وفي روح المعاني للألوسي 5/ 111: (وفي البحر قال الحافظ أبو بكر بن العربي: لا يصح فيها شيء ولا نسخ الآجال فيها. قال الآلوسي: ولا يخلو من مجازفة والله تعالى أعلم) اهـ
وقال ابن تيمية اقتضاء الصراط المستقيم 302: (ومن العلماء من السلف من أهل المدينة وغيرهم من الخلف من أنكر فضلها وطعن في الأحاديث الواردة فيها كحديث إن الله يغفر فيها لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب وقال لا فرق بينها وبين غيرها) اهـ
وقال بن رجب الحنبلي في لطائف المعارف ص 263: (وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز منهم عطاء و ابن أبي مليكة و نقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة و هو قول أصحاب مالك و غيرهم و قالوا: ذلك كله بدعة) اهـ
المبحث الثالث:
فوائد متممة تتعلق بليلة النصف من شعبان
الفائدة الأولى:
إن قيل: إنه قد جاء في الأحاديث أن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا في كل ليلة فما ميزة هذه الليلة إذن
فالجواب: هو ما قال العراقي كما في فيض القدير 2/ 317: (قال الزين العراقي: مزية ليلة نصف شعبان مع أن الله تعالى ينزل كل ليلة أنه ذكر مع النزول فيها وصف آخر لم يذكر في نزول كل ليلة وهو قوله فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب وليس ذا في نزول كل ليلة ولأن النزول في كل ليلة مؤقت بشرط الليل أو ثلثه وفيها من الغروب) اهـ
وفي مواهب الكريم المنَّان في فضل ليلة النصف من شعبان لنجم الدين الغيطي ص 105: ( ... أبو حاتم الرازي بسنده عن عبد العزيز بن أبي داود!! قال: نظر عطاء إلى جماعة في المسجد الحرام ليلة النصف من شعبان، فقال: ما هذه الجماعة؟، قالوا: هذا النميري يزعم أنّ الله - عزَّ وجل - ينزل هذه الليلة إلى سماء الدنيا، فيقول: هل من داع فأستجيب له؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟.
فقال عطاء: زيادة على النّاس هذا في كل ليلة في السنة كلها.
قال الحافظ أبو موسى المديني: وقول عطاء هذا صحيح، غير أن تخصيص ذكر النزول في هذه الليلة يقتضي تأكيداً، إمَّا في تكثير الرحمة كما تقدَّم، أو زيادة زمانه
يعني كما في الحديث المتقدم إنَّ الله ينزل فيها لغروب الشمس) بخلاف بقية الليالي، فحين يبقى ثلث الليل الآخر) اهـ
الفائدة الثانية:
ذهب طائفة من أهل العلم إلى أن تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة كان في ليلة النصف من شعبان ففي صحيح ابن حبان 4/ 617: (قال أبو حاتم رضي الله عنه: صلى المسلمون إلى بيت المقدس بعد قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم المدينة سبعة عشر شهرا وثلاثة أيام سواء وذلك أن قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة كان يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول وأمره الله جل وعلا باستقبال الكعبة يوم الثلاثاء للنصف من شعبان فذلك ما وصفت على صحة ما ذكرت) اهـ
وفي التمهيد لابن عبد البر 8/ 55: (وقال أبو إسحاق الحربي: ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في ربيع الأول فصلى إلى بيت المقدس تمام سنة) إحدى (عشرة) وصلى من سنة ثنتين ستة أشهر ثم حولت القبلة في رجب
وقال موسى بن عقبة وإبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبدالرحمن بن عبدالله بن كعب بن مالك: أن القبلة صرفت في جمادى
وقال الواقدي:إنما صرفت صلاة الظهر يوم الثلاثاء في النصف من شعبان) اهـ
والقول بأن القبلة تحولت في نصف شعبان هو: قول محمد بن حبيب وطائفة من السلف وهو الذي رجحه النووي في الروضة وذكر الطبري في تاريخه 180/ 2 أنَّه قول الجمهور الأعظم
الفائدة الثالثة:
وردت أحاديث وآثار كثيرة في أن ليلة النصف من شعبان تكتب فيها الأعمال والآجال والأرزاق ونحوها ومن تلك الأحاديث:
1 - حديث عائشة:
في مسند الديلمي 5/ 274: (عن عائشة: ينسخ الله الخير في أربع ليال نسخا ليلة الأضحى والفطر وليلة النصف من شعبان تنسخ فيها الآجال والأرزاق ويكتب فيها الحج وفي ليلة عرفة إلى الآذان) اهـ
2 - حديث آخر لعائشة:
في فضائل الأوقات للبيهقي 1/ 126: (حدثنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثني أبو صالح خلف بن محمد ببخارى قال حدثنا صالح بن محمد البغدادي الحافظ قال حدثنا محمد بن عباد قال حدثني حاتم بن إسماعيل المدني عن النضر بن كثير عن يحيى بن سعد عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت لما كانت ليلة النصف من شعبان ...
¥