كثرة العدد ليست مبررا أبد لأن نلتمس لهم العذر
ثم إننا لم نذكر أسماء
وأساتذة الثريا كثر ولله الحمد
وهناك مرحلة وسطى بينهما جيدة أيضا
لكن العنوان لجذبكم يا أصدقاء
شاكرة لكم تفاعلكم
ـ[أنوار]ــــــــ[14 - 03 - 2010, 02:42 ص]ـ
كثيرًا ما تردد على مسامعها في الصغر قول المتنبي:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي * * * و أسمعت كلماتي من به صمم
الخيل و الليل و البيداء تعرفني * * * و السيف و الرمح و القرطاس و القلم
فكانت أذناها تقرعان قرعًا لهذه الأبيات، فتمتلئ نفسها غيضًا وشططا قائلة:
من هذا الذي يقول ذلك؟
وما الشعر الذي أتي به ولم يأتِ الزمان بمثله؟
فأخذت تقرأ عنه
وتطرب كثيراً لرأي يعارضه أو ينقده أو يقف على أبيات أخذت مأخذاً عليه.
واستمر الأمر، إلى أن كانت بالجامعة
بدأت الأستاذة درسها عن المتنبي وأخذت تسرد شيئاً بل أشياء من سيرته ومواقف وأشعار.
فلم تقل إلا ما قال الأولون بأن أشعاره لا تضاهى وأعجزت أهل اللغة و و و وألحقتها بكل ثناء ..
وهي تستمع، لكن الحياء أرغمها صامته إلى آخر المحاضرة، ولما انقضّ الحضور أخذت تناقش الأستاذة في آرائها، فأخذت الأستاذة تعرض من جميل أشعاره وهي تذكرها بوقوعه في أخطاء أخذت مأخذًا عليه، فتذكر الأستاذة بعض مزاياه وهي تذكرها بغروره وأنه لا يقول الشعر إلا تكسبًا ..
وكلما أوردت الأستاذة رأيا عارضتها بآخر.
فنظرت الأستاذة - وكانت من أنصار المتنبي - إلى صديقتها باسمة وقالت: خذوا هذه عني.
في اليوم التالي: استدعتها وأطالت النقاش معها، ثم فرضت عليها الرجوع للديوان كاملا لتصحيح أفكارها، وأن تقف على قصيدة محللة لأبياتها.
بعد أسبوع كان التحليل والذي لم تنصف به أبدًا بل كانت تدعم رأيها من خلال النقد و الشواهد التي توردها.
بعد نقاشات عدة تمكنت الأستاذة من تغيير تلك النظرة
والآن تقف احتراما لتلك الأستاذة، وتمتن لها بجزيل شكر وعرفان