تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- الحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس

- الحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية.

- الحاجة لتطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا ..

بالتالي، كيف يجب فهم كلام الكاتب؟:

لم يكن هدف الكاتب مدح الغرب وذم الشرق. وإنما أراد أن يلفت الانتباه إلى خطورة التهاون في علاج الظاهر السلوكية المنحرفة في بلداننا العربية، من خلال المقارنة بين واقعنا الردئ الذي يتطلب الإصلاح، وواقع الغرب الذي يجب أن يحفزنا على الإصلاح لأننا أولى بمثل هذه المظاهر الحضارية منهم، لكونها من صميم ديننا.

لذلك، فلم يكن مطلوبا أن ينكر على الكاتب بحجة أن خطابه (انهزامي) أو أن (المسلمين رحماء بينهم، أشداء على الكفار)، إلى غير ذلك من التعابير الخارجة تماما عما أراد الكاتب لفت الانتباه إليه.

نعم: كلام الكاتب يوحي بالانبهار، وأنا أيضا منبهر بما هو منبهر به. ولكنه ليس انبهارا بالغرب ومعتقداته. وإنما هو انبهار بالقيم الأخلاقية والاجتماعية التي نحلم برؤيتها متجسدة في واقعنا الإسلامي، بناء على حث الإسلام على إقامتها في حياتنا، فلا نراها متجسدة إلا في هذه هذه البلدان التي تنتمي للإسلام.

وفرق كبير بين الانبهارين: الانبهار الذي تظنه والانبهار الموجود في واقع الأمر عند الكاتب.

الانبهار الأول مذموم، ودليل على الانهزامية (ومثاله: كتابات سلامة موسى، مثلا).

أما الانبهار الثاني: فهو محمود ودليل على إحساس مرهف وشوق كبير لتجسيد القيم الإسلامية في حياتنا اليومية.

انظر، رحمك الله، إلى مدح القرآن لبعض النصارى أو لبعض قوم موسى (في الآيات التي سبق الإشارة إليها): هل كان إقرارا لهم على معتقداتهم المنحرفة؟

وانظر أيضا إلى مدح النبي (ص) لمكارم الأخلاق، أو لحلف الفضول (أو لصيام عاشوراء) رغم كونها من أعمال الجاهلية أو من أعمال أهل الكتاب.

لم يكن غرض النبي (ص) إقرار أهل الشرك على شركهم، وإنما ذكر بعض المظاهر الإيجابية التي يتحلون بها، لغرض تربوي بالأساس، يتمثل في تحفيز المسلمين على هذه المظاهر الإيجابية لأنهم أولى بها من غيرهم.

أما النقطة الأخيرة فتتعلق بمفهوم التعميم في المقال:

1 - لم يعمم الكاتب في حديثه عن محاسن الغرب. وحتى لو لم يذكر ذلك صراحة، فإحسان الظن بمثل القرني يستوجب عدم الذهاب إلى مثل هذا الظن السيء. وقد ذكر الكاتب في أول مقاله ما يلي: (وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف، ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين. ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني، يقول تعالى: «ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة».)

فما الداعي بعد ذلك لإساءة الظن في مقصده من هذا المقال؟

2 - عمم الكاتب في نقده لظاهرة القسوة والجفوة عند العرب. وكما ورد في تعريف الحكم الوصفي، يمكن أن يعتمد على التعميم، ويبقى حكما وصفيا.

وواضح من سياق المقال أن الكاتب قصد التعميم وتعمده لغرض تربوي بحت وللفت الانتباه إلى فشو بعض الظاهر السلبية في مجتمعنا العربي والإسلامي.

ويشبه ذلك ما يقوم به الطبيب حين يضخّم أو يهوّل في وصف مخاطر مرض ما، عندما يرى المريض مستهينا بمخاطر هذا المرض وتبعاته الصحية.

ومثل هذا التعميم من الكاتب مقبول.

أما التعميم المقابل الوارد في الردود، عن كفر الغرب وانحرافاته فهو غير مقبول في هذا المقام، ليس لعدم صوابيته، ولكن لأنه لا يؤدي الغرض التربوي المطلوب في تحفيز المسلمين على إصلاح واقعهم. ولكل مقام مقال.

ألهمني الله وإياكم حسن الفهم، والرشد والصواب والإخلاص والسداد والحكمة في الأقوال والأعمال.

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Feb 2008, 11:14 ص]ـ

سبحان الله، نقلت قوله تعالى:

(وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (الأعراف:159)

فرددت على نفسك بنفسك.

إن التعميم لس عدلا.

والشيخ عائض ليس طبيبا بل عالم.

والرسول صلى الله عليه وسلم قَالَ:

" إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ" (صحيح مسلم).

التعميم ليس منهجا تربويا أخي الفاضل.

والشيخ عائض إنسان يرد عليه الخطأ والنسيان، وأنا أقدر له مجهوده في الدعوة إلى الله تعالى.

أما عن الإشارة لانحراف الغرب، فهو من أوضح الأمور التي تبين قسوتهم والحال يغني عن المقال.

ولعمري إن أفضل ما يشجع المسلمين على حسن الخلق تذكيرهم بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، وبأنهم لابد أن يتمسكوا بدينهم ويرجعوا إليه،لأن العالم قد خسر الكثير بانحطاطهم.

أنطر إلى التلوث أنظر إلى الاختراعات التي أراد أصحابها المال بالدرجة الأولى.

أنظر إلى الفساد الذي ظهر في البر والبحر سيظهر لك بكل وضوح من القاسي.

ولكني لا أقصد التعميم وأنهم كلهم كذلك بل هذه هي سمتهم الغالبة، فتدبر.

والله أعلم وأحكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير