تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كيف يمكن أن تعيش حين تعلم أن لك قوة حاسدة لا تخيب, وأن الجميع انفصلوا من حولك لهذا السبب المرعب؟ الوحيد الذي يمكن أن يجيبك عن هذا السؤال هو أم مشاري التي عاشت25 عاما تمارس طاقة جبارة للحسد, جعلت أهلها وجيرانها يهربون منها ويبعدون أطفالهم عنها خوفا مما قد يحدث فالنتيجة الدائمة هي حدوث كارثة للمحسود, لكن أم مشاري أخيرا قررت التوبة, ولم يكن الأمر برغبتها في البداية, ذلك أن أولادها قرروا حبسها في البيت ثمانية أشهر لا ترى فيها أحد ولا أحد يكلمها غضبت في أول الأمر من أولادها, لكن مع الوقت اتجهت إلى الدعاء والصلاة والأذكار إلى أن تاب الله عليها بعد وقع عدد كبير من الضحايا بعضهم اقترب من الموت. حاورنا أم مشاري لكن نخفي أن الرعب صاحبنا في البداية ولكن يبدو أن التوبة كانت نصوحا فحتى الان لم نصب بضرر والله خير حافظ ..

هل كان حبسك ثمانية أشهر سببا في توبتك وابتعادك عن الحسد؟

نعم, والحمد لله فقد استفدت كثيرا وتعلمت من الحبس كيف أرضى بما أعطاني الله من نعمة. وبدأت أكثرمن قراءة القران والأحاديث الشريفة إضافة إلى الأشرطة التوعوية الدينية التي كان لها أثر في توبتي ..

* كيف كنت تمارسين حياتك في الحبس؟

في البداية تعبت, فقد كنت لا أرى أيا من أبنائي وبناتي خاصة في الشهرين الأولين كنت أعيش وحدي في الغرفة مع التلفزيون والراديز طعامي يأتيني يوميا وكنت اأدعو في البداية على أبنائي لأن ما فعلوه يعد عقوقا لكني أدركت الان أن حبسي أفادني كثيرا إذ تركت الحسد.

منذ متى وأنت تحسدين؟ وكيف اكتشفك الاخرون؟

منذ 25 سنة وكان ضحايا حسدي كثيرين أسأل الله أن يتوب علي وأن يسامحني فهناك أشخاص ماتوا بسبب عيني ولاحول ولا قوة إلا بالله أما أول من اكتشف أنني أحسد فهو زوجي الذي حسدته يوم زواجنا وكنت أقول لنفسي هذا الرجل يمشي كثيرا ولا يتعب فأصيب في قدمه وأصبح غير قادر على المشي أسبوعا وتحول زواجنا الى نكد وهم ومشكلات فطلبت مني شقيقتي أن أغسل لزوجي لكني

رفضت وأكدت لها أنني لا يمكن أن أحسد زوجي لكن بعدها قررت أن أغسل له وأعطيته من أثري من دون أن يعلم أنه لي وقلت له أن الغسول يخص قريبات له وشرب جزءا من الغسول ورش البقية على جسده والحمدلله لم تمر دقيقة واحدة على أخذ الغسول حتى استطاع المشي وكأنه لم يكن مصابا من قبل ..

وكيف أكتشف زوجك الأمر؟

حدث هذا بعد أن ولدت مشاري وحضرت مجموعة من النساء تبارك لنا بمولودنا وكان معهم طفل صغير أبيض وجميل فكنت أنظر إليه طوال جلستهن وبعد ثلاث ساعات عادت والدة الطفل ووالده وقالا إن طفلهما يعاني تشنجا وارتفاعا في درجة الحرارة وطلبت مني المرأة أن أغسل لولدها لأنها شكت في نظراتي له فغسلت له واستخدم والد الطفل الغسول أمام زوجي فعاد الطفل إلى طبيعته وتعافى، فأقسم زوجي ألا أخرج من البيت إلا للولادة فقط أو قبري خوفا من أن أحسد أحدا ولكن بعد وفاته أصبحت أخرج فازدات مشكلاتي مع أبنائي وبناتي وأصبحوا يخجلون من وجودي معهم.

كنت أحاول أن أسيطر على نفسي وأمنعها الحسد واشتهاء ما ليس لي ولكن لم تكن هناك فائدة ففي أحيان كثيرة كنت أظن أنني نجحت في السيطرة على الحسد لكن بمجرد أن أعود إلى البيت يلحق بي أحد الضحايا طالبا الغسول.

من أكثر ضحاياك؟

النساء بالطبع لأنهن أكثر من أكون معهن .. والرجال أليس لهم نصيب من الأمر؟

حدث من قبل أن رأيت رجلا لا أعرفه وكان يقود سيارة فأعجبتني جدا وبعد دقائق انقلبت السيارة وصاحبها أمامنا فنزل أبنائي من السيارة وساعدوا الرجل وهو شاب في الثلاثينات والحمدلله أنه لم يصب بمكروه لكن السيارة تهشمت إلى أجزاء صغيرة وبعد أن خرج صاحب السيارة سليما قال أنه كان يقرأ الأذكار فنجاه الله.

* متى شعرت بالندم بسبب الحسد؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير