تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ورواه ابن ماجه ولفظه 1/ 554: (عن أبي مجيبة الباهلي عن أبيه أو عن عمه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبي الله أنا الرجل الذي أتيتك عام الأول قال فمالي أرى جسمك ناحلا قال يا رسول الله ما أكلت طعاما بالنهار ما أكلته إلا بالليل قال من أمرك أن تعذب نفسك قلت يا رسول الله إني أقوى قال صم شهر الصبر ويوما بعده قلت إني أقوى قال صم شهر الصبر ويومين بعده قلت إني أقوى قال صم شهر الصبر وثلاثة أيام بعده وصم أشهر الحرم) اه

قال الإمام النووي في المجموع 6/ 439: (قوله صلى الله عليه وسلم: {صم من الحرم واترك} إنما أمره بالترك ; لأنه كان يشق عليه إكثار الصوم كما ذكره في أول الحديث. فأما من لم يشق عليه فصوم جميعها فضيلة.) اه

وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب 1/ 433: (وإنما أمر المخاطب بالترك لأنه كان يشق عليه إكثار الصوم كما جاء التصريح به في الخبر أما من لا يشق عليه فصوم جميعها له فضيلة) اه

وفي فتاوى ابن حجر 2/ 53: (قال العلماء: وإنما أمره بالترك ; لأنه كان يشق عليه إكثار الصوم كما ذكره في أول الحديث فأما من لا يشق عليه فصوم جميعها فضيلة. فتأمل أمره صلى الله عليه وسلم بصوم الأشهر الحرم في الرواية الأولى وبالصوم منها في الرواية الثانية تجده نصا في الأمر بصوم رجب أو بالصوم منه ; لأنه من الأشهر الحرم بل هو من أفضلها) اه

3 - الأحاديث التي فيها التصريح بفضل صوم رجب بخصوصه:

وهي وإن كانت ضعيفة فإن الحديث الضعيف يعمل به في الفضائل ففي فتاوى ابن حجر 2/ 53: (فقول هذا الجاهل إن أحاديث صوم رجب موضوعة إن أراد به ما يشمل الأحاديث الدالة على صومه عموما وخصوصا فكذب منه وبهتان فليتب عن ذلك , وإلا عزر عليه التعزير البليغ

نعم روي في فضل صومه أحاديث كثيرة موضوعة , وأئمتنا وغيرهم لم يعولوا في ندب صومه عليها حاشاهم من ذلك وإنما عولوا على ما قدمته وغيره ومنه:

ما رواه البيهقي في الشعب عن أنس يرفعه: {أن في الجنة نهرا يقال له رجب أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل , من صام من رجب يوما سقاه الله من ذلك النهر}

وروي عن عبد الله بن سعيد عن أبيه يرفعه: {من صام يوما من رجب كان كصيام سنة ومن صام سبعة أيام غلقت عنه أبواب جهنم , ومن صام ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة , ومن صام عشرة أيام لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه , ومن صام خمسة عشر يوما نادى مناد من السماء قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل وقد بدلت سيئاتك حسنات , ومن زاد زاده الله}.

ثم نقل عن شيخه الحاكم أن الحديث الأول موقوف على أبي قلابة وهو من التابعين فمثله لا يقوله إلا عن بلاغ عمن قوله مما يأتيه الوحي

ثم روي عن أبي هريرة {أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم بعد رمضان إلا رجب وشعبان} ثم قال إسناده ضعيف ا هـ

وقد تقرر أن الحديث الضعيف والمرسل والمنقطع والمعضل , والموقوف يعمل بها في فضائل الأعمال إجماعا ولا شك أن صوم رجب من فضائل الأعمال فيكتفى فيه بالأحاديث الضعيفة ونحوها ولا ينكر ذلك إلا جاهل مغرور

وروى الأزدي في الضعفاء من حديث السنن {من صام ثلاثة أيام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب الله له عبادة سبعمائة عام}) اه

وفي فتاوى ابن حجر أيضا 2/ 86: (وسئل) نفع الله به عن: حديث {إن في الجنة نهرا يقال له رجب ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل من صام يوما من رجب سقاه الله من ذلك النهر} وحديث {من صام من كل شهر الخميس والجمعة والسبت كتب له عبادة سبعمائة سنة} وحديث {من صام يوما من رجب كان كصيام شهر , ومن صام منه سبعة أيام أغلقت عنه أبواب جهنم السبعة ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية , ومن صام منه عشرة أيام بدلت سيئاته حسنات} هل هي موضوعة أم لا؟

(فأجاب) بقوله: ليست موضوعة بل ضعيفة فتجوز روايتها والعمل بها في الفضائل قال الحافظ ابن حجر في الأول: ليس في إسناده من ينظر في حاله سوى منصور الأسدي وقد روى عنه جماعة لكن لم أر فيه تعديلا وقد ذكره الذهبي وضعفه بهذا الحديث

وقال في الثاني: له طرق بلفظ عبادة ستين سنة وهو أشبه ومخرجه أحسن وإسناده أشد من الضعيف قريب من الحسن , والثالث له طرق وشواهد ضعيفة يرتقى بها عن كونه موضوعا , والله أعلم.) اه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير