ومن أعظم أنواع التيسير الحط من الدين كلا أو جزءاً، قال تعالى: وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ [البقرة:280]. جاء في الصحيحين [20] عن النبي: ((كان تاجر يبايع الناس، فإذا رأى معسراً قال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه))، وفيهما [21] عن حذيفة وأبي مسعود الأنصاري رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله يقول: ((مات رجل، فقيل له: بم غفر الله لك؟ فقال: كنت أبايع الناس، فأتجاوز عن الموسر، وأخفف عن المعسر))، وعند مسلم [22] من حديث أبي قتادة عن النبي قال: ((من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه))، وفيه [23] أيضاً في حديث أبي اليسر الطويل عن النبي قال: ((من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)).
إخوة الإسلام، معاشر الأغنياء:
تفقدوا المساكين، وتفحصوا المزامين، واسوهم بما أعطاكم الله، ويسروا عليهم بما حباكم الله جل وعلا، فعند مسلم [24] عن النبي قال: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة))، وفي المسند [25]: ((من أراد أن تستجاب دعوته، وتكشف كربته، فليفرج عن معسر)).
فالتزموا تلكم الوصايا – رعاكم الله –، وانهجوا نهجها تسعدوا وتفوزوا، وتنتظم أحوالكم، ويستقم مجتمعكم.
بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه من الآيات والفرقان، أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
[1] لفظ ابن حبان [5978 - الإحسان-]: ((لا يحل لامرئ أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفس منه))، أخرجه من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه، وأخرجه أيضاً أحمد (5/ 425)، والبزار [1373]، والبيهقي (6/ 100). وقال الهيثمي في المجمع (4/ 171): "رجال الجميع رجال الصحيح". وصحح سنده الألباني في الإرواء (5/ 280).
ولفظ الحاكم (1/ 93): ((ولا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس)). أخرجه من حديث عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما وصححه. وحسنه الألباني في الإرواء (5/ 281).
[2] أخرجه البخاري في كتاب العلم [67]، ومسلم في كتاب القسامة [1679] من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
[3] أخرجه أحمد (5/ 8، 12، 13)، وأبو داود في كتاب البيوع [3561]، والترمذي في كتاب البيوع [1266]، والنسائي في الكبرى (3/ 411) وابن ماجه في كتاب الأحكام [2400]، وابن الجارود في المنتقى (ص256) من طريق قتادة عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه الحاكم (2/ 47). وسماع الحسن من سمرة مختلف فيه بين المحدثين، وبناء على ذلك اختلفوا في الحكم على الحديث. وقد رجح الألباني ضعفه في الإرواء [1516].
[4] أخرجه أبو داود في كتاب البيوع [3535]، والترمذي في كتاب البيوع [1264] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وصححه الحاكم (2/ 46) على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة [423]، وانظر: الإرواء [1544].
[5] أخرجه في كتاب الرقاق من صحيحه [6534] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[6] أخرجه في كتاب الإمارة من صحيحه [1886] من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
[7] المصدر السابق، الموضع نفسه.
[8] أخرجه في كتاب الإمارة من صحيحه [1885].
[9] أخرجه الطيالسي في مسنده (ص233)، وأحمد في المسند (3/ 330) وقال في مجمع الزوائد (3/ 39): "إسناده حسن". وأصل القصة في صحيح البخاري [2295] من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه.
[10] أخرجه البخاري في كتاب الحوالات [2297]، ومسلم في كتاب الفرائض [1619].
[11] أخرجه البخاري في كتاب الحوالات [2287]، ومسلم في كتاب المساقاة [1564] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[12] الليّ هو المماطلة والتأخير من لوى يلوي، والواجد هو الغني.
[13] علقه البخاري في كتاب الاستقراض، باب لصاحب الحق مقال، ووصله أحمد (4/ 389)، وأبو داود في كتاب الأقضية [3628]، والنسائي في كتاب البيوع [4689، 4690]، وابن ماجه في كتاب الأحكام [2427] من حديث الشريد بن سويد رضي الله عنه، وصححه ابن حبان [5089 - الإحسان-]، والحاكم (4/ 102)، ووافقه الذهبي، وحسنه الحافظ في الفتح (5/ 62).
¥