ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[16 Mar 2008, 09:35 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله ورعاك أخي الحبيب (المجلس الشنقيطي) وزادك حرصا وعلما، ولا أخفيك إعجابي الشديد بكثير مما كتبت في الملتقى، بل واستفادتي منه، ولا أظن مخالفا لي في ذلك. إلا في هذا الموضوع، فيبعد أن أوافقك فيه، باستثناء شيئا مما سطرته أعلاه على نحو قولك:" فإن الشيخ لم يوفق في اختيار المنبر و لا المكان و لا الظروف "؛ فإني أتوقف حتى أسمع ردَّ الشيخ الفاضل، الذي لا أنكر حبي له وكل علمائنا ومشائخنا الأفاضل، فلا شك له مبرراته، وفي حال طرحها يمكننا الحكم بانصاف، معه أو عليه. فلا يستساغ أن نكون الخصم والحكم في آن واحد.
ولست هنا من منطلق الدفاع عن الشيخ، فأنى لي هذا التشريف، ولكن رحم الله امرء عرف قدر نفسه، وليس هنالك كبير داع للدفاع، لأن الهدف سام، والقصد خيّر، ونحسب صاحبه كذلك والله حسيبه.
ثم يا أخي الحبيب - وفقني الله وإياك - لم يكن الدكتور عائض أول من وصف العرب بهذا الوصف، فلو رجعنا لكتابات المؤرخين وكبار الأدباء لو وجدنا أشنع من ذلك، ثم هو نفسه - حفظه الله- قد ذكر ذلك بقوله:" أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة .. "، بل وأكبر من ذلك فقد وصفنا الخالق بالشدة والغلظة وأنها سجية محمودة مع أعداء الدين بقوله سبحانه ({مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ .. ) ومن ثم فالأعداء ليسوا بانتظار مقال الشيخ لوصفنا بما ذكرت في قولك:" ماذا لو أن أحدا ممن نشروا تلك الرسوم واجهك و قال لك:
أنتم العرب قساة جفاة بشهادة علمائكم وانتم ليست عندكم رقة و لاطباع مهذبة في إبداء الرأي المخالف"، أما إذا افترضنا ذلك وخاصة ما ذكرت في آخر العبارة المذكورة من رقة وطباع مهذبه فالشواهد من القرآن والسنة وحياة الصحابة والتاريخ الإسلامي عموما ما يفحمهم على مر التاريخ.
وأرجو الانتباه إلى أن كلام الدكتور عائض لا يُقصد به العرب والمسلمون جميعا، ولا في مقابله الغرب جميعا، ففي هؤلاء نموذج ينطبق عليه وصفه انطباقا كبيرا، وهم في حاجة إلى تفعيل وتطبيق تعاليم الدين الحنيف، وفي هؤلاء من ينطبق عليه الحكمة القائلة: " كل شيئ تطلبه من الناس إلا الإحترام فإنك تفرضه"، ولو لم يجد الشيخ هؤلاء وهؤلاء لما تألم لحال المسلمين، ولما تحسر من ان يصدر هذا السلوك فيمن صادفه من جنس إنساني لعين.
وهنا مكمن الخلل وسبب التأزم، ابتعدنا عن تعاليم ديننا الحنيف فقسة قلوبنا وصرنا أشبه بالجاهلية الأولى إلا من رحم ربك.
وحافظ البعض من أبناء القردة والخنازير على روح التعاليم السماوية، فعاشت شعوبهم في عدالة إجتماعية، نفتقدها في مجتمعاتنا الإسلامية، والكارثة أنها من ركائز تعاليم ديننا الحنيف.
ويعلم الله يا أخي الكريم، أنني لا أقول ما أقوله إلا من منطلق الموضوعية والحيادية، والاقتناع التام بما أقول، ولا دخل لحب الشيخ عائض في ذلك، ولكنها القناعة التامة، وقول الحق، و لعلي أوافقك في قضية التوقيت، وأنها مثار تساؤل، لا أخفيه، ولكن ليس شكا بل إشكال أتوقف فيه حتى يردني ردّ مممن تسبب في كل هذه الإثارة. وليتنا نجد من يوصل لنا ردّ الدكتور عائض على بعض الكتابات حول هذا المقال ودوافعه وأهدافه وما إلى ذلك، عله يتبين لنا ما حاك في الصدر، ويأباه العقل وحسن الظن.
وأشكر لك أخي الحبيب إثارتك، وزادك الله حرصا، ووفق الله الجميع لكل ما يحبه ويرضاه
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 Mar 2008, 09:47 م]ـ
الحمد لله
بارك الله في الاخ الفاضل والله ان هذا الامر لا يفسد للود قضية وإني لأدين الله تعالى بمحبة كل مسلم يكتب في المنتدى
إلا من كان من ثبت عندي بيقين قاطع للشك أنه من اهل الزيغ و الضلال.
وانتم أهل للمحبة والاحترام
ولا اخفيك إعجابي الشديد بطريقة القاء الشيخ عائض وفقه الله للخير
كما أني لا أنكر الثناء على الكافر بما فيه فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم ذكر بعض الاوصاف الحسنة للروم
كما مضى من كلامي ومن ذلك ثناؤه عليهم بأنهم أسرع الناس اجتماعا و اتفاقا عند حدوث الاختلاف وان اهل الكتاب يمسك أحدهم زوجته ويصبر عليهاا فلا يفرق بينهما الا الموت او كما قال عليه السلام ... وكما جاء في القرآن ومن اهل الكتاب من ان تامنه بقنطار يوده اليك ومنهم من ان تامنه بدينار لا يوده اليك الا مادمت عليه قائما.
وهذا الحوار ينفعنا كثيرا و يلقح افكارنا و ان لم تكن فيه حسنة الا التأدب وتعويد النفس على السعة في الخلاف فيما تختلف فيه الانظار لكان ذلك خيرا.
فجزاك الله على الثناء و أنتم اهل الثناء ان شاء الله وجعلني الله كما قال ابو بكر رضي الله عنه خيرا مما يظنون وغفر لي برحمته ما لا يعلمون
و الحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[16 Mar 2008, 10:15 م]ـ
رعاك الله، وكل أحبتي الشناقطة، وتاالله ما خاب ظني فيك قط أخي الحبيب، والأمر كما قلت، وأن الاختلاف لا يفسد للود قضية، وأن هذا الحوار ينفعنا كثيرا و يلقح افكارنا و ان لم تكن فيه حسنة الا التأدب وتعويد النفس على السعة في الخلاف فيما تختلف فيه الانظار لكان ذلك خيرا.
فالحمد لله على نعمته، وجزى الله خيرا القائمين على هذا الملتقى المبارك، ووفق الله الجميع لخدمة دينه العظيم، وصلى الله وسلم على حبيبنا المصطفى الكريم، وآله ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
¥