تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[البعل بين الاستخدام القرآني واللغوي]

ـ[انس قرقز]ــــــــ[19 - 04 - 2010, 11:39 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

فرّق القرآن الكريم بين الألفاظ فاستخدم كل لفظ في مكانه المناسب وقد يبدو اللفظ مرادفا لِلفظ الزّوج إلا أن لفظ الزوج يستخدم في حال استقرار العلاقة الزوجية.

الاستخدام اللغوي والمعجمي:

لفظ البَعْل مكون من:الباء والعين واللام، وهي أصول ثلاثة: فالأول: الصاحب، والثاني: جنس من الحيرة والدّهش، والثالث: الأرض المرتفعة التي لا يصيبها المطر إلا مرة واحدة في السنة، والبعل: الزوج، يقال: بَعَلَ يَبْعَلُ بَعْلا وبُعُولة فهو بَعْلٌ مُسْتَبعِل، وامرأة مستبعل إذا كانت تحظى عند زوجها، والرجل يَتَعَرّس لامرأته يطلب الحظوة عندها، والبِعَال والمُباعلة والتَّباعل: الجِماع، وباعَلَت المرأة: اتخذت بعلا، وتبعّلت المرأة: أطاعت زوجها أو تزينت له، وقال أبو عُبَيد: البعال: الملاعبة، والتَّبَعُّل والمباعلة والبِعَال: حُسْنُ التَحَبُّب والتَّزّين، وقد يطلق التباعل على الزواج، يقال: تزوج بعضهم في بعض.

قال ابن السكيت: المرأة بَعْلٌ وبَعْلَة وأنشد:

شَرُّ قرين للكبير بعلتُه.

قال ابن الأثير: الهاء فيها لتأنيث الجمع، قال: ويجوز أن تكون البعولة مصدر (بَعَلَت) المرأة؛ قال سيبويه: ألحقوا الهاء لتأكيد التأنيث، وقيل للمرأة بعلة الرجل، فلِمكان الاقتران، وربّما لأنها ملكته بهواه لها، وجمع البعل: بُعُول، وبِعَال، وقيل أن البعال هو حديث العروسين، وسمي الزوج بعلا لأنه سيدها ومالكها، ويقال لأولاده: أبناء البعل وبنات البعل، كما يقال لوالديه: أَبُ البعل وأم البعل كما يقال للصنم " بعلا " قال تعالى:] أَتَدْعُونَ بَعْلا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ([الصافات: 125] فإن المراد به الصنم ولم يرد في القرآن الكريم لفظ البعل دالا على الصنم في غير هذه الآية، وقيل معناه: الرَّبُّ، إذ يقال: أنا بعل هذا الشيء، أي ربُّه ومالكه، ومنه ما ورد في حديث الإيمان " أنْ تَلِدَ الأَمَةُ بَعْلَها " أي مالكها، وقيل: البعل من تجب طاعته، وبَعِلَ فلان بأمره إذا أُدْهِشَ وثبت في مكانه ثبوت النخل في مَقَرِّه، ولما تُصُوِّر من الرجل استعلاء على المرأة، وأنّ بسببه صار سائسها والقائم عليها، شُبِّه كل مُستعلٍ على غيره بعلا، وقيل للأرض المستعلية على غيرها بعل، ويقال للنخل إذا شرب بعروقه ولم يحتج إلى سقي بعل كأنه يقوم بمصالح نفسه ولما كانت وطأة العالي على المستولَى عليه مستثقَلة في النفس قيل: أصبح فلان بَعْلاً على أهله، أي ثقيلا لعلوّه عليهم، وقيل: أن الرجل لا يكون بعلا للمرأة حتى يدخل بها قال الحطيئة:

وكم من حصان ذات بعل تركتها إذا الليل أدجى لم تجد من تباعله

الاستخدام القرآني:

كل ما في القرآن الكريم من لفظ البعل فهو بمعنى الزوج؛ إلاّ:] أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ([الصافات: 125] – كما ذكرتُ سابقا -، فقد ورد اللفظ في القرآن الكريم أربع مرات مفردا ومرتين مضافا مرة إلى الآباء ومرّة إلى الأبناء، قال تعالى:] ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن ([النور:31] وقال تعالى:] وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحًا ([البقرة: 228] وقال:] " وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ([النساء: 128]، ومن الآيات الكريمة يتبين أن البعل هو الزوج الراغب في ملاعبة زوجته أو مجامعتها، وتبين الآيات أنه يقدر على الأمور الجنسية، وليس هو الزوج صاحب السيادة فقط كما ذكرت كتب اللغة، فإبداء الزينة من المرأة للبعل دافع كبير منها إلى مجامعتها، والتعبير من الله] وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحًا (تذكير للبعل بما كان بينه وبين امرأته وتنبيه لطيف يجعل الرجل ينظر إلى ما يمتعه من المرأة فيرغب في إعادتها إليه، وقد تخاف المرأة نشوز زوجها أو إعراضه عنها لسوء خلق منها أو تصرف فيرغب بالتخلي عنها أو التفكير في غيرها، الزوج هنا سمى بعلا فى فترة ما بين وقوع طلاق المرأة و بين ردها فى الفترة المقدرة والتى لا يجوز فيها للمطلقة الزواج من آخر وهى فترة عليه فيها إعالتها و لكن لا يقوم بالمس و المعاشرة وإلا تكون رجعت له كزوج و كان هو زوجا.

ويروى أن هذه الآية نزلت في رافع بن خديج كره من امرأته أمرا، فأراد طلاقها، فقالت له: أمسكني واقْسِم لي ما بدا لك، فقولها: أمسكني دلالة على رغبتها فيه، كما يظهر أدب سارة - عليها السلام – في الخطاب والكلام عن إبراهيم - عليه السلام – حيث قالت:] أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا ([هود:72] فبينت أنه يعطيها ما تحتاجه المرأة من زوجها ولكن عدم الإنجاب منها وحدها فهي عجوز عقيم كما ذكرت الآية والله تعالى أعلم.

خلاصة ما سبق أن مصطلح الزوج يختلف عن مصطلح البعل،

فالبعل فى اللغة هو المعيل أو الكفيل أو المؤاكل و المشارب و الملاعب وعليه يمكن أن يكون البعل كل من الأب و الأخ و الابن أو من فى حجره امرأة.

و البعل إن كان هو المعيل فعلية قوامة و رعاية من يعولهم

و البعل يكون زوجا فى إطار الزواج الكامل (بالمس و المعاشرة) لمن تصلح شرعا زوجا له.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير