تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (النساء:135)

- قال تعالى: (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (الأعراف:159)

- روى البخاري ومسلم: (قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وجد اليهود يصومون عاشوراء، فسئلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون، ونحن نصومه تعظيما له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نحن أولى بموسى منكم). ثم أمر بصومه).

- الحديث الطويل الذي رواه أحمد وصححه أحمد شاكر، عن أم سلمة هند بنت أمية: "لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي أمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين وأن يهدوا النجاشي ... " إلى آخر الحديث.

- قول النبي (ص): "إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحد عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه ... " (أخرجه الألباني في الصحيحة بإسناد جيد).

- "لا حلف في الإسلام، وكل حلف كان في الجاهلية فلم يزده الإسلام إلا شدة، وما يسرني أن لي حمر النعم، وأني نقضت الحلف الذي كان في دار الندوة " (حديث صحيح)

- وأضيف إلى هذه الشواهد، موقف النبي (ص) من رجلين من أهل الجاهلية مدحهما، على تحليهما باكارم الأخلاق، أحدهما حاتم الطائي والآخر لا أذكر اسمه (ولعله الأحنف بن قيس)، وقال عنه: إن فيه خصليتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة. (ولست متأكدا من صحة هذين الموقفين).

2 - منهجية إطلاق الأحكام

توجد ثلاثة أنواع مختلفة من الأحكام على الأشخاص أو الأفكار:

1 - النوع الأول: الحكم الوصفي (أو الواقعي): الذي يصف واقعا ما أو حادثة ما، أو شخصا ما، ويقرره كما هو (أو بما هو عليه)، بقطع النظر عما إذا كان الحكم صحيحا أو خاطئا، يمكن التأكد من صحته أو لا يمكن التأكد من صحته.

هذا النوع من الأحكام، يعتبر: موضوعيا.

وفي هذا النوع من الحكم، ما يهم التأكد منه: هو مدى صدق الوصف: هل الأوصاف المذكورة موجودة حقا، أم لا.

وحتى في صورة عدم صدق الأوصاف، فإن مثل هذا الحكم يحتفظ بمسماه: أي أنه يبقى حكما وصفيا موضوعيا، مهما كان خطأه أو دقته في الوصف.

وقيمة هذا النوع من الأحكام تتجلى في سهولة الوصول إلى توافق حوله محتواه، لأنه يأخذ شكلا مبسطا من الحكم. فيكفي أن أن نحكم على الوصف بالصحة أو بالخطأ حتى نتفق معه أو نختلف معه.

وإن وجد بعض الأشخاص الذين يجدون صعوبة في التعامل مع مثل هذه الأحكام، فإن ذلك يعود عادة إلى التأثر بالأفكار المسبقة، والتحيزات على أساس المعتقد أو مشاعر الحب والكره.

ومن أمثلة ذلك:

- أن نقول عن شكل هندسي مستطيل: (هذا الشكل مستطيل): في هذا الحكم، يمكن التثبت مثلا، من عدد الأضلاع وقياساتها وعدد الزوايا ونوعيتها، للحكم على صوابية الوصف أو خطئه.

- أن نقول: (إن الأرض مسطحة): حتى لو كان هذا الحكم (أو التأكيد) خاطئا، فإنه يعتبر (حكما وصفيا) يراد به أن يكون موضوعيا، لأنه لا يعبر عن ذوق خاص، أو رغبة خاصة.

- أن نقول: (إن الإنسان لا يمكن له الحياة فوق سطح المريخ بدون جهاز أوكسيجين): حتى لو لم يتم التثبت من صحة هذا الحكم لحد الآن، فهو يبقى أمرا محتملا. ولذلك فهو يعتبر أيضا حكما وصفيا يهدف إلى الموضوعية.

- فرص العمل المتوفرة للحاصلين على شهادات في علوم الكمبيوتر أكثر من الفرص المتوفرة للحاصلين على شهادات في الآداب.

- مجموع زوايا المثلث: 180 درجة.

كيف نحكم بقبول الحكم الوصفي أو رفضه؟

يكون ذلك عادة من خلال الحكم عن صدق الوصف. فإن كان يفترض أمرا ما (أو يقدم فرضية ما)، فيجب التأكد من الفرضية التي يقدمها. وإن كان يعمم أمر ما (أو يقدم وصفا تعميما)، فيجب البحث عن مدى صدق هذا التعميم، والمسائل التي بني عليها هذا التعميم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير