبس بها أو حاولها، حتى أصبح الفكر عازبا والصواب غائبا والعقل ذاهلا وأزمة الآمال مصروفة بيد الاضطرار إلى غير وجهة الاختيار والحيلة مستهلكة بخيالات الأوهام ولا جرم فهذه حال من استوطأ مركب الهوينى والعجز وخالف محجة أهل العزم والحزم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 04 - 2010, 11:05 ص]ـ
68
واليهماء: التي لا يهتدى فيها لطريق
والصرماء: التي لا ماء فيها
والمرت: التي لا نبات فيها
والمروراة: التي لا أنيس بها
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 04 - 2010, 11:05 ص]ـ
82
وصناعة النحو بالجملة صناعة لفظية، غايتها معرفة أحكام الكلم العربية عند تأليفها ودلالاتها على المعاني وما يلحقها من التغاير باختلاف المعاني التي تدل عليها، وما الذي عليه جرت عادة الفصحاء من العرب ينطقون به من ذلك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 04 - 2010, 11:05 ص]ـ
82
وهؤلاء الذين لم يخالطوا غيرهم وعنهم أخذت العربية هم هذيل وكنانة وبعض تميم وبعض قيس عيلان ومن يشابههم من عرب الحجاز وأوساط نجد، فأما الذين يحلون من العرب أطراف بلادهم فهم مصاقبون لأمم أخر مخالفة / ألفاظهم وعباراتهم لهم كحمير والأزد وهمدان وخولان فإنهم مصاقبون الحشبة والزنج فأدركت لغاتهم العجمة الحميرية وكادت ألا تكون عربية أصلا.
85
وممن فسدت لغته أيضا من العرب طي وغسان فإنهم كانوا يجاورون الروم بالشام ولم توجد أيضا في لخم وجذام وغسان لقربهم من أهل مصر والشام ولا في تغلب والنمر بن قاسط فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين الروم وأكثرهم نصارى، ولا في بكر بن وائل ولا حنيفة لمجاورتهم النبط ولسكناهم اليمامة وما قارب البصرة من بلادهم وطي فإنهم كانوا يجاورون الروم بالشام
86
وممن لحقته العجمة من العرب أيضا تميم وعبد القيس لمجاورتهم أهل الجزيرة وفارس ففيهم السكسكة والعنعنة المشهورتان.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 04 - 2010, 11:06 ص]ـ
90
وأما قوله (ومن يخرق أعق وأظلم) فمن قبيح الكلام الذي لا يجوز إلا في الشعر، لأنه جازى بـ (من) فجزم به يخرق، ولا بد للجزاء من جواب بالفعل أو الفاء من يكرمني أكرمه فيجزم الفعل ويأتي بالفاء فيجوز في جوابه الاسم والفعل فيرتفع الفعل في الجواب، قال الله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له} فكان سبيل الشاعر المذكور أن يقول في الأبيات المذكورة ومن يخرق فأعق وأظلم.
وعثرات الفقهاء إذا ادعوا الغنى عن العربية في الأمور الفقهية لا تقف عند غاية، ولا تنتهي عند نهاية، وفيما ذكرت دليل على غيره.
91
سأل الرشيد إسحاق الموصلي كيف تفرق بين الألحان مع كثرتها واختلافها؟ فقال: يا أمير المؤمنين من الأشياء أشياء ما تدركه المعرفة ولا تحيط به الصفة، فأحسن الاعتذار.
92
كما قال المسيب بن علس /
فلأهدين مع الرياح قصيدة ........ مني مغلغلة إلى القعقاع
ترد المياه فلا تزال غريبة ........ في القوم بين تمثل وسماع
وكما قالت الخنساء:
وقافية مثل حد السنا ........ ن تبقى ويفنى الذي قالها
نطقت ابن عمرو فسهلتها ........ ولا ينطق الناس أمثالها
وقال بشار بن برد:
ومثلك قد سيرته بقصيدة ........ فسار ولم يبرح عراض المنازل
رميت بها شرقا وغربا فأصبحت ........ بها الأرض ملأى من مقيم وراحل
وكما قال بشر بن أبي خازم:
فأبعثهن أربعة وخمسا ........ بألفاظ مثقفة عراب
وكنت إذا وسمت بهن قوما ........ كأطواق الحمائم في الرقاب
وكقول ابن هرمة:
إني إذا ما امرؤ خفت نعامته ........ واستحصدت مرة منه قوى الوذم
عقدت في ملتقى أوداج لبته ........ طوق الحمامة لا يبلى على القدم
/ وكما قال أبو الطيب المتنبي:
قواف إذا سرن عن مقولي ........ وثبن الجبال وخضن البحارا
وقال:
إذا قلته لم يمتنع من وصوله ........ جدار معلى أو خباء مطيب
وقال:
وما الدهر إلا من رواة قصائدي ........ إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
فسار به من لا يسير مشمرا ........ وغنى به من لا يغني مغردا
¥