[علام يعود هذا الضمير في سورة الرحمن؟]
ـ[كاتزم]ــــــــ[17 - 08 - 2010, 02:52 ص]ـ
فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ [الرحمن: 56]
فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ [الرحمن: 70]
في بقية الآيات الضمير يعود إلى المثنى وهم الجنتان.
لكن في هاتين الآيتين يعود الضمير إلى الجمع. فما المقصود؟
شكر الله لكم.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[17 - 08 - 2010, 02:27 م]ـ
قال ابن كثير رحمه الله، وكذلك في التفسير الميسر: "فيهن" أي في الفُرُش.
إن كان ذلك كذلك زال الإشكال من إعادة ضمير الجمع للمثني، فالفُرُش -كما هو معلوم-جمع
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[17 - 08 - 2010, 05:49 م]ـ
يقول الألوسي رحمه الله في تفسيره
فيهن: أي الجنان المدلول عليها بقوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] فإنه يلزم من أنه لكل خائف جنتان تعدد الجنان، وكذا على تقدير أن يكون المراد لكل خائفين من الثقلين جنتان لا سيما وقد تقدم اعتبار الجمعية في قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ} [الرحمن: 54] وقال الفراء: الضمير لجنتان، والعرب توقع ضمير الجمع على المثنى ولا حاجة إليه بعدما سمعت
، وقيل: الضمير للبيوت والقصور المفهومة من الجنتين أو للجنتين باعتبار ما فيهما مما ذكر،
وقيل: يعود على الفرش، قال أبو حيان: وهذا قول حسن قريب المأخذ، وتعقب بأن المناسب للفرش على، وأجيب بأنه شبه تمكهن على الفرش بتمكن المظروف في الظرف وإيثاره للإشعار بأن أكثر حالهن الاستقرار عليها، ويجوز أن يقال: الظرفية للإشارة إلى أن الفرش إذا جلس عليها ينزل مكان الجالس منها ويرتفع ما أحاط به حتى يكاد يغيب فيها كما يشاهد في فرش الملوك المترفهين التي حشوها ريش النعام ونحوه،
وقيل: الضمير للآلاء المعدودة من الجنتين والعينين والفاكهة والفرش.
ـ[كاتزم]ــــــــ[18 - 08 - 2010, 03:10 ص]ـ
شكر الله لكما وجزاكما كل خير.
أستبعد أن تكون عائدة على فرش، لأن الله تعالى في وصفه للجنان المخصصة لأصحاب اليمين، قدم ذكر الحور العين على ذكر الفرش (أو الرفرف والعبقري).
أظن أن التفسير القائل بأن في الجنان بشكل عام حور صفتها كذا هو الأكثر منطقية.
وإذا كان هناك آراء أخرى، أرجو أن تمدونا بها.
والعرب توقع ضمير الجمع على المثنى
الرأي أن العرب قد تستخدم الجمع للدلالة على المثنى غريب جدا، فهذا من صفة كلام العامة. هل له ما يعضده من شواهد الأسبقين؟
شكرا أبا سهيل.
شكرا أخي طارق.
أجزل الله لكما المثوبة.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[18 - 08 - 2010, 03:56 ص]ـ
باب الجمع يراد به واحدٌ واثنان
ومن سُنن العرب الإتيان بلفظ الجميع والمراد واحد واثنان كقوله جلّ ثناؤه: " وَليَشْهَدْ عذابَهما طائفة " يُراد به واحد واثنان وما فوق. وقال قَتَادةُ في قوله جلّ ثناؤه: " إن يُعْفَ عن طائفة منك تُعَذَّبْ طائفة ": كان رجلاً من القوم لا يمالِئُهم على أقاويلهم في النبي صلى الله تعلى عليه وآله وسلم ويَسير مُجانِباً لهم فسمّاهُ الله جلّ ثناؤه طائفة وهو واحد. ومنه: " إنّ الذين ينادونك من وراء الحُجُرات " كان رجلاً نادى يا محمَّد! إنّ مدحي زَيْنٌ وإنّ ستمي شيْن فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وأله وسلم: ويلك. ذاك الله جل ثناؤه. وقال فقد صَغَتْ قلوبكما وهما قلبان وقال: بِمَ يَرجِعُ المرسلون وهو واحد يدلّ عليه قوله جلّ ثناؤه: " إرجِعْ إليهم ".
ومن الجمع الذي يُراد به الاثنان قولهم: امرأة ذات أوْراكٍ ومآكِمَ. اهـ الخصائص لابن جني
ـ[كاتزم]ــــــــ[18 - 08 - 2010, 01:13 م]ـ
أفادك الله وأثابك أبا سهيل.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[18 - 08 - 2010, 07:20 م]ـ
مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71)
أستبعد أن تكون عائدة على فرش، لأن الله تعالى في وصفه للجنان المخصصة لأصحاب اليمين، قدم ذكر الحور العين على ذكر الفرش (أو الرفرف والعبقري).
ذكر الفرش مقدم على وصف الحور الحين كما ترين فلا أفهم وجه استبعادك
¥