تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

دـ هذا من ناحيته الغربية، وأما من ناحيته الشرقية فإن عدم منع الناس من الزحف عليه ببناء منازلهم وأسواقهم على جانبه الشرقي قد ضيق عرضه كثيراً يدل على هذا ما رواه الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين (3/ 502 - 503) من أن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال – وهو يخبر عن طمع أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور (6) في امتلاكه لدارهم التي هي دار جدهم الأرقم بن أبي الأرقم التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجتمع فيها بأصحابه في أول أمر دعوته صلى الله عليه وسلم إلى عبادة الله وحده، وكانت تسمى " دار الإسلام " في حجة حجها حين كان يسعى بين الصفا والمروة، وهم على ظهر الدار ينظر إليهم من حين يهبط من الوادي حتى يصعد إلى الصفا.

قال: " فيمر تحتنا لو أشاء أن آخذ قلنسوته لأخذتها ".

أقول: قوله هذا يدل صراحة على أن دار الأرقم بن أبي الأرقم التي كانوا يجلسون على ظهرها، وأمير المؤمنين أبو جعفر يصعد إلى الصفا من تحتها كان موقعها على شفا الطرف الشرقي من الصفا على يمين النازل منه.

وموقع هذه الدار معروف قديماً وحديثاً لم يتغير منذ كان.

وهو الآن خارج جدر الصفا الشرقي يكون بعض منه في موضع المبنى اللاصق بالمسعى من الشرق مقر إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمكة اليوم.

وكان يقوم على موقعه قبل التوسعة السعودية للمسعى دار الحديث التي كان مديرها شيخنا محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله المتوفى سنة 1392هـ.

ويوم أن كانت داراَ للحديث كان بينها وبين طرف الصفا الشرقي أكثر من عشرين متراً.

وهذا يدل على أن المنازل في تلك الأيام قد تقدمت عليها، وحالت بينها وبين الصفا الذي كانت هي على طرفه تماماً مما يدل على أن أصحاب تلك المنازل قد بنوها على موضع السعي من الصفا، فضيقوا عرضه واعتدوا على أرضه دون أن يمنعهم أحد.

وحاصل القول في أن توسيع عرض المسعى من الجهة الشرقية بقدر ما يماثل المسعى الحالي ليكون القديم للآتي من المروة إلى الصفا، ويكون الجديد للنازل من الصفا ذاهباً إلى المروة عمل مبرور وسعي مشكور لا حرج فيه لا شرعاً، ولا عرفاً، لتحقق كونه بين جبلي الصفا والمروة كما حققت هذا آنفاً هذا أولاً.

ولتحقيقه المصلحة والسلامة للمسلمين الساعين فيه للحج، أو عمرة ثانياً.

اقتراح تجميلي:

مما ينبغي عمله وإظهاره للعيان لجميع الساعين والرائين أيضاً أن إذا يسَّر الله توسيع عرض المسعى على ما قلت أن يقام في موضع الصفا صفاً صناعياً على مثل وشكل الجبل الذي أزيل يتدرج ارتفاعه من أسفل إلى فوق.

وكذلك تقام مروة بيضاء مثل الجبل الذي أزيل يتدرج ارتفاعها من أسفل إلى فوق، حتى تطمئن القلوب، ويذهب عنها ما قد يوسوس به الموسوسون، وينصرف النظر عن الاشتغال بما لا داعي له من تمحُّل.


(1) تاريخ مكة للأزرقي تحقيق ابن دهيش 2/ 860، أخبار مكة للفاكهي 3/ 276 تحقيق ابن دهيش.
(2) أخبار مكة للأزرقي 1/ 75 سطر 2.
(3) أخبار مكة للأزرقي 1/ 79 سطر 5، إتحاف الورى 2/ 214 سطر 14.
(4) أخبار مكة للأزرقي 2/ 69 - 75 باختصار.
(5) الأزرقي 2/ 80،79
(6) تولى الخلافة سنة 136 هـ وتوفي سنة 158 هـ

المصدر: الإسلام اليوم

ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[14 Mar 2008, 02:46 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ياشيخ سامي، على هذا الموضوع
وإني بهذه المناسة أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفي شيخي الدكتور عويد، فهو المشرف على رسالتي، وقد تفضل علي بأفضال كثيرة، ولا يمكنني أن أوفيه حقه إلا بالدعاء له ـ حفظه الله، وعجل له الشفاء ـ.

ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[14 Mar 2008, 08:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[15 Mar 2008, 12:01 م]ـ
جزى الله الدكتور عبد الرحمن خيراً لتفضله بكتابة الموضوع على الحاسب وليته يجعله مرفقاً على ملف وورد ليتيسر لنا تحميله وطباعته.

ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[18 Mar 2008, 09:44 ص]ـ
جزاكم الله خيراً،،
وأسأل الله تعالى أن يشفي شيخنا د/ عويد وأن يمد في عمره إنه سميع مجيب، وقد أهداني نسخة من بحثه بخط يده،،
أما عن طلب الدكتور أحمدالبريدي، فإن الأمر يسير فقط قم بنسخه عن طريق التظليل ثم الصقه في صفحة وورد،،
والله أعلم،،

ـ[إمداد]ــــــــ[27 Mar 2008, 02:41 م]ـ
وهذا نص فتوى الشيخ سعود الفنيسان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير