تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هؤلاء جميعا مع اختلاف عباراتهم إلا إنهم اتفقوا على أشعرية ابن حجر في مسألة الإيمان والصفات وغيرها ومنهم من وصف قوله بالإرجاء كالشيخ البراك والشيخ ابن باز وغيرهم مع ما سبق النقل عن الشيخ الألباني في عده من الأشاعرة عموما!

ومما سبق يجدر التنبيه على أمرين سبق الإشارة إليهما لدى ابن حجر رحمه الله والأشاعرة عموما:

الأول: أن الآشاعرة عموما وابن حجر متأثرا بهم في هذا تنسب مذهبها وأقوالها إلى السلف وأهل السنة! وخاصة في هذه المسائل التي خالفت فيها حقيقة منهج السلف لكونهم يعدون الأشعري وابن كلاب وغيرهم هم السلف وهذا مذهب كل شراح البخاري رحمه الله وجميعهم أشاعرة خلا ابن رجب الحنبلي رحمه الله وهم المعتمدون في تفسير ابن حجر لمن يتأمل ومن ذلك:

- قول الحافظ في المقدمة ص 208:

قوله: (أطولهن يدًا) أي: أسمحهن، ووقع ذكر اليد في القرآن والحديث مضافًا إلى الله تعالى، واتفق أهل السنة والجماعة على أنه ليس المراد باليد الجارحة التي هي من صفات المحدثات، وأثبتوا ما جاء من ذلك وآمنوا به؛ فمنهم من وقف ولم يتأول، ومنهم من حمل كل لفظ منها على المعنى الذي ظهر له، وهكذا عملوا في جميع ما جاء من أمثال ذلك. اهـ

قال الشيخ البراك تعليقا: قوله: "واتفق أهل السنة والجماعة على أنه ليس المراد باليد الجارحة ... الخ":

وقول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "واتفق أهل السنة والجماعة": يدخل فيهم الأشاعرة ونحوهم من طوائف الإثبات كما يقتضيه آخر كلامه، ومذهبهم في صفة اليدين لله نفي حقيقتهما"

وفي موضع ثاني:

- يقول الحافظ: 1/ 514 " لأن الحق عند أهل السنة أن الرؤية لا يشترط لها عقلا عضو مخصوص، ولا مقابلة، ولا قرب ... ".

قال الشيخ البراك: قوله: "لأن الحق عند أهل السنة والجماعة أن الرؤية لا يشترط لها عقلا عضوا ... الخ":

مراد الحافظ بأهل السنة هنا الأشاعرة، وهو يشير ـ عفا الله عنه ـ بهذا الكلام إلى مذهبهم في الرؤية؛ أي في رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وهو أنه سبحانه وتعالى يُرى لا في جهة؛ فلا يقولون إن المؤمنين يرونه من فوقهم، ولا بأبصارهم، ولامع مقابلة.

وفي موضع آخر:

– قال الحافظ 7/ 156 على حديث رقم (3803) قال: " ومع ذلك فمعتقد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول والحلول ليس كمثله شيء ... ".

قال الشيخ البراك: قوله: " أن الله منزه عن الحركة والتحول .... ": لفظ الحركة والتحول مما لم يرد في كتاب ولا سنة، فلا يجوز الجزم بنفيه، ونسبة نفيه إلى السلف والأئمة من أهل السنة والجماعة لا تصح ............... ونفي الحركة يتفق مع مذهب نفاة الأفعال الاختيارية من الأشاعرة وغيرهم، وهو الذي يقتضيه كلام الحافظ رحمه الله، وأما لفظ التحول فالقول فيه يشبه القول في لفظ الحركة."

وأيضا أنظر لشرح علي القاري على منظومة بدء الأمالي - وهي في اعتقاد الأشاعرة ... "

فمما سبق يتبن انه رحمه الله يعد الآشاعرة من السلف وأهل السنة فينسب للسلف القول ويقصد به الأشاعرة وهذا من أخطر الأمور لمن لم ينتبه لأخطائهم في هذه المسائل!

الأمر الثاني:

هو أن أخطاء الحافظ رحمه الله المتناثرة في الفتح تأتي على وجهين:

الأول: - وجه الابتداء وهو أن يقرر بنفسه المسألة على مذهب الأشاعرة وينسبها إلى السلف وأهل السنة كما سبق ..

الثاني: - هو النقل عن الأشاعرة من شراح البخاري وغيرهم دون رد أو بيان لخطأهم وهذا أكثر الأخطاء وهو مما انتقده فيه الشيخ محمد ابن عبد الوهاب كما سبق، بحيث قد يختلط على البادئ مع كثرة ما ينقل من أقوال يجمع فيها بين قول أهل السنة والأشاعرة أيهما أولى بالصواب.

ومن أقواله رحمه الله فيما يخص مسالة الإيمان على الوجهين السابقين:

" والإيمان لغة التصديق وشرعا تصديق الرسول فيما جاء به عن ربه وهذا القدر متفق عليه ثم وقع الاختلاف هل يشترط مع ذلك مزيد أمر من جهة إبداء هذا التصديق باللسان المعبر عما في القلب إذ التصديق من أفعال القلوب أو من جهة العمل بما صدق به من ذلك كفعل المأمورات وترك المنتهيات كما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى والإيمان فيما قيل مشتق من الأمن وفيه نظر لتباين مدلولي الأمن والتصديق الا أن لوحظ فيه معنى مجازي فيقال أمنة إذا صدقه أي أمنة التكذيب"1/ 46

وقال أيضا: " .. وقوله في الحديث إيمان بالله في جواب أي العمل أفضل دال على أن الاعتقاد والنطق من جملة الأعمال فإن قيل الحديث يدل على أن الجهاد والحج ليسا من الإيمان لما تقتضيه ثم من المغايرة والترتيب فالجواب أن المراد بالإيمان هنا التصديق هذه حقيقته والإيمان كما تقدم يطلق على الأعمال البدنيه لأنها من مكملاته ... " 1/ 77

وقال في 11/ 456:

" قال الطيبي هذا يؤذن بأن كل ما قدر قبل ذلك بمقدار شعيرة ثم حبة ثم خردلة ثم ذرة غير الإيمان الذي يعبر به عن التصديق والإقرار بل هو ما يوجد في قلوب المؤمنين من ثمرة الإيمان وهو على وجهين أحدهما ازدياد اليقين وطمأنينة النفس لأن تضافر الأدلة أقوى للمدلول عليه وأثبت لعدمه والثاني أن يراد العمل وان الإيمان يزيد وينقص بالعمل "

وقال رحمه الله في:12/ 61

" قال بن بطال وبيان ذلك أن الإيمان هو التصديق غير أن للتصديق معنيين أحدهما قول والآخر عمل فإذا ركب المصدق كبيرة فارقه اسم الإيمان فإذا كف عنها عاد له الاسم لأنه في حال كفه عن الكبيرة مجتنب بلسانه ولسانه مصدق عقد قلبه وذلك معنى الإيمان قلت وهذا القول قد يلاقي ما أشار إليه النووي فيما نقله عن بن عباس ينزع منه نور الإيمان لأنه يحمل منه على أن المراد في هذه الأحاديث نور الإيمان وهو عبارة عن فائدة التصديق وثمرته وهو العمل بمقتضاه"

هذا ما تيسر ولعل الموضوع يحتاج مع ذلك إلى مزيد تحرير وبحث والله أعلم

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير