تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإذا أردنا الرؤية الفكرية .. فثمة دراسات فكرية عميقة كشفت عن عمق المادية والاستهلاكية والهيمنة والكوارث الأخلاقية في المكون الغربي .. كدراسات الناقد المبدع "إدوارد سعيد" خصوصاً كتابيه "الثقافة والامبريالية" و كتابه الآخر "الاستشراق" ..

ودراسات فيلسوف المغرب "طه عبدالرحمن" وخصوصاً "روح الحداثة" .. و "سؤال الأخلاق" ..

ودراسات الفيلسوف التونسي الأشهر "ابويعرب المرزوقي" .. كدراسته "شروط نهضة العرب والمسلمين" ..

ودراسات الملاك الطاهر "د. عبدالوهاب المسيري" وخصوصاً "العلمانية الجزئية والشاملة" ..

فمثل هؤلاء الرموز العربية الفلسفية/الفكرية المبدعة كشفت حجم الانحطاط الأخلاقي الغربي ليس بناء على موقف تاكسي على رصيف باريس .. أو بناء على موقف حامل الحقائب أمام باب الفندق .. بل هؤلاء درسوا في الغرب لعقود من الزمن .. وتخرجوا من أعرق الجامعات الغربية .. وكتبوا بنفس اللغة الثقافية الغربية ذاتها .. وحللوا مجموع الأعمال الثقافية والممارسات السلوكية الغربية بشكل علمي ..

فمثل هذه الدراسات الجادة هي التي تمثل "موقفاً فكرياً" يمكن الاستناد إليه وتحليله .. وليس أحاديث الحكواتية والمسامرة التي يقول فيها مرة:

(يقدسون الكلب والخنزيرا**ويبصرون غيرهم حقيرا)

ومرة أخرى يقول فيها:

(وجدت في باريس رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، حسن التأدب مع الآخر، أصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة، أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة، ونحن مجتمع غلظة وفظاظة)

بصراحة تذكرت "البيان والتبيين" للجاحظ!

هذه المفارقة بين "قصيدة أمريكا" و "المقالة الباريسية" تكشف إلى أي مدى أخطأ المعلقون كثيراً على مقالة القرني .. فالغرب هو هو لم يتغير .. وليس هناك فارق أخلاقي جوهري بين نيويورك وباريس .. ولكن قصيدة أمريكا لتطييب خواطر المستمعين .. والمقالة الباريسية منشان خاطر بتاع الخريطة اللي نزل ودلهم على الطريق! هذا كل مافي الأمر ..

طبعاً .. لو كان المقام مقام إنصاف .. فأي شخص عاش في الغرب ولو فترة بسيطة فسيلاحظ أن البعض يدله على الطريق فعلاً .. والبعض منذ أن تقول " Excuse me" لتستفتح بها سؤالك .. يؤشر بيده بأنه غير راغب في الجواب!

أما في بلاد العرب التي اختار الله منها نبيه فاذهب إلى القاهرة أو صنعاء أو الحجاز أو غيرها واسأل من شئت عن الطريق .. وستجد من أولئك الشباب من يدع عمله ليقول لك إلحق بي .. ويمضي بك حتى يوقفك على مفرق الطريق الصحيح ..

واستوقف من شئت في نجد وقل له "الفزعة يابوفلان" وانظر هل يخرج خريطته أم يخرج محفظته!

وارم عمامتك أمام ابن "جبال عسير" وانظر كيف يسترخص الدنيا لتحقيق منيتك ..

تأمل فقط في بعض أسئلة الناس للمفتين لترى الورع في دقائق الحقوق التي لايتورع عنها الغربي .. تجد بعض المستفتين يقول لك: وجدت في راتبي الحكومي مبلغاً يسيراً بالخطأ فهل يجوز أن آخذه أم لا؟!

هل يعرف الغربي دقائق الورع في مثل هذه الحقوق .. أم الحلال عنده مالم يسألك عنه القانون؟!

لو أردنا الانصاف وذكر "مظاهر الخير في هذه الأمة" التي سلخها القرني في "المقالة الباريسية" فالأمر أكبر بكثير من هذه العجالة .. لكني أود الاشارة فقط إلى "كيف نفهم خطاب القرني؟ " .. ومخاطر أن "نحمله على محمل الجد" ..

خالص الود.

بقلم: الكاتب المغمور

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[21 Mar 2008, 10:27 م]ـ

يبدو أن مقالة القرني نجحت في تحريك دواخل النفوس.

والمداخلات الموجودة، بغض النظر عن موضع المقال والافكار التي يطرحها، أفادتني باعتبارها مثالا جديدا على أزمة الفهم التي يعاني المسلمون منها ..

فنحن نعاني من صعوبات جمة في فهم الآخر، أيا كان هذا الآخر: كاتبا أو متحدثا، عالما أو متعلما، صديقا وأخا، أو عدوا ... وهؤلاء جميعا بشر ... ويبدو أن الملاحظة صالحة أيضا في ما يتعلق بكلام رب البشر.

ويبدو أن الأزمة مركبة ولها حوانب متعددة: عقلية، ونفسية، وثقافية، وتربوية، إلخ. وهذا الأمر يستدعي التأمل لتفكيكه وإيجاد الحلول التعليمية والتربوية له.

ـ[يسري خضر]ــــــــ[22 Mar 2008, 11:56 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير