تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولقد تحامق وتجاهل جدا من أراد أن يستنبط بطريق العقل لها حكمة وظن أنها ذكرت على الاتفاق لا عن سر إلهي فيها يقتضيها بطريق الخاصية وكما أن في الأدوية أصولا هي أركانها وزوائد هي متمماتها لكل واحد منها خصوص تأثير في أعمال أصولها كذلك السنن والنوافل لتكميل آثار أركان العبادات وعلى الجملة فالأنبياء أطباء أمراض القلوب ". اهـ

بتصرف نقلا هن: "شرح العقيدة الأصفهانية"، ص286، 287.

فللعبادات التوقيفية حكمة ولكن العقل لا يستقل بإدراكها فهي مما حجب عنه ليحصل الابتلاء بتصديق خبر الشارع، عز وجل، وامتثال حكمه، وإن حارت العقول في كيفه أو حكمته، فالمتهم في ذلك هو العقل إن لم يسلم لخبر الوحي الصادق بعد ثبوت النبوة وصحة المنقول عنها، فلا يتهم الوحي انتصارا لعقله إلا سفيه ضعيف العقل وإن ادعى كماله فحاله ينقض دعواه.

ولذلك كان الحط من قدر النبوات: عموما، والنبوة الخاتمة خصوصا، مسلك كل ضلال الأمم من ملاحدة وعلمانيين ويهود ونصارى وضلالٍ من النحل المنتسبة إلى ملة الإسلام، ولو اسما بلا رسم، فكتبهم طافحة بما يقدح في النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تصريحا أو تلميحا من باب لازم القول.

وذلك أمر ظهر في كتابات كثير من الكتاب المعاصرين من شتى الأمم، ولنصارى الغرب: قصب السبق في ذلك، إذ القدح في الإلهيات والنبوات كان إفرازا من إفرازات العلمانية المعاصرة التي غرست بذرتها ونمت شجرتها في أرضهم التي افتقرت إلى النبوة الصحيحة فلم تعرفها إلا محرفة، ومن ثم حذا حذوهم ضلال المسلمين ممن تلقفوا نحاتات أذهانهم فأعادوا صياغتها، من باب التمويه لئلا تفتضح سرقاتهم العلمية الرديئة، ونسبوها إلى أنفسهم، فعرضوها في قالب لفظي جديد له نفس القلب المعنوي الرديء.

وفي سبيل ذلك تستدعى كل الحضارات الوثنية القديمة وتسبغ عليها أوصاف المدح والثناء، ولو على جهة الديانة، فهي حضارات توحيدية سبقت النبوات إلى معاني توحيد المعبود، وذلك جار على حد نظرية تطور الأديان من وثنية مطلقة إلى توحيد لا يمنع تعدد الآلهة، وذلك عين التناقض، إلى توحيد جامع مانع ابتكره الإنسان في أدواره العقلية الراقية، فتهدر النبوات، وتصير نسخا مقلدة من تجارب القرون الأولى.

ولا ينكر أحد أن فطرة الإنسان المجملة: توحيدية خالصة، ولكنها لا تستغني عن بيان النبوات، فضلا عما يعرض لها من فساد لا تصلحه إلا النبوات.

والله أعلى وأعلم.

ـ[غروب الشمس]ــــــــ[28 - 01 - 2010, 02:28 م]ـ

الله يعطيك العافية ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير