تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عنهم – إلينا فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة، ولم يفرطوا في شيء من الدين، بل هم السابقون إلى كل خير، فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعاً لكانوا أسبق الناس إليه، والنبي صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس، وقد بلغ الرسالة غاية البلاغ، وأدى الأمانة، فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الإسلام لم يغفله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أن الاحتفال بها وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء، وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها، وأتم عليها النعمة، وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله، قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} ,وقال عز وجل في سورة الشورى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة التحذير من البدع، والتصريح بأنها ضلالة تنيبها للأمة على عظيم خطرها، وتنفيراً لهم من اقترافها.ا. هـ.

ثم أورد – رحمه الله تعالى – بعض الأحاديث الواردة في ذم البدع مثل قوله صلى الله عليه وسلم ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)). قوله صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)). قوله صلى الله عليه وسلم: ((أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)).

فما ذكر من كلام العلماء وما استدلوا به من الآيات والأحاديث فيه الكفاية، ومقنع لمن يطلب الحق في إنكار هذه البدعة، هي بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، وأنها ليست من دين الإسلام في شيء، وإنما هي زيادة في الدين، وشرع لم يأذن به الله، وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى في زيادتهم في دينهم، وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله، وأن لازمها التنقص للدين الإسلامي، واتهامه بعدم الكمال، ولا يخفى ما في ذلك من الفساد العظيم، والمنكر الشنيع، والمصادمة لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم المحذرة من البدع، ومما يؤسف له أن هذه البدعة قد فشت في كثير من الأمصار في العالم الإسلامي، حتى ظنها بعض الناس من الدين، فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً، ويمنحهم الفقه في الدين، ويوفقنا وإياهم للتمسك بالحق، والثبات عليه، وترك ما خالفه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبيناً محمد وآله وصحبه أجمعين.

أخذ الله بنواصينا وإياكم إلى ما يحب ويرضى، اللهمّ حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان.

ـ[طموح مسلمة]ــــــــ[09 Aug 2007, 10:58 م]ـ

المرجع البدع الحولية

إعداد

عبد الله بن عبد العزيز بن أحمد التويجري

وهذا الكتاب رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة الماجستير في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم العقيدة، ومنح صاحبها درجة الماجستير بتقدير ممتاز عام 1406هـ

ـ[سلطان البحور]ــــــــ[10 Aug 2007, 12:43 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أحب أن أشكر الأخت الفاضلة سلسبيل على هذه القصيدة الرائعة كما أحب أن أشكر الأخت طموح مسلمة على هذا البيان في حكم الإحتفال في ليلة الإسراء والمعراج وأن كل ما ذكرته الأخت الفاضلة صحيح لكن لا أظن أن الأخت سلسبيل تقصد أن نحتفل بهذه الليلة ولكن هي عبارة عن تذكير بهذه المناسبة العظيمة كما يتم التذكير بغيرها من المناسبات فهل نقول مثلا أن الكلام والتذكير بمناسبة بداية العام الهجري من البدع وكذلك الكلام على يوم عاشوراء والتذكير بهذه المناسبة في خطب الجمعة وسرد قصة فرعون مع موسى عليه السلام مثلا أظن أن الجواب لا.

فهذا ما جعلني أحسن الظن والله أعلم.

ـ[طموح مسلمة]ــــــــ[10 Aug 2007, 01:21 ص]ـ

وهذا حقّ المسلم على المسلم أن نحسن الظنّ كذلك، ولكن كتابة مثل هذه الأبيات في هذا التوقيت الذي يظن البعض أنّه زمن الإسراء والمعراج مظنّة ذلك.

ثانيًا لو قلنا أنّه من باب التذكير فالجواب ما قاله ابن تيمية رحمه الله:

[أنه لم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النقول منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به] يراجع: زاد الميعاد (1/ 57).

ثالثاً: ما العبرة من التذكير، سواء بها أو بغيرها أما ما ذكرته يا أخي الفاضل _نفعنا الله وإياكم_ من التذكير بيوم عاشوراء فهو تذكير بفضله وما يترتب على أجر صيامه [حديث أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في صيام يوم عاشوراء "إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده" رواه مسلم] وهذا التذكير ورد فيه الدليل الخاص به.

فالمسلم ينأ بنفسه عن مشابهة أهل البدع، في صغار الأمور وكبارها وجدّها وهزلها فكيف بنا ونحن في ملتقى علمي يُنسب أهله إلى أهل الله وخاصته وهم حملة كتابه الكريم.

هذا والله نسأل أن يصرفنا إلى الحقّ ظاهرًا وباطنا ويصلحنا ويصلح بنا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير