تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا مجمل القول في ما يتعلق بامتداد المرتفعات الشرقية لجبل المروة البيضاء الواقعة في الواجهة الشرقية والجنوبية الشرقية من قبل جبل المروة على بطحاء مكة الكائنة بين جبلي الصفا والمروة، وموضع السعي بينهما، وهذا هو الموضع الذي آمل مخلصاً صادقاً داعياً الله تعالى أن يهيئ ولي أمرنا في هذه البلاد المقدسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إمام المسلمين وقدوتهم الطيبة في فعل الخيرات وتيسير أمور الحياة لهم والعناية بسلامتهم فيُجري على يديه الكريمتين توسعة عرض المسعى من جانبه الشرقي، وسيبقى له الأجر العظيم جارياً ما بقيت الدنيا، وما عند الله خير للأبرار.

وحاصل القول أن ما ذكرته آنفاً من حدود جبل كل من الصفا والمروة وامتدادات كل منهما بطبيعة خلقه مع تقابل واجهة الصفا الشمالية لامتدادات جبل المروة الشرقية الجنوبية المواجهة للصفا أدلة ظاهرة على جواز توسيع عرض المسعى من ناحيته الشرقية الممتدة من جبل الصفا إلى جبل المروة بما لا يدع مجالاً للتوقف ولا للشك في القول بهذا لتحقق دخول ما يُزادُ في عرضه من الشرق في وقعه يقيناً موضعاً للسعي بين هذين المعْلَمَينْ اللذين جعلهما الله تعالى من شعائره في أعمال الحج والعمرة.

الكلام في ما يتعلق بالمروة السوداء:

وأما ما يتعلق بالمروة السوداء (1) التي قلَّ أو يندر أن يعرف أحد من الناس في هذا العصر موقعها لبناء المنازل والأسواق عليه قبل التوسعة السعودية بدهر طويل، ثم لتحويل المسعى عن موقعها في التوسعة الثانية للخليفة المهدي العباسي عام 167هـ ثم لإزالتها في التوسعة السعودية عام 1375هـ مع ما أزيل من دور ومنازل وأسواق وشوارع وطرق كانت عليها دون أن يفطن لها أحد من أهل العلم المهتمين بالمعالم المكية الذين يُعْنَون بمثل هذه المواقع فإن موقعها اليوم غرب موقع المروة الحالي في واجهة جبل المروة، المقابل اليوم للجزء الشرقي من باب الفتح الحالي بالمسجد الحرام، فيما بين الدرجة الصاعدة من ساحة باب الفتح إلى مورد ماء زمزم الحالي الذي فوق جبل المروة في وقتنا الحاضر، ويفصل بينها وبين المروة التي ينتهي الساعون إليها اليوم في سعيهم جدار المروة والباب، وموضع السلم الصاعد منها إلى الدور الثاني من المسعى وما يليه من متسع غرب جدار المسعى.

ويلي موضعها من الغرب الميضأة الحالية الواقعة اليوم على يسار الصاعد من ساحة باب الفتح إلى مورد زمزم المواجه لباب الفتح من الشمال المنجور لها تحت أصلاد (صخور) جبل المروة السوداء الذي أزيلت مرتفعاته، وَوطّئ صدره ومتنه اليوم طريقاً للسيارات الواردة إلى ماء زمزم المورود نميرة والصاعدة من جواره إلى مرتفع القرارة المؤدي إلى الراقوبة.

وهذا الموضع من المروة – وهو الموضع الذي كان فيه دار ابن فرقد السلمي الآنف ذكره في اعتراف أبي سفيان له به – كان قبل توسعة المهدي الثانية عام 167هـ - كان يقابل أدنى المرتفعات الصخرية الغربية الجنوبية من جبل الصفا، والممتدة يوم ذاك إلى موضع السلم الكهربائي الصاعد اليوم من أجياد إلى الدور الثاني من المسجد الحرام كما ذكرت آنفاً في تحديد مرتفعات جبل الصفا.

وموضع المروة السوداء هذه هو الامتداد الطبيعي لجبل المروة من جانبه الغربي الجنوبي الذي كان على هيئة نشوزات وأحداب من الكتلة الجبلية الغربية لجبل المروة التي كانت ينتهي إليها سعي الساعين من الصفا في الجنوب إلى المروة في الشمال " قبل أن يؤخر المسعى " (2).

من موضعه الذي كان فيه ببطن المسجد الحرام إذ " كان المسعى في موضع المسجد الحرام" (3). قبل توسعة المهدي الثانية عام 167هـ كما يدل على ذلك ما رواه الأزرقي عن جده الذي عايش تلك التوسعة، والتوسعة الأولى عام 160هـ كما سأوضح هذا بعد قليل في بحثي هذا إن شاء الله بذكر ما هدم من دُور كانت محيطة بالمطاف، ومتصلة به من جانبه الشرقي الذي كان لا يفصله عن المسعى سوى دارين اثنين، الشرقي منهما بابه مفتوح على أصل المسعى مباشرة فاستدعت توسعة المطاف للمسلمين يوم ذاك أمرين اثنين هما:

1. هدم الدور المحيطة بالمطاف من جهة، وبالمسعى من جهتها الأخرى الشرقية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير